توفي عون الأمن جلول العيساوي مساء الاربعاء بعد أن صدمته سيارة يمتطيها شخصان أحدهما قريب الضحية وذلك بمدينة بوحجلة (القيروان)، أثناء توجه الهالك على متن دراجته النارية إلى المسجد لأداء صلاة العشاء وفق تأكيد عدد من أقاربه وزوجته.
وقد تمّ ايقاف المشتبه فيه كما تمت إحالة الضحية على الطب الشرعي كما أذنت النيابة العمومية بفتح تحقيق في الغرض من أجل البحث في أسباب الوفاة وظروف الحادث التي تضاربت بشأنه التفاصيل حول قصديته بينما عبرت نقابة قوات الأمن الداخلي عن احتجاجها الشديد من الحادث. وحسب رواية شهود عيان ورواية مسؤولين نقابيين حول تفاصيل الحادثة التي تضاربت حولها الأقاويل في انتظار إتمام التحقيقات، فإن عون الأمن جلول العيساوي (45 سنة) أصيل بوحجلة كان يسير أمام المستشفى المحلي ببوحجلة الواقعة 30 كلم جنوب مدينة القيروان على متن دراجته النارية حوالي التاسعة مساء، عندما دهسته سيارة من نوع آر21 بغتة وكان يمتطيها شخصان، حسب احدى الروايات وهو يسير على الجانب الأيمن من الطريق الرئيسية مسببة له جروحا خطيرة أدت الى وفاته رغم محاولات اسعافه. حيث تمّ نقله الى المستشفى المحلي ببوحجلة ثم إحالته الى مستشفى الأغالبة بالقيروان، لكنه فارق الحياة نتيجة الاصابات. تدخلت الجهات الأمنية والقضائية من أجل البحث في حادثة مقتل عون الأمن وتفاصيلها التي لاتزال غامضة وتخفي عدّة حقائق. كما عبرت نقابة قوات الأمن الداخلي بالقيروان عن استيائها من الحادثة واحتجاجها عن تواصل تعرض أعوان الأمن للمخاطر والقتل. وقد تمّ ايقاف المشتبه فيهما على ذمة القضية في حين أكد محضر أولي انهما سلما نفسيهما الى مركز الأمن بالجهة وأكد سائق السيارة أنهما قام بحادث مرور. في حين أكد أحد أعوان الأمن ببوحجلة أنه هو من قام بالقبض على المشتبه فيه أثناء حضوره واستفساره عما حدث. وقد تمّت احالتهما الى فرقة «القورجيني» للتحقيق معهما في ما نسب إليهما من اتهامات.
وتشير المعطيات الأولية المتوفرة عن هوية سائق السيارة التي دهست عون الأمن ان له قرابة دموية بالضحية وأنه غادر السجن صبيحة يوم الحادثة وقد اقترض السيارة من أحد معرفه بالجهة.
احتجاجات ومطالب
خلفت حادثة مقتل عون الأمن تحركات احتجاجية وغضبا واستياء كبيرين في صفوف زملائه وأعضاء النقابة وأيضا في صفوف أهالي المنطقة الذين استاؤوا من تواصل الانفلات الأمني في الجهة والذي تسبب في غياب التنمية حسب رأيهم. وطالبوا بضرورة تكثيف الأمن ببوحجلة ومحاسبة المجرمين وأعطوا عينات عاشوها في مستوى فساد بعض القضاة عند اطلاق سراح بعض المنحرفين بالرغم من ثبوت جرائمهم. وقد عبر الأعوان عن استيائهم من عدم حضور وزير الداخلية لجنازة العون بصفة شخصية. وأكد عضو بالنقابة الجهوية بالقيروان أنه سيتم القيام بتحركات احتجاجية من بينها الدعوة الى وقف العمل في بوحجلة (شرطة وحرس وحماية مدنية).