تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نجل صالح بن يوسف: 'صالح بن يوسف كان فخورا بالهوية التونسية العربية بينما الحبيب بورقيبة كان يحتقر تلك الهوية'
نشر في الصباح نيوز يوم 25 - 03 - 2021

أوردت هيئة الحقيقة والكرامة ما وصفتها بسلسلة من الأدلة والبراهين حول ما يتردد في علاقة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في اغتيال رفيق دربه السابق، وخصمه اللاحق صالح بن يوسف: هل هذا صحيح وهل حقيقة هؤلاء هم المتهمون؟ أين وصلت قضية اغتيال صالح بن يوسف وماهي الحقائق التي توصّلتم لها؟
أولا أريد أن أوضح أن قضية اغتيال الزعيم صالح بن يوسف واضحة وضوح الشمس بالنسبة للعائلة وجزء كبير من التونسيين. و حسب لجنة الحقيقة والكرامة فان الحبيب بورقيبة هو من اغتيال صالح بن يوسف.

اتّهمتم أجهزة وزارة الداخلية ووزارة الخارجية في جريمة الاغتيال بألمانيا مساء السبت 12 أوت 1961 من تتهمون مباشرة بالاغتيال؟ وهل أنتم على ثقة ان القضاء التونسي سيكشف عن حقيقة اغتيال صالح بن يوسف؟
أعيد وأكرر أن الحقيقة واضحة وضوح الشمس ، ما نطلبه من القضاء الانتقالي أن يكرس ما نعرفه مما حدث في 12 أوت 1961. ونحن نريد ذلك حتى يكون عبرة للأجيال القادمة بأن الحل للمشاكل والخلافات السياسية لا يكون عبر الاغتيالات السياسية.
في قضية اغتيال صالح بن يوسف يوجد شخص واحد مازال على قيد الحياة وهو حميدة بن تربوط ابن أخت البشير زرق العيون الذي ليس له قرابة بنا مثلما يدعي البعض. فالبورقيبيون أفادوا سابقا بأن البشير زرق العيون هو الذي قتل صالح بن يوسف لخلافات عائلية لذلك أعيد وأكرر أن البشير هومن مناصري بورقيبة الأقوياء وكان صالح بن يوسف يعلم ذلك لأنه كان موجودا في المقابلة الأخيرة بين الطرفين في 3 مارس 1961 في زيورخ. ونحن نريد من مسار العدالة الانتقالية أن توضح للتاريخ ذلك خاصة وأننا جلبنا حميدة بن تربوط للجلسة السابعة للعدالة الانتقالية من خلال بعض معارفنا الشخصية بعد أن عجز البوليس التونسي عن العثور عليه. وقد أدلى البشير بشهادته لكنه برر ضعف الشهادة بسبب قواه العقلية وضعف سنه يمنعاه من أن يتذكر أي شيء.
أين ومتى حصل الشرخ بين بورقيبة وصالح بن يوسف، أي اللحظة الحاسمة التي صنعت القطيعة بين الصديقين؟
أعيد وأكرر أن الخلاف ليس بين صالح بين يوسف والحبيب بورقيبة بل بين خطين أساسيين. فالأول هو الخط الذي استنجد بالمستعمر السابق ليحقق استقلالا داخليا بمقتضاه يبقى المستعمر الفرنسي متمسكا بمصالحه الاقتصادية والسياسية والثقافية وأما الخط الثاني فهو الشق اليوسفي الذي كان يجد بأنه لا مفر لتونس ولا مستقبل لها إلا بالاستقلال التام والانفصال على المستعمر الفرنسي في إطار توحيد بلدان شمال افريقيا أي توحيد تونس والجزائر والمغرب كما وقعه الحبيب بورقيبة سنة 1948 في القاهرة حيث كان هناك اتفاق حول المغرب العربي من أجل تحقيق استقلال هذه البلدان الثلاثة.
الشرخ بدأ عندما قبل بورقيبة بمبدأ الاستقلال الداخلي الذي رآه صالح بن يوسف وكل اليوسفيين بأنه خطوة إلى الوراء ولا تعطي لتونس مبتغاها الذي ناضل من أجله التونسيين. فهناك خط قبل بالاستعمار وتعامل مع وجوده وشق آخر أراد أن يتخلص منه.

