اختتمت ليلة السبت 12 أكتوبر الحالي الدورة الثامنة لتظاهرة "موسيقات" بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء.. عرض الاختتام وهو مالوف تونسي وتحديدا إحدى أشهر نوباته "الصيكة"، حضره جمهور كبير من محبي الايقاعات التراثية التونسية حتى أن عددهم تجاوز طاقة الاستيعاب بكثير. "نوبة الصيكة" المقترحة من منظمي"موسيقات" تعود للتراث الموسيقي، الذي جمعه البارون درلنجي وقد قام بتدوين هذه المقطوعة عن رواية غير متداولة للشيخ خميس ترنان سنة 1932 الباحث الموسيقي السوري الشيخ علي درويش الحلبي. اختتام "موسيقات"، أخذ الحاضرين لأجواء ثلاثينات القرن الماضي بتخته الموسيقي الأصيل، حيث تفاعل المستمعون مع هذه الايقاعات التونسية الممزوجة بنفس صوفي وروح شرقية فيما أضافت الالات الموسيقية الغربية المعتمدة في عزف "نوبة الصيكة" على غرار الكنترباص طابعا موسيقيا مميزا. سهرة "نوبة الصيكة"، التي قدم عرضها الاول في السادس من جوان الماضي بمناسبة الاحتفال بعشرينية تأسيس مركز الموسيقى العربية والمتوسطية تختلف في صيغها اللحنية عن مثيلتها في الرواية الواردة بالسفر الخامس للتراث الموسيقي وذلك حسب ما ذكره المدير السابق لمركز الموسيقى العربية والمتوسطية الأسعد قريعة، الذي أكد كذلك في التعريف بالعرض أن المضمون الفني لسهرة اختتام "موسيقات" يسعى لاحترام خصوصية قالب النوبة القائم أساسا على الوحدة المقامية كما تتضمن فقرات هذه السهرة مجموعة من المقطوعات الغنائية المصاغة في نفس الطابع، وتحترم في تركيبتها الآلية الجرس الصوتي المميز لتلك الحقبة الزمنية. عرض اختتام "موسيقات" أثثه عدد من الموسيقيين التونسيين وهم المطرب سفيان الزايدي والعازفين مكرم الانصاري وهشام البدراني وعبد العزيز الشريف ومحمد عبد القادر الحاج قاسم، إلى جانب كل من وليد الحكيري ومحمد علي الزايدي ومحمد العابدي. تعتبر الدورة الثامنة لتظاهرة "موسيقات" مواصلة لخيارات مركز الموسيقى العربية والمتوسطية بالنجمة الزهراء القائمة على برمجة المتفرد والمميز من موسيقات العالم وفي هذه الدورة وقع اختيار المنظمين على التعبيرات الموسيقية التقليدية الجهوية لبقاع مختلفة من العالم، حيث كان الافتتاح من نصيب الفنان المالي فيو فاركا توري، الذي تمزج موسيقاه بين البلوز والتقاليد الموسيقية لغرب إفريقيا فيما تنوعت بقية العروض بين ايقاعات بلاد الباسك ومنطقة قاسكونا الواقعتين على جانبي الحدود الإسبانية الفرنسية مع مجموعة خارنيجي وسهرة "الشماماي" وهو لون موسيقي تقليدي يمارس في مقاطعة كوريانتي الارجنتين وفي البارغواي وبعض أنحاء البرازيل ويجمع بين عناصر ثقافية للهنود الحمر والمستكشفين الأسبان وحتى المهاجرين الإيطاليين أمّا مجموعة شيواكا الرومانية فاحتفت بإيقاعات "مانوش" الغجرية واقترحت فرقة "ريكوفيكو" على رواد نجمة الزهراء ايقاعات تقليدية من التراث اللاتيني من كل من فنزويلا وكولومبيا والبرازيل وكان العرض قبل الاختتامي مع مجموعة طرب بقيادة حسن تبار وإيقاعاتها الايرانية الكلاسيكية المعروفة ب"الرديف".