مشكلة نقص مياه الشرب في العديد من مدن الجنوب الشرقي هي أهم مشكلة تواجه المواطن وتعتبر من أهم المشاكل التي تعترض حياته اليومية ولذلك فإنها تأتي على رأس سلم الأولويات التي يطالب بها كل أبناء الجنوب الحكومة من اجل أن تتضافر الجهود لوضع الحلول الجذرية لهاته المشكلة حتى لو تأخرت مشاريع أخرى ليست لها درجة الأهمية.. ومشكلة المياه التي تظهر فجأة كل صيف وكأنها وليدة الساعة مرت عليها أعوام ويكثر الحديث عن حلول لها خلال كل مناسبة لكن دون جدوى وخاصة ما يتعلق بمشكلة الملوحة والانقطاعات المتكررة أيضا وتعتبر تلك السنوات التي مرت كافية لتنفيذ أكبر مشروع لتحلية للمياه الجوفية بالطاقة الشمسية بالتعاون بين تونس واليابان خاصة في ظل توافر الإمكانات المالية بشكل غير مسبوق ولكن المسألة كما يبدو ليست إمكانيات مادية بقدر ما هي تخطيط خاصة بعد ان تأكد فشل محطة تحلية المياه الجوفية ببن قردان التي دخلت طور الاستغلال منذ أشهر قليلة والتي اعتقد كل الاهالي انها سوف تعيد لهم البسمة وتريحهم من هول شرب المياه ذات الملوحة المرتفعة والتي عاشرتهم طوال نصف قرن الا انه وبعد مرور قرابة الأربعة أشهر من انطلاق هذه المحطة في تحلية مياه الشرب الجوفية تبخر الحلم بعد ان تواصل تدفق المياه بنفس الملوحة وحتى ارفع من قبل في بعض الأحيان ومما زاد في معاناة أهالي مدينة بن قردان هو شح كل خزانات مياه الأمطار (الفساقي أو المواجل) بسبب انحباس نزول الغيث النافع على امتداد السنتين الماضيتين وهذا ما جعل كل الأهالي يجدون أنفسهم مرغمين على شرب مياه "الصوناد" رغم ملوحتها المرتفعة إضافة للونها الذي أصبح يميل للون الرمادي في جل الأوقات كل هذا تحمله الأهالي لكن ما لم يتحمله المواطنين هو ان هذه المياه أدت إلى تفشي العديد من الأمراض خاصة الجلدية منها حيث ذكر لنا عدد كبير منهم إنهم يشعرون بحكة واحمرار بالجلدة بعد كل عملية استحمام إضافة إلى تعدد الإصابات بمرض ارتفاع دراجة الحرارة والأمراض الباطنية لدى الأطفال خاصة ومن هنا شعر المواطنون بخطورة الموقف وأصبحوا يشكّون في نقاوة المياه رغم ان مصالح شركة "الصوناد" تؤكد إنها تقوم بمراقبة مستمرة ويومية لهذه المياه ولكن بين تأكيد المصالح الفنية للصوناد وبين ما أصبح يشعر به المواطن أمر يجعل الجميع يتساءلون عن الأسباب التي تؤدي إلي الحساسية الجلدية والأمراض المذكورة أعلاه والتي يشعر بها المواطن بعد كل عملية استحمام وحتى تزيل كل الشكوك فان الجميع يطالبون المصالح الصحية بالتدخل العاجل من اجل الوقوف عن هاته الاسباب المذكورة إضافة لمطالبتهم مصالح وزارة الفلاحة بإعادة النظر في هاته المحطة والتي تم بعثها من اجل تحلية مياه الشرب إلا إنها لم تقم بدورها حيث تواصل وكما ذكرنا تدفق المياه بنفس درجة الملوحة قبل انجاز المحطة بل وفي عديد من الأحيان وخاصة عند ارتفاع درجة الحرارة وازدياد الطلب على استهلاك المياه ترتفع درجة الملوحة فيجد المواطن نفسه مجبرا على شربها أو الاستنجاد بالمياه المعدنية لإطفاء عطشه ولكن هناك عدد كبير غير قادر على شراء هاته المياه فمتى تتحرك المصالح المختصة وتضع حدا لهذه المعاناة التي يعيشها كل أهالي بن قردان والذين يشعرون بانهم اصبحوا مهددين بالعطش وبتفشي الامراض بسبب شربهم لهذه المياه التي من ممكن ان تصيب العديد منهم بامراض مزمنة على غرار مرض الكلى وغيرها من الامراض الاخرى.