هناك شقّ يرفض هذه المحاكمة ويقول انها لن تكرّس سوى مزيدا من الانقسام والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد خاصة أنّ طرفي الصراع السياسي – بورقيبة وبن يوسف، التحقا منذ عقود بالرفيق الأعلى ولم يعد يوجد أي مبرّر من إعادة إثارة هذا الصراع بعد أكثر من 5 عقود. ما رأيكم في ذلك؟
لقد قابلت العائلة جميع الرؤساء التونسيين بعد الحبيب بورقيبة من بن علي إلى الباجي قائد السبسي ولم نستطع مقابلة فؤاد المبزع لأن فترة حكمه كانت قصيرة. واليوم ننتظر مقابلة قيس سعيد فبعد مراسلتين لرئاسة الجمهورية لم تتحقق المقابلة.
نحن لا نطلب عقابا يسلط على أحد. نحن نطلب فقط إعادة اعتبار لدور صالح بن يوسف كزعيم ساهم في استقلال تونس وكذلك إعادة كتابة تاريخ الدولة التونسية لكي يظهر تلك الحقيقة. إن هذا الطلب لن يتحقق إلا باعتراف الدولة التونسية بكامل مؤسساتها بضلوعها في اغتيال صالح بن يوسف. وبعد الاعتراف نطالب بالاعتذار ومن ثم المصالحة
و مطلبنا هو أيضا رد الاعتبار لهذا الرجل في مسار الحركة الوطنية و الباب الثالث هو الغاء الاحكام المجحفة في حق صالح بن يوسف و التي صدرت عام 1958 و 1957 و في مجال مسار العدالة الانتقالية نحن ننتظر ان تنعقد في الثامن و العشرين من جوان القادم الجلسة الثامنة في قضية اغتيال صالح بن يوسف و فيها ستكون وزارة الخارحية، وزارة الداخلية و رئاسة الجمهورية قد امدت المحكمة بالوثائق التي بقيت مخفية و التي لم نتحصل عليها حتى الان.
هل حقيقة كان صالح بن يوسف ينوي اغتيال الحبيب بورقيبة و ما حقيقة الرسالة التي تدين بن يوسف في هذا الاطار ؟
بالنسبة لي حتى وإن وجدت رسائل فإنها تعود إلى الحقبة البورقيبية والغرض منها كان تبرير اغتيال صالح بن يوسف. ولكنني أريد أن أقول وأنا أعتمد على ما كتب في الكتاب الأبيض للدولة التونسية الذي صدر سنة 1958 عن الخارجية التونسية لشرح الخلاف بين جمهورية مصر العربية والجمهورية التونسية، أن كل المحاولات التي ذكرت بأن صالح بن يوسف حاول أن يرسل من يقتل بورقيبة لكن القتلة خافوا منه أو أن الرئيس المصري جمال عبد الناصر أرسل ضابط مخابرات مصري لتنفيذ مهمة الاغتيال وأدرجت صورته في الكتاب الأبيض ليس صحيحا.
فالمسكين المدعي عليه بأنه ضابط مصري لم يكن يعرف حتى اسم الجهاز المخابراتي المصري. وبالتالي كل ما يقال هو مجرد تبريرات تفسر سبب اغتيال صالح بن يوسف، وكان بورقيبة يتكلم عنها منذ البداية، أي قبل ظهور الخلاف بينهما في العلن سنة 1955 وهذا موثق في كتاب الحبيب المولهي رحمه الله في صفحة 248 حيث قال الحبيب بورقيبة للمولهي الذي كان يريد القيام بمبادرة صلح بين الطرفين أنه يريد أن يرى ذلك الرجل تحت التراب. وهذا يؤكد أن الحبيب بورقيبة كان يريد اغتيال صالح بن يوسف منذ البداية. إضافة إلى ذلك ذهبت الوالدة السيدة صوفية زهير في أكتوبر سنة 1955 لمقابلة بورقيبة باعتباره صديق زوجها الذي كان يزورها في المنزل من اجل حل الخلاف بينهما وذلك في مصلحة البلاد إلا أن بورقيبة رد بأنه لو كان ابنه يقف في طريقه لقتله.
ونضيف في هذا السياق: هناك صحفي تونسي كان وزيرا في حكومة بورقيبة الأولى اعترف في وثائقي «Un printemps 1956- l'indépendance de la Tunisie» بث على قناة فرنسا الخامسة، أنه كان يمشي صحبة وزير آخر عندما قال لهم الحبيب بورقيبة يجب قتل هذا الشخص ومن ثم تماسك نفسه وقال إلهي ماذا قلت.
هناك من يعتقد ان العدالة الانتقالية لم تحقق غايتها الأساسية التي جعلت من أجلها و تم قطع الطريق عليها: كيف تقيّمون من جهتكم تجربة العدالة الانتقالية بعد الثورة في تونس؟
دون أي شك لأن السياسيين الذين خلقوا مسار العدالة الانتقالية كلهم تراجعوا عن تشجيعهم للعدالة الانتقالية. حتى في البرلمان لا يوجد نواب يدافعون عن مسار العدالة الانتقالية التي غايتها تحقيق المصالحة لكن المصالحة لا تكون إلا من قبل الجاني الذي يعترف بجريمته.

