عادة ما تزداد الاحزاب الفائزة في الانتخابات صلابة وقوة، لكن وعلى اعتبارها نموذجا فريدا من نوعه فقد حملت التجربة التونسية في جعبتها الكثير من المفاجآت والحقائق فاحد الأحزاب الفائزة في انتخابات 23 اكتوبر انقسمت إلى 4 أحزاب ونعني بذلك حزب المؤتمر من اجل الجمهورية (وأمينه العام عماد الدايمي) والذي تمخض عنه حزب الاقلاع للطاهر هميلة وحزب وفاء لعبد الرؤوف العيادي والتيار الديمقراطي الحزب المنتظر لمحمد عبو.. وحزب آخر ممثل في الائتلاف الحاكم الا وهوحزب التكتل من اجل العمل والحريات شهد استقالة عدد من نوابه في التاسيسي او خارجه بالاضافة الى دعوات اخيرة الى سحب الامانة العامة من مصطفى بن جعفر. ويبقى الطرف الثالث في «الترويكا» الحاكمة حزب حركة النهضة محافظا على نوابه وعلى تماسكه رغم القرار الذي اتخذه حمادي الجبالي امين عام الحركة ورئيس الحكومة المستقيلة بعد اغتيال شكري بلعيد والمبادرة التي اقترحها والتي لم ترق لمسؤولي الحركة وكوادرها. فما سر تماسكها مقارنة برفيقيها في الحكم؟ «مجلس الشورى».. اكد عدد من نواب التاسيسي ان المحدد لسياسات البلاد ليست «الترويكا» بل مجلس شورى حركة النهضة الذي شدد في شانه محمود البارودي عن التحالف الديمقراطي على ان حركة «النهضة» تسيّر دواليب الحكم من خلال مجلس الشورى معتبرا اياه «حكومة فوق حكومة الترويكا». من جانب آخر أكد محمد براهمي رئيس «حركة الشعب» أن «المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت ومصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي لا يحكمان في تونس وأن الحاكم الفعلي هو راشد الغنوشي» مضيفا أن «مجلس الشورى هو الناطق الرسمي باسم الغنوشي». فالمجلس هو المحدد لسياسات الحزب وتوجهاته الكبرى، وهو من يختار من يتولى، باسم الحزب رئاسة الدولة، رئاسة الحكومة أو رئاسة المجلس التشريعي. ويزكي الفريق الحكومي للحزب على اساس الاقتراح من مرشح الحزب لرئاسة الحكومة أو الاقتراح من المكتب التنفيذي في حالة كون رئاسة الحكومة لم تؤل للحزب، ويحدد شروط وإجراءات اختيار مرشحي الحزب للانتخابات البرلمانية والجهوية والبلدية وغيرها، ويراقب أعمال الجهاز التنفيذي. ومن مهامه اقتراح تعديل النظام الأساسي على المؤتمر العام، وسحب الثقة من المكتب التنفيذي أو أحد أعضائه. فهو مؤسسة عليا بالنسبة لحركة النهضة لا الحكومة كما اكد ذلك قياديو النهضة. ان التنظيم المحكم لمجلس الشورى وضبطه لسياسات الحزب ككل وباقي مكوناته ساهمت بشكل فعلي في حفاظه على استقراره رغم الاختلافات الكبيرة داخله بين الشقين المعتدل والمتشدد في جملة من المسائل الهامة. في المقابل لا نجد مثل هذه المؤسسة المهيكلة بشكل منظم في باقي احزاب الائتلاف الحاكم التي تفتقر فيها الى هيئات ومؤسسات قوية لتقتصر على الاشخاص. «القواعد».. محدد آخر لتوازن حركة النهضة وحفاظها على تماسكها داخل التاسيسي وخارجه هو امتلاكها لقواعد عريضة تمتد إلى عقود طويلة مستندة على الروابط والعلاقات الاجتماعية في سنوات العمل السري في ظل الاستبداد اذ يلعب مناصروها ورقة ضغط في حال أن يحيد الحزب عن مبادئه ولعل المسيرات والاجتماعات الشعبية التي نظمتها النهضة في مناطق عدة من الجمهورية والاقبال الكبير عليها اكبر دليل على قوة الشارع الذي يقرأ له الحزب بكل هياكله ألف حساب. وبخصوص التكتل والمؤتمر فان غياب ورقة ضغط من قبل منخرطيهما قد فسحت المجال لانشطار الثاني وعدم تماسك الاول وتجانسه من الداخل. ◗ جمال الفرشيشي
جمعية الدفاع عن حق العودة خيمة تنشيطية وندوة والانتهاء بمهرجان شعبي خلال اجتماعها الأخير بالعاصمة اكدت «جمعية الدفاع عن حقّ العودة بتونس» على اعتبار يوم 15 ماي من كل عام « يوما عالميا للعودة إلى فلسطين «. كما شدّدت على تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني في الدستور التونسي، والسماح لجميع حركات المقاومة بفتح مقرّات لها في تونس حتى يتمّ التواصل المباشر بينها وبين الشعب التونسي .ودعت الى ضرورة معارضة مبادرات النظام الرسمي العربي التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية و خاصة حق العودة. وبخصوص المواعيد القادمة المندرجة في اطار الحملة العالمية للعودة، فمن المنتظر ان يتمّ نصب خيمة تنشيطية في شارع الحبيب بورقيبة ،قبالة المسرح البلدي ،يوم الأربعاء 15 ماي الجاري.بالإضافة الى تنظيم ندوة فكرية بدار الثقافة ابن خلدون . كما سينتظم مهرجان شعبي يوم السبت 25 من نفس الشهر بتونس العاصمة،سيحضره ضيوف من المقاومة. ◗ الفرشيشي
حزب الأمان يشارك في حوار اتحاد الشغل بعد المشاركة في جلسات الحوار التي انتظمت في دار الضيافة بقرطاج ، أكّد حزب الأمان رسميا مشاركته في الشوط الثاني من مؤتمر الحوار الوطني الذي دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل والذي سينطلق يوم الخميس 16 ماي الجاري بقصر المؤتمرات بالعاصمة، وذلك بعد المشاركة في الشوط الأول من مبادرة المنظمة الشغيلة والتي التأمت يومي 16 و 17 أكتوبر 2012 . وفي عدد سابق تطرّقت «الصباح الأسبوعي»إلى أهمّ المواضيع التي تطرح للنقاش في هذا الحوار وعلى رأسها مسالة العنف .