من المنتظر أن تصل اليوم أول دفعة من أضاحي عيد الاضحى المبارك، حسب ما أكدته مصار من وزارة التجارة والصناعات التقليدية ل"الصباح" في إطار تلبية حاجيات السوق باستيراد الأضاحي. ويقدر عدد الاضاحي في الدفعة الاولى ب 6 آلاف رأس خروف في انتظار استلام 9 آلاف رأس كدفعة ثانية خلال الايام القليلة القادمة، ليبلغ بذلك العدد الجملي للخرفان المستوردة من اسبانيا 15 ألف رأس أضحية. وكان قد اشار عبد الوهاب معطر وزير التجارة والصناعات التقليدية إلى أن سبب إختيار « إسبانيا » كمصدر لاستيراد أضاحي العيد يعود إلى القرب الجغرافي وقرب فصيلة الخروف « الإسباني » من فصيلة الخروف التونسي. وكانت وزارة التجارة قد أعلنت عن وصول الدفعتين من الاضاحي المستوردة بالتوالي في بحر الاسبوع المنقضي، في حين نفت مصادر اخرى صحة هذا الخبر... هذا وقد صاحبت قرار الاستراد جملة من الاضطرابات صلب الوزارة اهمها استقالات لعدد من المستشارين.. حيث علمت "الصباح" أن ديوان وزير التجارة قد شهد مؤخرا استقالات بعد قرار استيراد الخروف الاسباني، لانه لقي معارضة من قبل عدد من مستشاريه الذين أقدموا فيما بعد على تقديم استقالاتهم تعبيرا على رفضهم للسياسة المتبعة من قبله والتي كبدت الدولة خسائر فادحة من العملة الصعبة، سيما وأن السوق التونسية تعرف اكتفاء ذاتيا من الأضاحي المحلية علما وأن توريد الاضاحي تم رفضه من قبل المنظمة الفلاحية بتأكيدها على أن القطيع المحلي قادر على تغطية حاجيات السوق. كما اشار من جهته المرصد الوطني لحماية المستهلك الى سعي الوزارة لضرب الانتاج المحلي مستشهدا بضعف الاقبال على الخروف الروماني (40 ألف رأس) الذي قامت وزارة التجارة بتوريده العام الماضي لدعم العرض المحلي خلال عيد الأضحى والذي لم يلاق رواجا في البلاد. كما أكدت مصادرنا أن قرار استيراد الخرفان من اسبانيا كانت بمثابة "القطرة التي أفاضت الكأس" خاصة بعد قرار الترفيع في سعر الطماطم المعلبة الذي يواجه هو الآخر بالرفض من قبل عدد من مستشاري وزير التجارة، الذين أكدوا أن "الترفيع في سعر الطماطم ليس من مشمولات الوزارة.. بل من مشمولات اتحاد الفلاحة والصيد البحري واتحاد الصناعة والتجارة." وكان محمد علي الفرشيشي المكلف بالإعلام في وزارة التجارة قد صرح في وقت سابق "أن أسعار الخرفان ستكون في المتناول واقل من الاسعار المتواجدة في تونس". كما أكد بشأن موضوع المراقبة الصحية للخرفان انه قد "تم تكليف فريق بيطري بهذه المهمة .." مضيفا انه "سيتم تركيز نقاط بيع الخرفان الاسبانية داخل تراب الجمهورية التي تعرف كثافة سكانية مرتفعة."