من قابلت ممن قيل انهم قتلة والدك صالح بن يوسف؟
قابلت واحدا منهم فقط: قابلت حميدة بن تربوط الذي هو ابن اخت البشير زرق العيون وهو الذي كان طالبا في المانيا وهو من حضر لوجستيا الاغتيال لأنه كان يتكلم الألمانية. هو من حجز الغرفة في النزل والتي تم فيها اغتيال صالح بن يوسف. هو من هاتف صالح بن يوسف يوم الاغتيال يوم 12 اوت 1961 ليدعوه لمقابلة اثنين جاءا من تونس ليخبراه بتطورات الوضع في بنزرت لكن تلك طبعا كانت خدعة الاغتيال من قبل حميدة بن تربوط.

كيف كان شعورك وانت تقابل من تعتقد انه قاتل والدك؟ وكيف كان شعوره هو؟
كنت امام رجل مسكين عجوز فقد قواه. لم يكن في قلبي أي عداوة او حقد، كنت امام رجل مريض عجوز نسي حتى اسمه. عندما قال له القاضي ان ابن صالح بن يوسف بجانبك ماذا تريد ان تقول له: رد بن تربوط: اجلبوه لي لأقبله …كان عاطفيا لأنه أعاد في أكثر من مناسبة عند سماعه انه كان يحب صالح بن يوسف. وهذا مضحك لان هذا الرجل هو الوحيد الذي ظهر مع البشير زرق العيون باسمه الحقيقي اما البقية فأسماؤهم كانت مستعارة.

كم كان عمرك حين حصلت كل هذه التوترات؟
بدأ الخلاف بين اليوسفيين والبورقيبيين حين كان عمري 4 سنوات.
ما الذي كان سيتغير في واقع تونس اليوم لو كان بورقيبة في نفس الخط مع صالح بن يوسف؟

اظن أن تونس كانت ستكون مندمجة في إطارها وهذا ليس بخيال، لأنه من الناحية الاقتصادية دخول تونس في نوع من التكامل الاقتصادي في دول شمال افريقيا كان سيعود عليها بالكثير من الخير بدلا من اعتمادها على فرنسا ومن ثم الاتحاد الأوروبي.
من تتهمون مباشرة باستثناء الحبيب بورقيبة، الذي تتشبثون بانه هو من اوعز بتصفية صالح بن يوسف حسب تعبيركم؟
ليس هناك استثناء المسؤول الأول والأخير هو الحبيب بورقيبة واعتراف منه في خطابه في معهد الصحافة وعلوم الاخبار في الخامس عشر من ديسمبر1973. لأنه لو دخلنا في التفاصيل سنفقد الحقيقة ونلغي المسؤولية لان الحبيب بورقيبة هو المسؤول ولن اسمي آخرين لان المهم في القضية ليس من أطلق الرصاص، الأهم ان نعرف من اوعز، ومن استفاد وحمى القتلة ووسمهم جزاءا لهم على ما اقترفوه. هذه كلها ادلة تدين بشكل لا يدع مجالا للشك ان المسؤول الأكبر هو ما لعبه بورقيبة من دور في عملية الاغتيال. ولو سالتكم على سبيل المثال هل تعلمون من هو " رامون ماركيدير" سوف تتساءلون من هو هذا الشخص؟ هذا الشخص هو من قتل تروتسكي ولكن الجميع يعلم والتاريخ يعلم ان من قتل تروتسكي هو ستالين في مدينة مكسيكو عام 1941. وعليه المنفذ دائما يبقى ثانويا اما الموعز ومن اعطى الأوامر هو الأهم .

