الحكومة لا تخشى الاتحاد.. تونس - الصباح الأسبوعي - أمام جمع حاشد من أنصار حركة النهضة بالمنيهلة وبحضور كل من الصحبي عتيق رئيس كتلة الحركة بالمجلس التأسيسي والنائبة عن الحركة يمينة الزغلامي، ألقى عبد الكريم الهاروني القيادي في حركة النهضة ووزير النقل في حكومة علي العريض، أمس، كلمة لخّص من خلالها الوضع السياسي الراهن وشرح أسباب الأزمة التي تردّت فيها البلاد.. كلمة الهاروني التي ناهزت الساعة استبسل فيها للدفاع عن الحكومة التي اعتبر أنها لم تفشل كما تروّج لذلك أطراف معارضة، مؤكّدا أن الحكومة لن تسلّم الحكم إلاّ بعد انتهاء الدستور وتحديد موعد الانتخابات القادمة.. الهاروني استهل كلمته بقوله «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها.. والله عندما يأمركم فان ذلك فوق الدستور وفوق القانون.. ورغم كل التحديات والمؤامرات فان الحكم أمانة ولن نؤدّي الأمانة الاّ لأهلها.. ولن نسلّم الحكم الذي كلّفنا به شعبنا الاّ للأطراف التي يرتضيها الشعب الذي يبقى له القرار الأوّل والأخير..». كما أكّد أن الحكومة لن تتنازل عن الحكم قبل إنهاء الدستور والقانون الانتخابي وتحديد موعد للانتخابات، كما أشار أن على الأحزاب والمنظمات الراعية للحوار التي تتناقش اليوم إيجاد حلول للأزمة.. ولن يتمّ أمر الاّ بموافقة الحكومة والمجلس التأسيسي.. وقد قال: «احترموا الحكومة واحترموا المجلس التأسيسي إذا أردتم أن نحترمكم».. كما حذّر من محاولة البعض الزجّ بالمنظمات الراعية إلى مواجهة الحكومة، مضيفا أن الحكومة لا تخشى اتحاد الشغل بل تخشى عليها، مثله مثل اتحاد الصناعة وباقي المنظمات الوطنية التي تريدها قوية وذات مصداقية أمام الرأي العام وأنها لا تزال قابلة بالحوار مع الشرفاء من اتحاد الشغل ومن باقي المنظمات.. هنيئا للشعب بحركة النهضة الهاروني وفي ردّه عن دعاة استقالة الحكومة كشرط لبداية الحوار، أكّد «لا تنتظروا استقالة الحكومة.. ومن يقول استقيلوا وبعد ذلك لنتفاهم.. نقول له عندها لن يكون لدينا ما نناقشه أو نتفاهم حوله.. هذا واضح لا تضيّعوا جهدكم في هذا». كما نوّه وزير النقل بأن الائتلاف الحاكم كان أكثر حرصا على اجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن عكس المعارضة التي تريد تأجيلها، وقد قال «لو جرت انتخابات الآن وفي هذه الظروف سينتصر الائتلاف الحاكم وتفشل المعارضة.. ولذلك سنواصل حكم تونس ولو كره خريجو الحزب الواحد والرئيس الواحد..». كما أبدى الهاروني ارتياحه من وصول كل الأطراف الى اتفاق حول الحوار الوطني الذي من المنتظر أن ينطلق هذا الأسبوع، كما هنّأ الشعب التونسي بوجود حركة مدنية، إسلامية مثل حركة النهضة التي لم تحقد ولم تنتقم بعد أربعين سنة من الاضطهاد.