- فترة "الترويكا" شهدت ذروة تهريب السلاح، ومهربون في قفص الاتهام - تهريب الأسلحة في شاحنات القوافل الخيرية وسيارات الإسعاف نتشر تهريب الأسلحة على الحدود البرية التونسية الليبية خلال الفترة التي تلت الثورة.. فترة استغلتها الخلايا الإرهابية النائمة لإدخال ترسانات من السلاح التي وزعوها فيما بعد على نظرائهم في المدن والجبال وكونوا مخازن ودفنوا بعضها في الصحراء ووضعوا قطعا أخرى في مستودعات ومنازل مهجورة ومنذ تلك الفترة لا تكاد تنتهي الوحدات الأمنية من الكشف عن مخزن سلاح حتى يظهر مخزن آخر ويوميا نطالع أخبارا وبلاغات حول الكشف عن مخزن جديد للأسلحة ورجح الخبراء الأمنيون والعسكريون أن عدد قطع السلاح التي دخلت بلادنا تعد بالمئات أو الآلاف. بعد الفترة التي تلت الثورة والانفلات الأمني الذي استغلته العناصر الإرهابية في تهريب وتخزين السلاح بدأ الأمن يتعافى خاصة اثر عمليتي اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وبدأت وحداته تطيح بتلك المخازن الواحد تلو الآخر وما من شك في أن الجميع مازالوا يذكرون مخزن الأسلحة بالمنيهلة حيث تمكنت الوحدات الأمنية خلال شهر فيفري 2013 من الكشف عن مخزن سلاح يحتوي على مواد متفجرة وصواعق كهربائية وذخيرة كما لا ننسى استهداف الجيش الوطني لثلاث شاحنات كانت محملة بشحنات من الأسلحة بجهة برج الخضراء وسط الصحراء التونسية. نصيب الأسد في بن قردان شهدت منطقة بن قردان عمليات متتالية للكشف عن مخازن للأسلحة وتأتي هذه المنطقة على رأس قائمة المناطق التي تخزن فيها الأسلحة وقد تم حجز كميات كبيرة من قذائف «الآر بي جي» ومادة ال TNTوصواريخ كما تم الكشف عن مخزن سلاح في مدنين وحجز أكثر من 100 صاروخ روسي و70 قذيفة ار بي جي و 75 لغما أرضيا من النوع الذي يوضع على الطرقات لتفجير العربات وكمية هامة من القنابل اليدوية وكمية كبيرة من الأسلحة الرشاشة وأكثر من 1800 طلقة ومتفجراتTNT وصواعق كهربائية وفتائل للتفجير عن بعد، كما تم حجز سيارتين محمّلتين بالأسلحة في منطقة الشهابنية ببن قردان خلال شهر مارس من السنة الجارية. وتمكّنت الوحدات الأمنية بجهة جرجيس أيضا من الكشف عن مخزن أسلحة بمنطقة العامرية يحتوي على أنواع مختلفة من الأسلحة المخفية بين أشجار الزياتين، بالإضافة إلى الكشف عن مخازن بولايات سيدي بوزيد على غرار مخزن سيدي علي بن عون خلال العملية التي استشهد فيها عدد من الأمنيين ومخازن ببنزرت وتحديدا بمنزل بورقيبة وسجنان ومخزن بالقصرين وتحديدا بمنزل الإرهابي المقتول حلمي الرطيبي يضم 34 قطعة «كالاشينكوف» وكاتم صوت و2275 طلقة و219 طلقة مسدّس ومخزن بالقلعة الكبرى يحتوي على عدد من المسدسات. أحمد الرويسي وعلاقته بتهريب السلاح كشفت الأبحاث الأمنية أن قيادات من الصفوف الأمامية في التنظيمات الإرهابية تقف وراء إدخال شحنات الأسلحة إلى تونس وعلى رأسها أحمد الرويسي الذي قتل في ليبيا