نداء الاستغاثة وإنذارات خطر نقص مادة الأكسجين داخل عدد لا باس به من المستشفيات العمومية كان العنوان الأبرز للأسبوع الماضي في ما يتعلق بآخر مستجدات الازمة الصحية لانتشار فيروس كوفيد 19. حتى ان عديد المختصين اعتبروا أن تونس كانت قاب قوسين من السيناريو المصري الأردني الذي توفي خلاله عدد كبير من مرضى الكوفيد على خلفية النقص الفادح المسجل في الأكسجين. وامام تواصل المشكل وعدم وصول كميات الأكسيجين من الجارة الجزائر التي اعلنها وزير الصحة منذ 4 أيام والتي كان يفترض ان تمثل الحل للازمة. ذهبت مستشفيات في اطار حسن التصرف في مخزونها من الأكسيجين إلى ترشيده وذلك عبر الغاء كل العمليات الجراحية غير الاستعجالية وإعطاء الأولوية لمرضى كوفيد 19. حل لم تعتبره مامية بن محمد المختص في الإسعاف والتي وجدت نفسها في تعامل شبه يومي مع مرضى كوفيد ونقص الأكسيجين، حلا، أين بينت في تصريحها ل"الصباح" أن نسبة 99% من مرضى فيروس كوفيد 19 الذين تتعكر حالتهم يكونون في حاجة مباشرة وانية للأكسيجين وأمام النقص المسجل في هذه المادة على مستوى المستشفيات العمومية والمصحات الخاصة على حد السواء والتطور الحاصل في عدد الإصابات اليومي ونفاذ أسرة الأكسيجين، تصبح تونس اليوم مهددة بما هو أكثر من السيناريو المصري او الأردني وهو السيناريو الهندي حيث وجد المرضى انفسهم خارج المستشفيات التي بلغت اقصى طاقة استيعابها فلفضتهم الى الطرقات والشوارع، لتنتشر الجثث معلنة عن كارثة صحية.. ويقول المختص في الطب العام محمد مرابط، ان حاجة تونس من الأكسيجين بصدد التطور اليومي، والمزود الوحيد " ار ليكيد" (air liquide) اصبح بطاقة انتاجه غير قادر على تغطية الحاجة الوطنية والطلب المكثف لمادة الأكسيجين الصادرة عن مختلف مؤسساتنا الاستشفائية. وبين في نفس السياق ان الموجة الثالثة لانتشار فيروس كوفيد 19، زادت من نسب احتياجاتنا من الأكسيجين وفرضيات مضاعفتها أكثر واردة. وأشار إلى أن مريض كوفيد يحتاج في الدقيقة بين 1 لتر و21 لترا من الأكسيجين على امتداد ال24 ساعة وفي العموم تتواصل حاجته لتلك الكميات على الأقل لمدة أسبوع.. وبعملية حسابية تكون حاجة المريض بفيروس كوفيد الذي يعاني من مشكل في التنفس، له اقل 94% من الأكسيجين داخل جسده، في حاجة بين 1440 لتر أكسيجين و 30 ألفا و240 لترا أكسيجين في اليوم. كميات يحتاجها الى غاية اخر الاحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة التونسية 527 يقيمون بأقسام العناية المركزة بالقطاعين العام والخاص و148 يحتاجون إلى الأكسيجين ولهم إشكال في التنفس. ويعتبر مرابط ان الحكومة مطالبة اليوم بالتفكير الجدي بإنتاج كميات مضاعفة من الأكسيجين وعدم الاقتصار على المزود الوحيد خاصة أن إنتاج الأكسيجين في حد ذاته لا يتطلب تلك التجهيزات المعقدة.