وقع اغتيال صالح بن يوسف في المانيا: ما هو موقفكم من المانيا: هل تعتقدون انه بلد تورط في المساعدة على تصفية صالح بن يوسف؟

لا اظن ان المانيا ساعدت على قتل صالح بن يوسف ولكن دورها تمثل في التستر على القتلة وغلق البحث الجنائي بسرعة و هو ما نظنه محاولة للتستر وقد اغلق الملف آنذاك بناء على رسالة من السفارة الألمانية في المانيا الغربية في ذلك الوقت رسالة قالت فيها السفارة الألمانية للمدعي العام في فرانكفورت انه يجب اغلاق الملف لأنه سمي في تلك الرسالة البشير زرق عيون بالأحرف الأولى من اسمه وانه مقرب من الرئيس الحبيب بورقيبة وان أي ايراد لاسم زرق العيون في أي دعوى رسمية سيضر بالعلاقات بين حكومتي تونس والمانيا الغربية. وبما ان المانيا الغربية كانت محتلة من قبل فرنسا و بريطانيا و الولايات المتحدة الامريكية فطبعا الأجهزة المخابراتية الفرنسية لم تكن أي حب لصالح بن يوسف. ويمكن ان يكونوا ساهموا وقتها في التغطية على الجريمة. نحن لا نعتقد ان المخابرات الفرنسية ساهمت في التنفيذ ولكنها ساعدت على التغطية دون شك.

تواصلا مع ذلك هل توجهت عائلة صالح بن يوسف الى القضاء الألماني طلبا لكشف الحقيقة
نحن الان بصدد التحضير لذلك، ابنتي محامية في مجال حقوق الانسان في نيويورك وهي الان بصدد التواصل مع محامين حقوقيين في المانيا لإثارة هذا الموضوع من جديد وحتى نستطيع ان نحصل على شهادات من المان عايشوا في تلك الحقبة مثل هذه الاحداث. نحن نريد ان نثير قضية في المانيا لا لضلوعها في الاغتيال لكن لتحميلها مسؤولية التستر.

قلتم ان البحث اثبت تورط كل من وزارة الداخلية التونسية، وزارة الخارجية، رئاسة الجمهورية الحرس الوطني وسفارة تونس في سويسرا: قلتم انهم متورطون في اغتيال صالح بن يوسف: ما دليلكم في ذلك: هل لديكم وثائق تدين فعلا هؤلاء؟
الوثائق حصلت عليها هيئة الحقيقة والكرامة وقد حصلوا على صفحتين من القضاء الألماني بشأن الرسالة التي أرسلتها المانيا الغربية الى المدعي العام في فرانكفورت وهذه الوثائق توجهت للقضاء اما نحن كعائلة فلا وثائق لدينا.

في كتاب "العميد فتحي زهير: الوساطة الضائعة في الخلاف البورقيبي اليوسفي" الذي ألفه فاخر الرويسي اشار الكاتب إلى الوساطة التي قام بها فتحي زهير صهر بن يوسف بين بورقيبة و بن يوسف، حيث استغل بورقيبة عامل الصداقة والمصاهرة التي تربط زهير ببن يوسف فكلفه للتوسّط وإقناعه بالعدول عن معارضة تمشي الاستقلال الداخلي ودعوته للمصالحة وتنقية أجواء الحزب الدستوري الجديد..
و هذا يعني ان بورقيبة اراد الصلح مع بن يوسف الذي اصرّ على معارضة بورقيبة و لم يقبل بالاستقلال الداخلي ما رأيك فيما قيل؟

كان هناك فعلا محاولات مصالحة حتى من قبل أجهزة دولية:كان هناك محاولات من أجهزة مصرية و جاء أعضاء الاشتراكية الدولية من السويد في محاولة لمصالحة الرجلين و لكن المسالة كانت مسالة مبادئ و وفاء: صالح بن يوسف كان وفيا لاتفاقيات تونس السابقة و وفيا لارواح شهداء تونس الذين لم يقاتلوا لتحصل تونس على استقلال منقوص.و ما كان مهما لصالح بن يوسف هو تكريس دور اللغة الفرنسية في تونس و التي لم تكن تعتبر في ذلك العهد لغة اجنبية.
هاذين سببين لان يكون الخلاف بينهما سياسيا اقتصاديا، ثقافيا و لا اظن ان المصالحة كانت ستكون ممكنة لأنه بالنسبة للخط اليوسفي بورقيبة قام بخيانة عظمى. ومن تحدث عن هذا هو الباهي الادغم، اذ حدثني حمادي غرس الذي كان جالسا مع الباهي الادغم في طرابلس في ليبيا فبلغه آنذاك بخبر الاستقلال الذاتي فما كان من الباهي الادغم الا ان صاح «هذه خيانة عظمى" …
ولكن بعد ذلك استطاع بورقيبة ان يجلب اليه الباهي الادغم واغلب الزعماء من الحزب. حيث كانت هناك علاقة قوية بين الباهي الادغم و صالح بن يوسف ذلك ان والدتي كانت تزور الباهي الادغم في عديد المنتسبات و هذا يبين انه كان هناك صداقة قديمة بين الباهي الادغم و صالح بن يوسف.
لكن بورقيبة طبعا جذب اليه الباهي الادغم بان منحه منصب الأمين العام الذي سحب من صالح بن يوسف واعطي المنصب للباهي الادغم كي يصبح امينا عاما للحزب الحر الدستوري.

