كشفت المديرة الفنية لموسيقات إقبال الحمزاوي، "للصباح" أن الدورة الثامنة لهذه التظاهرة تحتفي بالتعبيرات الفنية النابعة من أعماق دول العالم وأن بحثها الموسيقي عن هذه الإيقاعات الشعوب لأمريكا اللاتينية وإفريقيا ودول الغرب لم يأخذ الكثير من الجهود باعتبار معرفتها السابقة بعدد من هذه المجموعات الفنية العاملة في فرنسا وغيرها.. إقبال الحمزاوي، أكدت أن دراستها المعمقة في الموسيقى اللاتينية وإقامتها لعدد من السنوات في فرنسا جعلتها تختار باقة من الألوان الفنية والتعبيرات المستلهمة من عمق الحضارات العالمية القادرة على جذب المستمع التونسي المتذوق لثقافة الآخر. تنطلق عروض"موسيقات" بسهرة افريقية من شمال مالي مع فيو فاركا توري ابن الأسطورة في عزف القيتار علي فاركا توري ويمزج ضيف افتتاح "موسيقات" ايقاعات إفريقيا الأعماق بموسيقى البلوز الأمريكية فيما تعد أغنية "بلادي" التي سجلها خلال التمرد الأخير بشمال مالي أحدث أعماله وعددها خمسة ألبومات. من الحدود الفرنسية الاسبانية وتحديدا مقاطعتي الباسك وقاسكونا تقترح مجموعة "خارنيجي" نغمات تراثية إيقاعية عزفت منذ القدم ومازالت تتوارثها أجيال من سكان هذه المناطق المحاذية لسلسلة جبال البرينيه الغربية أمّا العرض الأرجنتيني في موسيقات فلم يختار التانقو صورة فنية عن بلاده فالرباعي رودي فلوريس من مقاطعة كوريانتي (شمال شرق البلاد) يرقص ويغني ايقاعات الشماماي وهو لون فني تقليدي يعرف كذلك في بعض المناطق من الباراغواي والبرازيل. السهرة الرابعة للدورة الثامنة من موسيقات تحييها مجموعة "شيواكان" من رومانيا وتعتمد هذه الفرقة في موسيقاها على آلة السمبالوم بما تولده من ميلوديا تمزج الجاز بتراث أوروبا الشرقية ومنها ايقاعات "مانوش" الغجرية. مجموعة "ريكو فيكو" تستلهم موسيقها من الإيقاعات الشعبية لفنزويلا وكولومبيا والبرازيل ومن بين هذه الإيقاعات الفالس والخوربوس والبامبوكوسن ودانساز. العرض الإيراني لمجموعة طرب يقدم التراث التقليدي بلادهم والمعروف بموسيقى الرديف وهو فن أداء المقامات الإيرانية ويعود الفضل في تأسيس هذه المجموعة الفنية المقيمة بباريس لعازف السنطور العالمي حسن تبار. سهرة الاختتام في موسيقات تونسية الهوية مع "نوبة الصيكة" وهو مألوف تونسي عن رواية مستخرجة من أرشيف البارون ديرلانجي دونها سنة 1932 الشيخ علي الدرويش الحلبي نقلا عن الشيخ خميس الترنان. تظاهرة موسيقات في دورتها الثامنة من 3 إلى 12 أكتوبر، التي ينظمها مركز الموسيقى العربية والمتوسطية بقصر النجمة الزهراء تدعمها عديد المؤسسات الفنية والإعلامية والاقتصادية وفي هذا السياق أكد المدير المالي للمركز "للصباح" أن ميزانية "موسيقات" لهذه السنة بلغت 50 ألف دينار بعروض جيدة المستوى تضاهي ما سبقها في السنوات الماضية على مستوى البرمجة لكنها أقل تكلفة مضيفا أن وزارة الثقافة دعمت "موسيقات" ب25 ألف دينار إلى جانب دعم السفارات وغيرها من المؤسسات الإذاعات الخاصة. وعبّر المدير المالي لمركز الموسيقى العربية والمتوسطية والمسوؤل عن تسيير نشاطاته حاليا محمد علي الحمامي عن استيائه من مستوى تعامل بعض المؤسسات الداعمة للتظاهرة، حيث انسحب مانحهم الأساسي بعد سبع سنوات من التعاون في الدورات السابقة ممّا يرجح - حسب الحمامي- أن هذا الممّول العمومي كان يدعم أسماء تنظم المهرجان لا التظاهرة في حد ذاتها. وعرج محمد علي الحمامي على مسألة ادارة مركز الموسيقى العربية والمتوسطية بعد تخلي محمد الأسعد قريعة عن مهامه مشددا على أن هذا الفراغ الإداري عرقل بعض الشيء التنظيم لكن في النهاية تحقق المطلوب شاكرا المدير السابق الذي أشرف على برمجة الدورة الثامنة بمختلف تفاصيلها. من جهته، أكد مراد المطهري مدير شركة "سكوب" للتنظيم أن انسحاب الداعم الأساسي لهذه التظاهرة لم يجر المهرجان للمتاجرة بالفن بل على عكس أصر على الحفاظ على مستوى عروضه واستمرار دوراته دون توقف أو تأجيل كما يستعد للاحتفاء في السنتين القادمتين بعشرية موسيقات.