نشرت دورية "ستراتفور" تقريرا تحليليا مفصلا عن الوضع في ليبيا يخلص إلى انقسام في صفوف القوى التي تشكل "حكومة الوفاق الوطني" التي دخلت طرابلس برعاية الأممالمتحدة والمجتمع الدولي، وتنافس بين تلك القوى والجيش الوطني الليبي على محاربة الإرهاب. ويركز التقرير على الاستعداد الجاري لمواجهة معقل داعش فيما وصفت "معركة سرت"، بعدما طرد الجيش الليبي عناصر القاعدة وداعش من درنة. ويشير تقرير ستراتفور إلى ما تواتر من أنباء عن وجود قوات أجنبية "قليلة العدد" حتى الآن في ليبيا تعمل بشكل رئيسي مع ميليشيات مصراتة، إحدى مكونات الحكومة التي شكلتها الأممالمتحدة. وذكر أن السفير الأمريكي في روما سبق وصرح بأن إيطاليا تستعد لإرسال قوات قوامها 5 آلاف عسكري إلى ليبيا، فيما بدا أنه اتفاق على أن تقود إيطاليا تدخلا عسكريا غربيا في ليبيا يضم بريطانيا وفرنسا ودعما أمريكيا. وكانت القوى الغربية أعلنت مرارا أنها بانتظار طلب الحكومة الجديدة المشكّلة ضمن عملية الأممالمتحدة التدخل العسكري الأجنبي لتقوم بتلك المهمة، وذلك بعد سنوات من إصرار غربي على عدم رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي الذي يحارب الإرهاب عمليا في بنغازي وغيرها في الشرق وحتى الزنتان غربا. ويضيف التقرير أنه مع دخول قائد الميليشيا عبد الرحمان السويحلي ضمن تركيبة الأممالمتحدة لقيادة ليبيا، يعمل على تجميع عناصر ميليشيات مصراتة للاستيلاء على سرت قبل أن يخوض الجيش الوطني معركته ضد داعش في المدينة والمتوقعة في غضون أيام. يذكر أن ميليشيات مصراتة كانت تسيطر على سرت منذ انهيار نظام القذافي، وحرقت ودمرت المدينة بكل ما فيها ثم بعد ذلك دخلتها عناصر داعش والقاعدة مع تركيز ميليشيات مصراتة على طرابلس التي احتلتها حكومة غير شرعية تضم الإخوان وقادة الميليشيات المتمردة على الشرعية. ويرسم التقرير في خلاصته صورة غير حاسمة، حتى لمعركة سرت، مشيرا إلى تنامي الدعم الدولي لحكومة الوفاق في طرابلس قد لا يصلح كثيرا "تباين توجهات مكوناتها من إسلاميين وقوميين وميليشيات مناطقية". (وكالات)