هل تتفق مع من يقول انه لو لم يقتل بورقيبة بن يوسف لكان بن يوسف هو من قتل بورقيبة؟
هذه فكرة مغلوطة لأنه مثل ما قالت والدتي صوفية زهير التي لم تكن تعرف شيئا عن السياسة مثلما لا اعرف انا شيئا عنها: ولكن لو بقي الاثنين صالح بن يوسف وبورقيبة وسمح لهما بتأسيس حزبين منفصلين، الامر الذي كانت ترفضه فرنسا وتدعم بورقيبة، لو بقي الرجلان واسسا معا حزبين منفصلين عن بعضهما وكل منهما يدافع عن آرائه كان يمكن ان يكون ذلك بداية الديمقراطية في تونس والتداول السلكي على الحكم.

ماذا زراء عدم جلب جثة صالح بن يوسف الى تونس ؟
مطلب اعادة جثمان صالح بن يوسف الى تونس كان مطلبا لزوجته صوفية زهير والدتي وطبعا هذا قوبل بالرفض التام من قبل الحبيب بورقيبة حيث كان هناك الكثير من الاتصالات بين فاعلين في الحكم في ذلك العهد يطلبون منها العودة الى تونس بعد اغتيال صالح بن يوسف ولكنها كانت دائما ترد انها لن تعود الا مع جثمان زوجها فما كان رد بورقيبة الا ان يقول: «خليها تقعد هي والجثمان غادي" يعني فلتبقى هناك مع الجثمان.
ولكن انا قابلت أحد المتهمين بالقتل الأسبوع الماضي ولكن لم اشعر باي شعور بالضغينة تجاهه لان القضية ليست بين اثنين من زعماء المافيا في صقلية، أي ان يقتل أحدهما الاخر: هذه قضية مبادئ سياسية وأقول فقط ان الله هو من يجازي و ليس لي أي دوافع لأنه حتى حين قابلت حفيد الحبيب بورقيبة لم ارفض ان امد يدي بالسلام لأنه ليس مسؤولا فالقضية ليست بين عائلتين او شخصين …هي قضية مبادئ بين رجلين .

هل هناك من السياسيين من استغل صورة صالح بن يوسف اليوم للوصول لمآرب سياسية هل صالح بن يوسف،مثل بورقيبة اصل تجاري لبعض الساسة اليوم؟
انا لا اريد حقيقة ان اتحدث في هذا. انا لست سياسيا و لان علاقتي السياسية بتونس توقفت يوم 12 اوت عام 1961 و لكن اود ان أقول ان صالح بن يوسف كان يناضل من اجل استقلال تونس ككل لم يكن يناضل من اجل حزب او اخر.صالح بن يوسف و ارثه ملك لكل التونسيين و ليس لحزب معين. لا اريد ان اتحدث عن تونس 2021.

هل تتفق مع من يقول ان حركة النهضة الإسلامية هي امتداد للحركة اليوسفية؟هل صالح بن يوسف إسلامي أيضا؟
اريد ان أقول واكرر ان صالح بن يوسف اغتيل سنة 1961 والخلاف بين البورقيبية واليوسفية بدا عام 1955 ولم يكن في ذلك العهد موجود تسمية إسلامي. صالح بن يوسف مسلم مثل اغلب التونسيين ولكن لا يجب ان ننسى اخوتنا اليهود. صالح بن يوسف كان مسلما وكان يعتقد انه لا بد من محاربة الاستعمار مسلمين ويهودا. ولم يكن لفظ اسلامي موجودا آنذاك
صالح بن يوسف كان يؤمن في إطار الحركة الوطنية استنجد بإخوانه في شمال افريقيا و خاصة في الدول الإسلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.