أطاحت صباح أمس الجمعة الوحدات الأمنية لمنطقة الامن الوطني بحمام الانف بشبكة خطيرة للتحيل على الحالمين بالهجرة الى دول الخليج وصفت أمنيا ب"المافيا" نظر للرقم المهول من العمليات الاجرامية التي ارتكبتها، تضم مبدئيا أربعة أطراف تتزعمهم إمرأة مطلقة ألقى الاعوان القبض عليها في أعقاب عملية أمنية نوعية بالقرية المتوسطية برادس، قبل أن تأذن السلط القضائية ببن عروس لاعوان الادارة الفرعية للقضايا الاجرامية بالقرجاني بمواصلة الابحاث في القضية نظرا لتشعبها وتعدد الاطراف المتضررة والمتورطة فيها. أوراق القضية تفيد بأن معلومة سرية وردت على المصالح الامنية مفادها أن إمرأة تقدم نفسها على أنها صاحبة شركة خدمات قامت بإيهام فتاة تقطن بجهة بوهمل بقدرتها على تسفيرها الى السعودية أو قطر للعمل وفق عقد شغل ثم تسلمت منها جواز سفرها ومبلغا ماليا يقدر بآلاف الدنانير واختفت عن الأنظار، ونظرا لخطورة المعلومة فقد أولاها الاعوان العناية اللازمة وأجروا سلسلة من التحريات الماراطونية وفرت لهم معطى إضافيا حول مكان تواجد المشتبه بها. وبالتنسيق مع النيابة العمومية نصبوا كمينا محكما للمشتبه بها بالقرية المتوسطية برادس ألقوا في أعقابه القبض عليها، وبتفتيش منزلها حجزوا 18 جواز سفر، ثم بعرض هوية الموقوفة على الناظم الآلي تبين أنها محل ثلاثة مناشير تفتيش من أجل التحيل، فتم اقتيادها إلى المقر الامني والتنسيق مع وحدات أمنية أخرى ليتبين أنها وأشخاصا آخرين بينهم ابنتها الصادر في شأنها 27 منشور تفتيش لوحدات أمنية مختلفة وطبيب صحة عمومية وراء أكثر من مائة عملية تحيل مماثلة بينها 20 عملية في صفاقس و41 في ولاية بن عروس و23 في ولاية أريانة، إضافة إلى عمليات أخرى بولايات الكاف والقصرين ونابل وغيرها. أفراد هذه الشبكة الخطيرة ارتكبوا أكثر من مائة عملية تحيل وغنموا أكثر من 300 ألف دينار باعتبار أنهم يتسلمون ثلاثة آلاف دينار عن كل عملية، وبالإطاحة بزعيمتها قد تنكشف معطيات أخطر وأكبر مع تقدم الأبحاث التي تعهد بها أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالقرجاني. ص. المكشر جريدة الصباح بتاريخ 10 اكتوبر 2015