رغم تأكيد قيادات حركة النهضة بقبول مبادرة الأطراف الراعية للحوار كأرضية للحوار ومعالجة الأزمة السياسية الراهنة، فإن عبد الحميد الجلاصي نائب رئيس حركة النهضة دعا أمس خلال المؤتمر الصحفي لحركة النهضة المنظمات الراعية للحوار الوطني إلى "التزام الحياد والتسريع في انطلاق الحوار" مؤكدا أنه من غير المعقول أن يشارك أعضاء المنظمات الراعية للحوار في مظاهرات ضدّ حركة النهضة أو أن تهدد بالخروج للشارع وإسقاط الحكومة المؤقتة تصريحات قيادات حركة النهضة واتهام الاطراف الراعية للحوار بالانحياز وعدم الحياد أثارت استياء أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل.. ففي ردّه على اتهامات نائب رئيس حركة النهضة أكد بوعلي المباركي الامين العام المساعد لاتحاد الشغل في تصريح ل"الصباح" أن اتهامات أعضاء حركة النهضة خلال الندوة الصحفية التي عقدتها أمس الحركة ضدّ الأطراف الراعية "لا أساس لها من الصحة" وان اتهام المنظمات الراعية للحوار بعدم الحياد والانحياز الى طرف دون الآخر غير صحيح، موضحا ان الاطراف الراعية مستقلة ومحايدة وتخدم المصلحة الوطنية الأطراف الراعية محايدة ومستقلة انتقد المباركي تصريحات قيادات حركة النهضة التي اتهمت فيها الرباعي الراعي للحوار بالخروج عن مبدإ الحياد في التعامل مع الأزمة السياسية، مضيفا ان الاتحاد العام التونسي للشغل ومنذ تاريخ اعلان انتخابات 23 أكتوبر "لم يسلم من الاتهامات والانتهاكات التي مسّت أعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة الشغيلة وحملات التشويه والمغالطة بالإضافة إلى التهديدات التي يتعرض لها قيادات اتحاد الشغل من بعض الاطراف المجهولة"، وفق تعبيره وقال إن "أطرافا سياسية داخل الترويكا تريد التصعيد وتسعى إلى ضرب اتحاد الشغل بشتى الطرق واعتماد سياسة إقصاء المنظمة الشغيلة من الشأن العام". وشدّد على أنه ورغم وجود تنوع فكري صلب المنظمة النقابية، فإن "اتحاد الشغل ملتزم بالخط النقابي، غير موظف حزبيا وسيبقى وفيا لمبادئة كقوة خير للبلاد"؛ حسب تعبيره. وقال: "اتحاد الشغل يتدخل في السياسة لخدمة الشأن العام والبلاد وليس لغايات سياسية ويقدّم الحلول؛ ومبادرة الاتحاد ومنظمة الاعراف وعمادة المحامين والرابطة التونسية لحقوق الانسان هي دليل على دور المنظمات الوطنية لإيجاد حلول جذرية من أجل الخروج من الأزمة السياسية". وبخصوص موقف حركة النهضة والترويكا من خارطة الطريق للأطراف الراعية للحوار اوضح المباركي ان موقف الترويكا وخاصة حركة النهضة غير واضح ويشوبه الكثير من الغموض والضبابية وحتى قبول المبادرة اتسم بتحفظ الاحزاب الحاكمة على بعض النقاط ولايمكن ان يكون منطلقا كافيا لتجاوز الازمة السياسية التي تشهدها البلاد مؤكدا على أن القوى المعارضة وعلى عكس الترويكا قد عبرت عن قبولها لخارطة الطريق دون تحفظ او شروط مسبقة يذكر أن الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل في اجتماعها الاخير يوم السبت الماضي استنكرت أسلوب المماطلة والتلكؤ وربح الوقت الذي مارسه الائتلاف الحاكم -وخاصة حركة النهضة- الذي عمل بكل ما في وسعه لإفشال المبادرة الرباعية رغم الجهود التي بذلت وطول المشاورات والتنازلات التي قُدِّمت ورغم التحذيرات من خطورة الوضع بالبلاد.. وأعلنت الهيئة الإدارية عقد تجمعات عامة ومسيرات على مستوى كل الجهات بالتنسيق مع شركائها في المبادرة ومكونات المجتمع المدني الديمقراطي، وتنظيم مسيرة وطنية سلمية كبرى للتعبير عن إصرار الاتحاد على تفعيل مبادرة الرباعي وتفعيل كل الأشكال الاحتجاجية المدنية والسلمية من قبل كلّ القطاعات والجهات