اعتبر حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة أن المؤتمر التاسع للحركة يمثل حدثا باعتبار انه يجمع بين ماضي الحركة الذي تأسس على قاعدة الانتماء العربي الإسلامي وحاضرها المنفتح على كل التيارات السياسية والساعي إلى تكريس مبدأ التوافق ومستقبلها الباحث عن موقع أكثر تميزا وحضورا بتجديد هياكل الحركة ومؤسساتها. وأوضح الجبالي اليوم الخميس خلال افتتاح المؤتمر أن دفاع الحركة على الهوية العربية الإسلامية وتقديم مشروعها كان على أساس فهم مقاصدي للإسلام يندرج ضمن الاجتهاد والتجديد وضمن مسيرة التيار الإصلاحي التونسي على حد تعبيره. ورأى في هذا الخصوص أن الحركة "نقلت موضوع تحديث تونس المستقلة من مقابلة بين الحداثة والإسلام لطالما حاول النظامان السابقان تكريسهما، إلى مشروع يؤلف بين الحداثة والإسلام". وقال الجبالي إن "سرعة انضمام الحركة للتيار الديمقراطي في البلاد شكل رافدا مهما في تنمية المشهد الثقافي والسياسي منحه عمقا أكبر على التعبير والصمود في وجه الديكتاتورية. ومن جهة أخرى، شدد على ارتباط كل مؤتمرات الحركة السابقة في الداخل والخارج بوضع الحريات والديمقراطية في تونس وهو مايعكس محورية فكرة الحرية في ثوابت الحركة، مستدلا على ذلك بنضالات أبناء الحركة طيلة عقود أربعة. وفي سياق آخر، نبه الجبالي إلى مخاطر المطلبية المشطة، داعيا إلى التصدي للثورة المضادة بمختلف فلولها. وأضاف قوله "ان الأولوية الآن هي المرور بالثورة ونقلها إلى المؤسسات وتطوير تجربة الائتلاف باعتباره خيارا استراتيجيا والتسريع بسن قانون للعدالة الانتقالية فضلا عن العمل على السيطرة على المديونية الخارجية والتعويل أكثر على الرأسمال الوطني واسترجاع الدولة لمبادرة تحسين الخدمة". ودعا الأمين العام أنصار الحركة إلى العمل على ضمان نجاحها في الانتخابات القادمة بما يعزز موقعها في المشهد السياسي ومواصلة تأهيل كوادرها للوصول إلى أعلى درجات الأهلية والعمل على إصلاح وضعها المؤسساتي بتوسيع الشورى داخل مؤسساتها وبالانفتاح على مختلف الطاقات والأفكار والمحافظة على قوة الحركة "كقوة تعديلية وجاذبة لمختلف الكفاءات". (وات)