سجلت التحركات الاحتجاجية خلال شهر أكتوبر المنقضي ارتفاعا ملحوظا، في حين تراجعت حالات الانتحار ومحاولات الانتحار، وفق ما كشفه اليوم الأربعاء, المشرف على المرصد الاجتماعي التونسي التابع للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية عبد الستار السحباني. وأكد السحباني خلال ندوة صحفية نظمها المنتدى لتقديم تقرير شهر أكتوبر 2015 حول التحركات الاجتماعية والانتحار والعنف ارتفاع التحركات الاحتجاجية الفردية والجماعية إلى 910 حالات مقابل 398 تحركا احتجاجيا في شهر سبتمبر المنقضي أي بزيادة بلغت 72 بالمائة. وأشار إلى أن الاحتجاجات الفردية (50 حالة) حافظت على نفس نسقها لتستقر في مستوى 5 بالمائة فقط من مجموع الاحتجاجات مقابل تطور كبير للاحتجاجات الجماعية (860) التي قدر تطورها مقارنة بالشهر المنقضي بنسبة 266 بالمائة. وأبرز أن ولاية تونس تصدرت لائحة التحركات الاحتجاجية ب84 حالة تليها ولاية قفصة ب73 حالة فمدنين ب63 ثم ولاية صفاقس ب52 تليها ولاية القيروان ب46 حالة. وتطرق المشرف على المرصد الاجتماعي التونسي إلى تطور الاحتجاجات ذات الخلفية الاقتصادية والإدارية والأمنية والتربوية مقابل تراجع الاحتجاجات ذات الخلفيات الاجتماعية والبيئية والسياسية. وأكد السحباني على صعيد آخر تراجع حالات الانتحار ومحاولة الانتحار خلال شهر أكتوبر المنقضي مقابل شهر سبتمبر 2015 وبين أن العنف الذي كان متبادلا بين الأمنيين والمواطنين وخلف العديد من الضحايا وفق تعبيره، تصدر طليعة حالات العنف المرصودة خلال شهر أكتوبر 2015 مقابل تراجع واضح للعنف الزوجي. وأشار إلى أن حالات العنف والتهديدات ذات الخلفية المتعلقة بنشاط إرهابي، تم رصدها خاصة في الفضاء الافتراضي بمعنى أن مجهولين يتعمدون تهديد ضحاياهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت مجالا لارتكاب العنف. وأبرز السحباني أنه تم رصد خلال شهر أكتوبر المنقضي حالة انتحار طفل يبلغ من العمر 11 سنة بولاية القصرين لتقليد مشهد كان شاهده بالتلفاز و5 حالات انتحار لمسنين تجاوزوا الستين من العمر من بينهم امرأة ذات 79 سنة وهي المرة الأولى التي يسجل فيها انتحار امرأة مسنة. ودعا سلطة الإشراف إلى التعامل مع ملف الانتحار ومحاولة الانتحار الذي استهدف خاصة الشريحة العمرية ما بين (26 و35 سنة) بمنهجية جديدة ومغايرة. وطالب النائب بمجلس نواب الشعب عدنان الحاجي بدوره سلطة الإشراف إلى الالتزام بوعودها وتفعيل محاضر الجلسات التي ابرمت بينها وبين شركة فسفاط قفصة والى التدخل الفوري واتخاذ الإجراءات اللازمة لتسوية وضعيات عمال الحظائر . واعتبر أن التفاوض وفتح باب الحوار سيساهم في تراجع موجة التحركات الاحتجاجية والعنف وحالات الانتحار ومحاولات الانتحار التي ما تزال تسجلها مختلف ولايات البلاد.