بدعوة من الشبكة التونسية للعدالة الإنتقالية نفذ صباح اليوم الخميس عدد من المحتجين وقفة أمام هيئة الحقيقة الكرامة لمطالبتها بالترفيع في نسق عملها وتسريع النظر في ملفات الضحايا قصد كشف الحقيقة وجبر الضرر مبينين أن التمشي المتوخى من قبلها لن يساعد على تحقيق العدالة الإنتقالية. وقد صرح حسين بوشيبة كاتب عام الشبكة التونسية للعدالة الإنتقالية إن الشبكة دعت الضحاياإلى وقفة امام الهيئة بعد ان تبين انها "ليست في مستوى الإنتظارات بخصوص مسائل جبر الضرر وكشف الحقيقة والمساءلة والمصالحة" وفق تعبيره . وقال ان "وعود الهيئة كانت واهية وانه بعد سنة ونصف من تركيزها لازالت تعمل على بناء أجهزتها الداخلية من خلال الإنتدابات ووضع مكاتبها رغم ان القانون منحها مهلة 6 اشهر للقيام بذلك للإنطلاق فعليا في عملها". وأكد بوشيبة رفض شبكة العدالة الإنتقالية لمسار الهيئة في التعامل مع ملفات الضحايا واصفا التمشي بالبطيء ومشيرا في هذا الصدد إلى ان بعض لجان الهيئة لم تجتمع بعد. ودعا إلى ضرورة الإلتفات إلى الضحايا لكشف الحقيقة وجبر الضرر لتحقيق العدالة الإنتقالية التي تعد ركيزة من ركائز الإنتقال الديمقراطي وألية من أليات مواجهة الماضي و بناء المستقبل. أما نبيهة الجويني ممثلة عن جمعية الكرامة للسجين السياسي فقد قالت إن الضحايا ومكونات المجتمع المدني قد واكبوا المسار منذ البداية وسعوا إلى دسترة العدالة الإنتقالية لكشف الحقيقة وجبر الضرر لكن الهيئة اليوم تشتغل ببطئ وبخلافات داخلية ادت الى تعطيل المسار وبينت أن الهيئة لم تقم بالدليل الإجرائي في مسألة التعويض ولم تسعى إلى كشف الحقيقة وجبر الضرر مراعاة لمصلحةالضحايا. وفي تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء اوضح مدير دائرة الإتصال بهيئة الحقيقة والكرامة أنور معلى ان رئيسة الهيئة سهام بن سدرين قد إستمعت إلى عدد من المحتجين بحضور النائبة عن مجلس نواب الشعب يمينة الزغلامي وفسرت لهم أن الهيئة قد تجاوزت الصعوبات التي إعترضتها في البداية وأنها تعمل بنسق سيمكنها من معالجة الملفات وتحقيق المهمة التي جعلت من اجلها. وقال ان بن سدرين «قد طالبت المحتجين بتقديم المساعدة إلى الهيئة للتمكن من التعامل مع الحالات الإستعجاليةخاصة بعد أن اعربت الوزارات المعنية بتقديم يد العون لتجاوز العقبات «. وافاد بان المحتجين قد «اعربوا بعد اللقاء عن إستعدادهم لمساعدة الهيئة لكشف الحقيقة وجبر الضرر والتمكن من تحقيق العدالة الانتقالية».