اثر ادلاء مخرجة تونسية بتصريحات خطيرة اتهمت فيها معهد باستور بالتورط مع وزارة الصحة التونسية منذ سنة 2002 فيما أسمته بالمؤامرة مع البنتاغون و مخبر أدوية اسرائيلي في استغلال أطفال قصّر وكهول بالجنوب التونسي وجعلهم "فئران" تجارب "لمرهم" لمداواة مرض أصيب به جنود أمريكيون في حرب الخليج مقابل 50 دينارا للشخص الواحد وبانها ستعرض ذلك في فيلم لها في شهر افريل القادم... اتصلت"الصباح نيوز" في هذا الصدد بالأستاذ بكلية الطب بتونس ورئيس قسم الوبائيات الطبية بمعهد باستور عفيف بن صالح للتوضيح، فقال ان ما صرحت به المخرجة ايمان بن حسين ضرب لمؤسسة عريقة عمرها أكثر من مائة سنة، مضيفا في السياق ذاته أن معهد باستور هو معهد صحة عمومية يهتم بالتلقيح ضد داء الكلب وينتج أمصال ذلك الداء وأمصال ضد تسمم ولدغة العقارب والأفاعي... وبالنسبة لمرض"اللشمانيا" (مرض جلدي)، فقال انه اول حالة تم اكتشافها بتونس سنة 1884 كانت في منطقة القطار بقفصة لدى جندي فرنسي اثناء مروره بالجنوب التونسي ومنذ ذلك التاريخ اطلق سكان المنطقة على المرض "حبة قفصة" مضيفا انه بين سنتي 1982و1983 بدأت الحلات تظهر بكثافة إثر بناء سد سيدي سعد ومن ثمة انتشر المرض بالوسط والجنوب وأصبح موجودا في خمسة عشرة ولاية من بين 24 ولاية. وتابع بان معهد باستور وتحت اشراف وزارة الصحة وبالتنسيق مع الإدارات الجهوية ساعد الولايات المتضررة بذلك المرض، للحد من العبء الصحي المرضي وانخرط نشاطه في ثلاثة محاور :المحور الأول يتمثل في الوقاية من ذلك المرض باقامة مشروع متمثل في الحرث العميق حول مدينة سيدي بوزيد للقضاء على القوارض التي تمثل الطفيل الخارجي للجرثومة التي تنتقل للبشر عن طريق بعوضة تسمى "الذبابة الرملية" وهو مشروع يقضي على جحور القوارض وعلى الحمّاضة (شجرة ياكلها الجمل) وتم تعويضها بشجرة "لاكاسيا" وقد قام به معهد باستور في سنة 1990 بالتعاون مع وزارة الصحة والإدارة الجهوية للصحة بولاية سيدي بوزيد وكافة السلط المحلية هناك بما فيها الكشافة التونسية ... أما المحور الثاني فيتعلق بالتكوين المستمر حول تقنيات التشخيص لمرض "اللشمانيا" واللدغ بالعقرب وايضا الامراض المعدية. واشار محدثنا ان معهد باستور يقوم بإنتاج أمصال ضد لسعة العقرب ..ويحسن في طاقاته على مستوى كافة البلاد، اما المحور الثالث فيتمثل في البحوث السريرية لتطوير الأدوية فيما يتعلق بداء "اللشمانيا" وهو مرض جلدي يتمثل في اصابة الأماكن الظاهرة من الجلد بحبات ويدوم المرض مدة شهر الى أربعة اشهر ويترك آثار على الجلد. كما أكّد أن الدواء الوحيد المتوفر موجود منذ عشرين سنة ويتمثل في حقن موضعي أوعضلي وهو مكلف جدا لذلك اتجه معهد باستور منذ عام 1990 مع المنظمة العالمية للصحة الى ايجاد دواء في شكل مرهم كلفته ومضاعفاته اقل. مضيفا أن هذا المرض متوفر في تونس لدى كافة الفئات العمرية وبالاخص لدى الفئة العمرية التي أقل من 15 سنة وان هدف المعهد مكافحة المرض في المدارس. وقال أيضا أنه في سنة 2002 قدّم المستشفى العسكري في امريكا لمعهد باستور ولعدة بلدان اخرى في العالم على غرار فرنساوامريكا اللاتينية بديل عن الحقن لذلك المرض وهو المرهم فقبل المعهد وبالتشاور مع وزارة الصحة وقام المعهد بعدة تجارب على الاشخاص المصابين بذلك المرض واثبت فعاليته ونجاعته التي فاقت 90 بالمائة وتابع المعهد الأشخاص المصابين الذين تلقوا العلاج في كافة مراحل العلاج وتبين أن الدواء ناجع جدا واكد أن الاشخاص المصابين بالمرض تلقوا العلاج عن طواعية. وختم بالقول ان المعهد وبالتنسيق مع لجنة الأخلاقيات الطبية قرر منح المصابين بذلك المرض 50 دينار لكل واحد منهم تعويضا عن معاليم التنقل التي دفعوها خلال تنقلهم لتلقي العلاج.