نشرت الصفحة الرسمية لرئاسة الحكومة كلمة الحبيب الصيد في الذكرى الخامسة لاندلاع ثورة 17 ديسمبر 14 جانفي. وفي ما يلي نص الكلمة: "نحتفل اليوم بالذكرى الخامسة لاندلاع ثورة 17 ديسمبر 14 جانفي. ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أنحني إجلالا لشهدائنا البررة وأن أترحّم على أرواحهم الزكية. كما أعبّر عن فائق الإكبار والتقدير لجهة سيدي بوزيد المناضلة مهد الثورة ولكلّ جهات الوطن التي كان لها إسهامها الفاعل في ثورة الحرية والكرامة وكان لأبنائها الفضل في التأسيس لمرحلة جديدة من تاريخ تونس المستقلّة. وقد اكتست ثورة 17 ديسمبر 14 جانفي طابعا متفردا في محيطنا الإقليمي والدولي. فهي ثورة تونسية المنشأ، كونية الأبعاد، ثورة سلمية أنجزها الشباب وساهمت فيها مختلف الفئات والجهات. فتحيّة وفاء للشهداء الأبرار في كل ربوع الوطن. وتحية عرفان بالجميل لأرواح شهداء المؤسستين الأمنية والعسكرية. فبفضل هؤلاء جميعا نعيش اليوم هذه المرحلة الفارقة ونفاخر بالإستثناء التونسي الذي أبهر الأشقاء والأصدقاء. وهي مناسبة لنجدّد التأكيد أننا على درب تجسيم القيم التي استشهدوا من أجلها سائرون وبالعهد موفون وللأمانة حافظون. وإذ قطعت تونس نهائيا بدون رجعة مع التسلّط والإستبداد فإنّ وطننا يواجه اليوم تحديات جسيمة ومخاطر جمّة في مقدمتها مخاطر الإرهاب الذي يستهدف وجود الدولة وكيانها ومؤسسات النظام الجمهوري ونمطنا المجتمعي. إنّنا نخوض حربا شرسة ضدّ هذه الآفة، وهو ما يحتّم التمسك بالوحدة الوطنية المقدسة والتحلي باليقظة والجاهزية التامة ومعاضدة المؤسستين الأمنية والعسكرية وتعبئة الجهود والطاقات للقضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره. إنّ مناعة وطننا أمانة في أعناقنا جميعا حكومة وأحزابا ومنظمات وطنية ومجتمعا مدنيا ومواطنين، من أجله تهون التضحيات، وفي سبيل مناعته تذوب الحسابات الفئويّةوالإعتبارات الشخصية. إنّ القضاء على الإرهاب شرط أساسي لحماية الأرواح والمكتسبات وبسط الأمن والإستقرار وتعزيز الأرضية الملائمة للإستثمار وإحداث المشاريع ودفع التشغيل وإحكام تنفيذ التوجهات والأهداف المرسومة وخاصة منها تحسين أوضاع الفئات الهشة وتكريس التمييز الإيجابي لفائدة الجهات الأقل حظا وتجسيم استحقاقات ثورة الحرية والكرامة. وإذ نواصل الحرب على الإرهاب بدون هوادة وبروح انتصارية عالية فإننا حريصون على تنفيذ تعهدات الحكومة بخصوص استحثاث نسق التنمية بأبعادها الإقتصاديةوالإجتماعية في إطار دولة السيادة فيها للشعب والعلوية للقانون والحكم للمؤسسات. فبيد نقاوم الإرهاب وبالأخرى نبني ونؤسس للمستقبل الأفضل. وما أحوجنا في هذه الفترة بالذات إلى إعادة الإعتبار لقيم العمل والكدّ ونبذ التقاعس والتواكل وتحقيق هبّة وطنية شاملة لتخطّي الصّعاب وبلوغ برّ الآمان."