قال اليوم رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في كلمة توجه بها الى الشعب ان تونس تمر بظروف صعبة وهي ظروف استنائية تستدعي اجراءات استثنائية للتصدي لها والتوقي من انعكاساتها واضاف انه معلوم ان الحكومة التي تكونت وصادق عليها مجلس النواب منذ اول مباشرتها لاعمالها واجهت تحديات كبيرة امنية وارهابية واجتماعية واقتصادية اولا تحديات اجتماعية لان الحكومة وجدت امامها بطالة خانقة حوالي 600 الف عاطل عن العمل وهي تراكمات لكل الحكومات ووجدت الحكومة مناطق مهمشة وخاصة منها الداخلية وصدمت الحكومة بتصرفات اخرى ونصب الكثير من الخيّم على الطريق لتعطيل الانتاج وبسياسة "اما ان اشتغل او لا احد يشتغل وهو عصيان مدني وكان لا بد للحكومة او تواجهه" واضاف ان هناك تحديا اقتصاديا من الضروري الخروج منه لجلب الاستثمارات ولا يمكن جلبها الا بخلق المناخ الملائم وهو غير متوفر الان وقال:" ان من المسائل التي تاثرت بها انني التقيت بمستثمر اجنبي كبير وما راعني الا ان الاستثمار تحول الى بلد شقيق لانه لم يجد المناخ المناسب " وواصل موضحا ان التحدي الثالث التي تواجهه تونس هو تحدي امني وتحديدا الارهاب وانه ليس وضعا تونسيا بحت بل دولي ومواجهة هذه الافة لا بد ان تتوفر لها العدة البشرية والمادية التي تعوز تونس بنسبة كبيرة هذا اضافة الى ان تونس من حسن حظها او سوئه انها تمتد على حدود ليبيا ولسوء الحظ ان ليبيا اليوم بدون دولة ولها تنظيمات مسلحة ولا بد ان نقول ان ليبيا منقسمة الى قسمين قسم في طبرق وشق اخر في طرابلس وقال السبسي ان اول عملية كبرى كما نظنها اخر العمليات الارهابية هي عملية باردو ولكن جاءت عملية سوسة وقال ان الهدف من الضربات الارهابية هي ان تونس هي الدولة الوحيدة التي اتخذت تمشيا ديمقراطيا وهي الدولة الوحيدة التي تملك دستورا غير ديني واضاف ان الدستور لا يمكن تجاوزه او تغييبه مؤكدا ان اغلب من يواجهون تونس متواجدون في ليبيا وهم ما يسمى بالدولة الاسلامية "داعش" وتطمح لاقامة الخلافة وافاد ان تونس تستحق السند الخارجي لانه لا وجود لدولة الان في مناى عن الارهاب ولذلك فان مقاومة الارهاب تجد تعاونا واعتبر ان عذا التعاون متوفر مع امريكا وفرنسا والمانيا وانقلترا وايطاليا والاتحاد الاوروبي والشقيقة الجزائر التي كانت دائما الى جانب تونس وشدد على ان تونس تجابه اليوم وضعا ليس في مأمن من المخاطر واكد ان "تونس ستواجه خطرا دائما" واكد ان البلاد لديها بعض نقاط الضعف والتي تم الاعتراف بها وقال انه في ظروف استثنائية مثل الان لابد لمن يمارس حرية التعبير ان يراعي الوضع وقال نظرا للظروف والخطر المحدق وما تمر به تونس ولو تكررت الاحداث التي وقعت في سوسة فان الدولة ستنهار ومن واجب رئيس الدولة ان يقف ضد هذه الحتمية ولذلك تقرر بعد اخذ رأي رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب اعلان حالة الطوارئ لمدة 30 يوما وختم بالتأكيد على انه وقع على القرار وقام بتلاوة الدوافع التي اتخذ بموجبها قرار حالة الطوارئ: " ان الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد اثر العملية واستمرار وجود ظروف في البلاد تجعلها في حرب من نوع خاص لذلك فان الامر يقتضي تسخير كافة امكانيات الدولة لدحر هذه الافة لا فحسب للتصدي للتهديدات الارهابية بل للتوقي منها ضمانا لامن البلاد الداخلي والخارجي "