أكد المشاركون في ملتقى مغاربي حول "دور التعليم في بناء المغرب العربي الكبير: توحيد المناهج والأهداف المعرفية" انعقد اليوم الأربعاء بالعاصمة، على ضرورة بناء المغرب العربي العلمي وذلك عبر تطوير مناهج التعليم وتحسين جودته ومراجعة حوكمة الشأن التربوي كرهان لبناء المغرب العربي الفعلي. وأشار رئيس جمعية البحوث والدراسات لاتحاد المغرب العربي حبيب حسن اللولب، إلى أن اتحاد المغرب العربي ظل منذ اقتراح إنشائه الذي يعود لحوالي60 سنة، حلما لم يتحقق بعد، مبرزا، في هذا الإطار، أهمية أن ينكب الخبراء المغاربة في مجال التربية والتعليم العالي على تطوير المنظومة التربوية ومناهج التعليم في بلدانهم من أجل تقديم مقاربات ووضع استراتيجيات وخطة طريق لمسايرة العصر ومواكبة تطوراته. واضاف أن هذا المؤتمر يعد مناسبة للوقوف على واقع النظام التعليمي في بلدان المغرب العربي الكبير وتناوله بالدراسة والتحليل، مشيرا، في ذات السياق إلى الدور الذي يضطلع بع التعليم، من مرحلة ما قبل الدراسة مرورا بالمرحلة الابتدائية والثانوية وصولا إلى التعليم العالي، في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفي بناء اقتصاد المعرفة، وهو ما يتطلب العمل على تنمية رأس المال البشري على المستوى النوعي بالخصوص، وذلك بانتهاج المزيد من الإصلاحات في قطاع التعليم و ربطه بسوق العمل باعتباره السبيل الوحيد للارتقاء بالمجتمع. من جهته، بين الرئيس الشرفي لجمعية البحوث والدراسات لاتحادالمغرب العربي المنصف وناس، أنه بعد تعطل الطريق السياسيةوالاقتصادية،على أهميتهما، في بناء المغرب العربي وتحقيق وحدته، قد تكون الجامعة والبحث العلمي هي السبيل لبلوغ هذا الهدف المنشود منذ ما يزيد عن خمسة عقود، وذلك من خلال تشجيع الباحثين وتفعيل التبادل العلمي البيني. وذكر وناس أن المنطقة المغاربية تعد أكثر من 100 جامعة و50 ألف باحث و20 مركز بحوث في مختلف المجالات العلمية، ملاحظا أن التفاعل في ما بينها «هزيل ولا يوجد حرص على إرساء التكامل والتبادل بينها، في الوقت الذي لاحل لنا اليوم في ما يعرف بأزمة المغرب العربي سوى الجامعات». ودعا، في هذا الصدد، إلى «حسن الاستثمار في العقل الشاب والأجيال الجديدة المغاربية من أجل مواجهة الفكر المتطرف والتصدي للإرهاب الذي بات يهدد أبناءنا ومجتمعاتنا» معتبرا أن بناء المغرب العربي هو بناء ثقافي علمي وتربوي بالدرجة الأولى. ودعا الأستاذ كمال عبد اللطيف من جامعة محمد الخامس بالرباط (المغرب)، في مداخلته بالمناسبة، إلى بذل جهود مضاعفة لتطوير مناهج التعليم في بلدان المغرب الكبير مشيرا إلى أن ما أنجز في مجال التربية والتعليم إلى حد الآن يمكن النظر إليه بالكثير من الإيجابية، وفق تقديره. واضاف، في هذا المضمار، قائلا إن « التفكير في مشاكل التعليم يتطلب التعامل معه بنسبية باعتبار أنه لا يمكن حلها إلا تدريجيا وعلى مر مختلف الأجيال»، وهو ما يتطلب وفق رأيه، إحدث خلايا بحث متواصل تشارك فيها كل الأجيال على غرار الدول المتقدمة. واعتبر عبد اللطيف أن الكثير من المشاكل التي تعيشها بلدان المغرب العربي تعود في جزء منها للثقافة والتعليم، «فالسياسة وحدها قاطرة وإصلاح المنظومات التعليمية وحده الكفيل بتهيئة الارضية للتحولات التي نطمح إليها في كل المجالات»، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يفتح افقا للتفكير والتداول وتقديم المقترحات التي قد يتم استغلالها من قبل هذا المجتمع أو ذاك. يشار إلى أن الملتقى المغاربي»دور التعليم في بناء المغرب العربي الكبير: توحيد المناهج والأهداف المعرفية»، ينتظم ببادرة من جمعية البحوث والدراسات لاتحاد المغرب العربي بالتعاون مع مكتب تونس ل»مؤسسة هانس صيدال» الألمانية والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بتونس بحضور أساتذة وجامعيين وباحثين ومفكرين من تونس والجزائر والمغرب وليبيا.(وات)