برشلونة من مبعوث دار الصباح: حافظ الغريبي حلم التوحد الإقتصادي لدول غرب المتوسط ولد ببرشلونة بحضور رفيع المستوى، انتظم يوم الاربعاء 23 اكتوبر الجاري ببرشلونة المنتدى الاقتصادي الأول لدول غرب المتوسط تحت إشراف آلية الحوار 5+5 والاتحاد من أجل المتوسط حيث افتتحه رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي وحضره كل وزراء الخارجية لدول 5+5 باستثناء وزيرة خارجية ايطاليا التي فوضت نائبها البحث عن افاق جديدة كما شاركت في المنتدى قيادات منظمات الاعراف في الدول المعنية اضافة لعدد من كبار رجال الاعمال الذين جاؤوا على أمل ان يفتح لهم هذا المنتدى آفاقا جديدة .. تخرج الأوربيين منهم من عنق الازمة الاقتصادية الخانقة وتمنح بالتوازي نظراءهم في الضفة المقابلة فرصة الانتعاشة بعد ان تاثروا سلبا من الازمة الاقتصادية الاوروبية.. في المقابل جاء الساسة بحثا عن حبوب مسكنة لوجع الرأس الذي انتباهم جراء تفاقم ظاهرة الهجرة السرية وما خلفته من مآسي.. أما نظراءهم من ساسة الضفة المقابلة فكان لهم وجع رأس من نمط آخر: فالهزات الارتدادية التي خلفها زلزال الربيع العربي في المغرب العربي ما فتئت تحيل من منطقة اضطرابات الى اخرى بعد تفاقم الازمة المالية والاقتصادية وتنامي التيارات المتشددة ودخولها الى مرحلة المواجهة المسلحة... وجع رأس جعلهم يعلقون آمالا على منتدى اختار أن يجمع أصحاب القرار بأهل الاستثمار.. فهل تحقق المرجو؟ نداء برشلونة تشبيه وزير الخارجية الفرنسي المنتدى باللقاء الاول الذي يعسر فيه البناء في اشارة واضحة لعلاقة زواج محتملة بعد فترة خطوبة وتعارف وتوافق يفترض ان تمتد بعض الوقت، كان كافيا لتلخيص الموقف. فرجال الاعمال الذين حضروا وتبادلوا مختلف وجهات النظر مع الساسة وفيما بينهم انتهوا الى ان المنتدى يقرب أكثر لجس النبض من إصدار القرارات او تنفيذ مشاريع.. عن هذا علق هشام اللومي نائب رئيس اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية في لقاء أجريناه معه بالقول أن لهذا المنتدى رمزيته، فهو الاول الذي يجمع ساسة الدول العشرة بقيادات الاعراف فيها ما يعكس ارادة سياسية لايلاء التعاون على مستوى الجانب الاقتصادي المكانة التي يستحقها خصوصا بعد ما طرحته الازمة الاقتصادية في أوروبا من اشكاليات ينضاف اليه وضع عدم الاستقرار في جنوب المتوسط. واضاف انه كممثل لمنظمة الاعراف التونسية ابلغ مسؤولي غرب المتوسط حقيقة الوضع في تونس وبعث برسائل طمانة مشددا على ان المرحلة الانتقالية لابد ان تعترضها صعوبات وعقبات، وحاول التركيز على نقاط القوة التي تميز تونس بدءا بموقعها الجغرافي انتهاء الى ما تميزت به من مشاريع شراكة رائدة مع الاوروبيين، واعتبر ان المنتدى في عمومه كان ايجابيا وانه انتهى بنداء امضاه ممثلو الاعراف دعوا فيه لاندماج اقتصادي اكبر بين ضفتي المتوسط مع التفكير منذ الآن في بعث مجلس للاعراف 5+5، خاتما حديثه بالقول ان الاتحاد من اجل المتوسط عبر عن استعداده لدعم كل مشاريع القطاع الخاص في اطار التعاون بين اعراف الضفتين عين على ما وراء الصحراء دعم عبر عنه الامين العام للاتحاد من اجل المتوسط فتح الله السجلماسي في لقائه بالاعلاميين حيث قال ان هناك أموالا متوفرة بقدر هام وليس هناك مشاريع كافية في اشارة الى مشاريع نوعية توفر الاندماج المطلوب وتكون ذات بعد دولي وتخطط في الآن نفسه الى التوجه الى ما وراء الصحراء من دول افريقية تحدث عنها كل الساسة والاعراف بشوق المتطلع الى اقتحام اسواق جديدة ذات مقدرة استهلاكية وتعيش اقتصاداتها نموا هاما.. هذا التوجه لمسه رجال الاعمال الحاضرين والذين دُعُوا الى الاهتمام بتلك الاسواق الواعدة بحيث تكون دول المغرب العربي بمثابة الجسر الذي عبره تمر المشاريع المشتركة وفي هذا الاطار ابدى كل ممثلي دول المغرب العربي استعدادا لامشروطا مبرزين اهتمام حكوماتهم بإفريقيا من خلال مد جسور النقل الجوي او الاستثمار.. فيما اعتبر الامين العام للاتحاد من اجل المتوسط -المغربي الجنسية- ان تكامل المغرب العربي اضحى اكثر من ضرورة وانه لابد من ترك الخلافات جانبا وتوجيه الاهتمام للبناء، مشيرا إلى ان الطريق المغاربية التي طال انجازها ينقصها بعض الكليومترات لربط المغرب بالجزائر ونفس الشيء لربط تونس بالجزائر وتونس بليبيا وقد اختتم المنتدى اعماله في نفس اليوم الذي افتتح فيه، وبذلك يكون الاتحاد من اجل المتوسط قد لبى قرار قمة مالطا ونظم المنتدى الاول. وفي انتظار الدورة الثانية التي ستنتظم في برشلونة العام المقبل سيظل نزيف الهجرة غير الشرعية يحصد الارواح وسيظل مخاض التوحد الاقتصادي بين دول غرب المتوسط عسيرا لكن الامل قائما.. فالمشاريع الكبرى تبدا بحلم والعزيمة وحدها قادرة ان تحوّله إلى واقع