دعا الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سمير الشفي اليوم الثلاثاء بالعاصمة الى "عدم الخلط بين مفهومي المقاومة الوطنية التحررية المشروعة اخلاقيا وسياسيا ودينيا من اجل الحرية والإرهاب المدمر للشعوب والمرتبط عادة بالاستعمار" حسب قوله. وابرز خلال ندوة صحفية نظمتها جمعية "هوية المقاومة" بمناسبة إحياء الذكرى 62 لاغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد ان اغتيال الزعيم من قبل عصابة "اليد الحمراء" التي لم تكن الا جهاز مرتبط بالدولة لا سيما بعد اعتراف فرنسا الاستعمارية بمسؤوليتها السياسية والجنائية في القيام بهذه العملية الغادرة, يقيم الدليل وفق تعبيره على الارتباط الوثيق بين مفهومي الإرهاب والاستعمار. واعتبر الشفي ان المقاومة الفلسطينية تعد مثالا للمقاومة المشروعة التي نص عليها ميثاق الأممالمتحدة المنادي بحق الشعوب في مقاومة المستعمر. وقال في نفس السياق ان تونس اليوم تنتظر التغيير وتتطلع إلى ارساء مستقبل أفضل تتحقق فيه أهداف الثورة التونسية من حرية وكرامة وعدل اجتماعي وتشغيل وذلك عبر اتخاذ جملة من الإجراءات السريعة وإرساء سياسات وخطط عملية على المدى المتوسط والطويل. وأكد سعى الاتحاد إلى أن تكون سياساته متوازنة وتراعى الأوضاع الاجتماعية الصعبة للشغالين داعيا الحكومة إلى محاربة العدو الرئيسي للمجتمع التونسي وهو الفقر معتبرا أنه لا يمكن الحديث عن مقاومة الإرهاب اذا لم يتم وضع خارطة طريق واضحة قادرة على مجابهة هذه الآفة و تحقيق الأهداف التي اندلعت من اجلها الثورة التونسية. من جهته، اشار رياض الصيداوي مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية في سويسرا الى ضرورة انجاز عقد اجتماعي بين الدولة والشباب التونسي والحضور في الفضاء الإعلامي وإرساء خطاب مضاد يواجه خطاب داعش علاوة على تثقيف الشباب التونسي وتعريفه بالمعنى الحقيقي "للجهاد" حتى لا ينحرف نحو تفسيرات مغالية تؤدي الى مزيد تفشي ظاهرة الإرهاب التي باتت تهدد امن واستقرار البلاد. واضاف الصيداوي ان مقاومة الإرهاب تعد قضية وطنية تتطلب إرساء خطة وطنية شاملة تأخذ بعين الاعتبار الأسباب الاجتماعية والثقافية والتربوية والسياسية المغذية لهذه الظاهرة الخطيرة التي أصبحت تهدد امن البلاد في الوقت الراهن.