تُحذر الأوساط السياسية التونسية من أن هناك أزمة صامتة بين الرئيس الباجي قائد السبسي، ورئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي، بدأت هوتها تزداد اتساعا، وسط تفاوت في التقديرات حول مآلاتها، وتداعياتها المُحتملة على الوضع العام في البلاد. وأكد خالد شوكات القيادي في حركة نداء تونس، والوزير السابق في حكومة الحبيب الصيد، وجود مثل هذه الأزمة، وحذر في نفس الوقت من أن استمرارها وتراكم مفاعيلها قد يدفعان باتجاه دخول تونس في حالة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي التي من شأنها تهيئة المناخ لكل ما هو سيء وخطير، بما في ذلك الحرب الأهلية. وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها التحذير بشكل مباشر وعلني من إمكانية انزلاق تونس نحو "حرب أهلية"، حيث سبق لراشد الغنوشي أن تطرق إلى ذلك في تصريحات سابقة، ومع ذلك ينظر المراقبون إلى مثل هذه التحذيرات على أنها "تهويل ومبالغة" ليسا في محلهما باعتبار أن تونس بنسيجها الاجتماعي، ووحدة المعتقد، بعيدة عن مثل هذا الأمر بالرغم من الانقسامات السياسية، وحالة التشرذم والتشظي الحزبي. لكن ذلك، لم يمنع خالد شوكات من القول في تصريح ل صحيفة "العرب"، "إن هناك مخططا يهدف إلى الانقضاض على المُصالحة الوطنية، وصولا إلى ‘التسخين' لحرب أهلية من خلال عودة خطابات التجييش والتشجيع على الخراب"، على حد تعبيره. وقال "هناك داخل حركة نداء تونس، ومن المقربين للرئيس السبسي، وداخل حركة النهضة الإسلامية، من يدفع نحو هذا المُخطط الخطير، ودعا الرئيس السبسي وراشد الغنوشي إلى الانتباه، والحذر من تلك الأطراف التي تريد أن تدفع البلاد في اتجاه معاكس لخيار التوافق والمصالحة الذي جعل تونس بمنأى عن الحروب الأهلية". واعتبر أن تونس اليوم تمر بوضع دقيق في سياق مرحلة مفصلية جعلت المناخ السياسي العام يتسم بالضبابية، وبتزايد "توجس بعض الأطراف داخل حركة النهضة الإسلامية من عودة النظام القديم عبر بوابة نداء تونس، وأخرى داخل حركة نداء تونس مازالت ترى أن الحركات الإسلامية ومنها حركة النهضة تستبطن العنف". ورغم أن خالد شوكات عاد وشدد في تصريحه ل"العرب"، على أن العلاقة بين السبسي والغنوشي هي أكبر بكثير من العلاقة بين حركتيهما أي النهضة والنداء، وأن تلك العلاقة مازالت متماسكة، فإن عناصر كثيرة طفت إلى السطح سواء من خلال التصريحات العلنية، أو عن طريق التسريبات الإعلامية، تدل على فتور العلاقة بين الشيخين، بسبب تباين المواقف حول عدد من الملفات بما يوحي بوجود اختلافات كبيرة تعود جذورها إلى مرحلة الاستقطاب الثنائي الذي عرفته البلاد خلال فترة حكم الترويكا بقيادة حركة النهضة خلال الفترة ما بين عامي 2011 و2013 (العرب )