تداولت عدد من صفحات "الفايسبوك" خبر ايقاف ايوب المسعودي المستشار السابق لرئيس الجمهورية المؤقت في منطقة بومهل من ولاية بن عروس، مساء أمس الخميس، خلال اجرائه لتقرير مصور حول مقتل شاب برصاص الحرس الوطني بالجهة. وفي اتصال هاتفي مع أيوب المسعودي أكّد لنا أنّ الإيقاف دام قرابة الساعة والنصف وذلك على خلفية توجههم أمام مكان الحادثة أين ألقي حتف الشاب عصام الرمالي وذلك بهدف إجراء تقرير مصور لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة. ويذكر أنّه كنّا قد نشرنا مقالا حول وفاة هذا الشاب بعنوان: "حمام الأنف: محاولة الاعتداء على مركز الحرس الوطني ووفاة شاب إثر تراشق بالحجارة" وأوضح المسعودي في خصوص حادثة إيقافه أمس أنّه ذهب مساء أمس إلى منطقة بومهل أين زار عائلة المرحوم وتحدّث معهم ليتنقل إثر ذلك لتصيور مكان الحادثة أمام مركز حرس بومهل البساتين صحبة رفاقه ليتمّ حينها إلقاء القبض عليهم حيث طلب منهم مدهم ببطاقات تعريفهم والكاميرا، قائلا: "لقد رفضت مدهم بالكاميرا". وأضاف المسعودي أنّه بقدوم رئيس المركز قاموا باستجوابه هو ورفاقه بطريقة أخلاقية عالية، حيث أكّد أيوب أنّه قام بتفسير أسباب قدومه وإصراره على معرفة الحقيقة حتى لا تعاد الكرّة مرة ثانية. وعن أطوار الحادثة الحقيقية، أكّد أيوب أنّه قد استمع إلى سردين مختلفين للأحداث. الرواية الأولى والتي روتها عائلة المتوفي لأيوب هو أنّ الشاب لم يكن فارا من الشرطة وأنّه كان بصدد مشاهدة المطاردة حيث صدمته سيارة أمن "ميني بيس" وفتحوا عليه الباب وضربوه فسقط أرضا على رأسه وبعد ذلك عادوا ودهسوه بالسيارة، حسب ما أفادنا به أيوب المسعودي. أمّا الرواية الثانية والتي أكّدها أعوان مركز الحرس بالجهة هو أنّ مجموعة حاولت مهاجمة المركز على خلفية إيقاف عناصر من الحرس شاب من المنطقة وفي إطار المطاردة كانت هناك سيارة مدنية لا تتبع الأمن قامت بدهس الشاب المتوفي ولاذت بالفرار، مشدّدين على أنّه لا وجود لآثار ضرب بالهراوة في جسد الشاب. هذا وقال أيوب أنّ أعوان الأمن قد فتحوا تحقيقا في الموضوع وأنّهم قريبا سيحددون هذه السيارة. أمّا فيما يتعلّق بالشهود، فأكّد أيوب أنّه تمّ إلقاء القبض على المجموعة التي كانت برفقة عصام يوما بعد الحادثة بعد أن شكّ أعوان الحرس في أنهم مشبوه فيهم في عملية محاولة حرق المركز، مبينا أنّه قد تمّ الإفراج عنهم يوم أمس. وفي سياق آخر، قال أيوب المسعودي أنّ المهمّ في كلّ هذا هو حالة التوتر العدائية بين الأمن والشباب في إطار غياب الدور الاجتماعي للدولة. وشدّد على أهمية فتح تحقيق جدّي في هذه الحالات.