في ظل تعدد الوضعيات والحالات الاجتماعية لبعض الفنانين والناشطين في الحقل الثقافي وتكرر الوضعيات المزرية والصعبة ما انفكت تطالعنا في كل مرة مبادرات ذات أهداف إنسانية واجتماعية بحتة ولعل آخرها ما أعلنت عنه صباح أمس النقابة التونسية لقطاع الموسيقى في بيان لها. وتتمثل هذه البادرة في القيام بحملة تبرّع لمساعدة بعض الفنانين على الخروج من أزمتهم الصحية لتنطلق فعليا في تلقي المساعدات بداية من اليوم 17 أكتوبر الجاري. يأتي ذلك بعد تحرك هذه النقابة مؤخرا لفائدة عدد من الفنانين الذين يمرون بظروف صحية حرجة وتزداد معاناتهم في ظل ارتفاع تكاليف العلاج وعدم توفرهم على تغطية اجتماعية أو مورد رزق قار ومن بين هؤلاء الفنانين الهادي التونسي ومحمد علام والطاهر ببوشة. ورغم مبادرات البعض بالمساعدة والوقوف إلى جانبهم إلا أنها تبقى مسألة غير كافية. لتضع بذلك هذه النقابة صندوقا لدعم مثل هذه الحالات له مداخيله الخاصة في انتظار إيجاد صيغ عملية أخرى لدعمه وتوسيع مهامه وأهدافه وخدماته على القطاع الموسيقي بدرجة أولى. والمسألة مفتوحة للجميع داخل تونس وخارجها للمساهمة في مساعدة من ساهموا في إدخال أجواء من الفرح والمرح على كل مواطن تونسي وشكلت أعمالهم وأغانيهم جزء من الموروث الوطني ومن ذاكرة الفن في تونس طيلة عقود خلت. علما أن أغلب الوضعيات والحالات التي ما انفكت تطالعنا في المدة الأخيرة ليس لها مورد رزق أو دخل قار باستثناء ما كانت تدخره من عملها اليومي في القطاع الفني. ويزداد الوضع سوءا لمثل هذه الحالات في ظل عدم وجود سياسة عملية وإرادة حقيقية لمعالجة هذه المسألة لاسيما في ظل تأخر تفعيل مشروع قانون الفنانين والمثقفين الذي تمت صياغته أواخر هذه الصائفة وتم عرضه على مجلس نواب الشعب وعلى رئاسة حكومة الحبيب الصيد. لذلك يمكن اعتبار مبادرة النقابة التونسية لقطاع الموسيقى على غاية من الأهمية خاصة أن كل متبرع سيتحصّل على وصل مالي بإمضاء أمينة مال النقابة الفنانة ناجحة جمال. ويجدر التذكير في نفس السياق أن الفنانة الراحلة فاطمة بوساحة وعدد آخر من الفنانين قد عرفوا نفس الظروف ولكن محدودية أطر تدخل وزارة الثقافة والهياكل ذات العلاقة بالقطاعات الثقافية حال دون التوصل إلى جل جذري لمثل هذه الوضعيات. نزيهة الغضباني جريدة الصباح بتاريخ 18 اكتوبر 2016