قال قيس مبروك، مدير القناة التلفزية الخاصة "فيرست تي في"، إن وزارة الشؤون الخارجية طلبت من القائمين على التلفزة "الصمت" بخصوص ملف الصحفيين المخطوفين بليبيا سفيان الشورابي ونذير القطاري العاملين بالقناة. وانتقد مبروك، خلال مائدة مستديرة نظمتها القناة التلفزية اليوم الاثنين، حول "الصحافة الاستقصائية في مناطق النزاع"،انعدام التنسيق بين السلطات التونسية والقناة بخصوص هذا الملف، مؤكدا ان سفيان ونذير قد التحقا بالقطر الليبي للقيام بعمل صحفي وكشف الحقائق للرأي العام ضمن البرنامج الاستقصائي "دوسيات". ولفت في هذا الصدد، الى ان القناة لم تدخر جهدا في الكشف عن تفاصيل الملف بالتنسيق مع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، ومنظمة "مراسلون بلا حدود"، والمعهد العربي لحقوق الانسان، وخلية الازمة التي احدثتها الحكومة، وغيرها من الاطراف المتدخلة في التفاوض من أجل الوصول الى حقيقة وضعية الصحفيين. ولاحظ انه في ظل غياب المعلومة حول مقتلهما من عدمه، تتصاعد المخاوف حول مصير الصحفيين، لاسيما وان وزارة الشؤون الخارجية "لم تقدم معطيات واضحة"، على حد تعبيره، بعد خطفهما من قبل مجموعات ارهابية توجد في منطقة خارج سيطرة الحكومة الليبية. ولدى تناولها مسألة صحافة الاستقصاء، أكدت الاعلامية الاردنية صوفيا عمارة، ان التونسيين "قد نجحوا في ايصال ثورتهم الى بر الامان بعيدا عن النزاعات المسلحة والمواجهات الطائفية"، قصد ارساء مشروع مجتمعي مواطني مبني على الامن والسلم. وأفادت بانه في ظل ما تعرفه عديد المناطق العربية من توتر ونزاعات مسلحة، فان الاولوية تبقى لكشف الحقيقة وتغطيةالاحداث، مستنكرة ما يتعرض له الصحفي الاستقصائي من اتهامات بالعمالة والجوسسة، ومن اختطاف وقتل وتنكيل، على حد قولها. وأعتبرت ان الصحفي الاستقصائي "ليس محاربا او طرفا في نزاع او مبعوثا من طرف حكومته"، بل يؤدي مهمته الصحفية التي تحتم التضحية في سبيل الواجب، وتستدعي كشف الحقيقة وتغطية الاحداث رغم المخاطر المحدقة بها. من جانبها، ذكرت ياسمين كاشا عن منظمة "مراسلون بلا حدود" فرع تونس، انه وقع تتبع ملف الصحفيين سفيان ونذير منذ احتجازهما بليبيا من قبل بعض الميليشيات الليبية بمدينة "أجدابيا"، مؤكدة مشاركة المنظمة في كل التحركات الميدانيةبخصوص هذا الموضوع. ووصفت تصريحات السلطات التونسية ب "غير الواضحة"، لاسيما وان ليبيا، تعد منطقة نزاع يصعب فيها الحصول على معلومات تؤكد او تنفي مقتل الصحفيين الشورابي والقطاري بعد اختطافهما في منطقة تحت سيطرة الجماعات الاسلامية ب"درنة"(وات)