الذي تمكن من إدخال كميات هامة من السلاح بالإضافة إلى الإرهابي الفار وناس الفقيه وذكرت بعض التقارير الأمنية أنه على اثر عملية استخباراتية فإن مجموعة إرهابية تنسق مع الإرهابي احمد الرويسي لتهريب شحنات كبيرة من الأسلحة المختلفة الأحجام والأنواع والذخيرة والمتفجرات من مكان إخفائها ببن قردان إلى ما يعرف بكتيبة عقبة بن نافع الإرهابية التي يتزعمها الإرهابي الجزائري الخطير لقمان أبو صخر الذي قتل في عملية سيدي عيش بقفصة. تجارة تهريب الأسلحة الحربية ضابط أمن أفادنا أن المخازن التي يجري الكشف عنها حاليا وخلال الفترات السابقة هي مخازن تعود إلى الفترة التي تلت الثورة مشيرا إلى أن نزيف إدخال السلاح إلى بلادنا لم يتوقف إلى الآن رغم المجهودات الأمنية والعسكرية المبذولة موضحا أن ما يتم الكشف عنه لا يتعدى ال10 بالمائة مما يتم إدخاله وبين أن الأسلحة تهرب عن طريق «الكناطرية» الذين وجدوا في إدخال السلاح مصدرا سهلا لكسب ربح أكثر وقد بلغ بهم الأمر في وقت ما إلى التعامل مع من يدفع أكثر حتى وإن كانت السلع المهربة سلاحا. وتحدث الضابط عن شحنات بل ترسانات من السلاح دخلت إلى التراب التونسي خلال الفترة الممتدة بين 2011 و2013 حيث استغل المهربون ومن ورائهم الإرهابيون فترة الانفلات الأمني وأدخلوا كميات كبيرة من السلاح حتى في سيارات الإسعاف في حين أصبحوا يهربونه حاليا بكميات صغيرة، مشيرا إلى أن الإرهابيين كان بإمكانهم عن طريق المهربين في تلك الفترة إدخال حتى «الدبابات» المفككة. الواجهة الخلفية.. خطط أحمد الرويسي منذ ثلاث سنوات إلى احتلال منطقة بن قردان وجند 700 إرهابي لاحتلالها وتحويلها إلى إمارة «داعشية» وحول هذه المسألة أكد لنا ضابط الأمن المذكور أن بن قردان أراد الإرهابيون أن يحولوها إلى واجهة خلفية وخططوا للسيطرة عليها ومن جهة ثانية أشار إلى كيفية تحويل جهة سيدي بوزيد إلى واجهة خلفية للإرهابيين الذين ضيقت عليهم عناصر الأمن والجيش الخناق بجهة القصرين فتسللوا إلى جبال سمامة والسلوم ومغيلة وهي مناطق تتميز بتضاريسها الوعرة مما يصعب مهمة القوات الأمنية والعسكرية في ملاحقتهم. مخازن السلاح.. تحدث ضابط الأمن عن البؤر التي تحتوي على مخازن سلاح في بلادنا والتي يرجح أن السلاح مازال مخفيا في ترابها وهي سيدي بوزيد والكاف التي شهدت انفلاتا أمنيا كبيرا أيام الثورة وعمليات حرق وسرقة أسلحة من وحدات أمنية والتي لم يتم استرجاع إلا القليل منها مما يؤكد أن بقية القطع نقلت إلى الجبال حيث تتواجد العناصر الإرهابية. ورجح وجود مخازن للسلاح بكل من سوسةوالقصرين وجندوبة وإقليم تونس الكبرى والقيروان وتحديدا بجهة سيدي عمر بوحجلة كما رجح أن تكون هناك مخازن سلاح بالحدود الجنوبية. تهريب السلاح وسياسة المراحل وحول مخازن الأسلحة أفادنا جنرال في الأمن أن تهريب الأسلحة بتونس منقسم إلى مرحلتين مرحلة ما بعد الثورة وحكم «الترويكا» ومرحلة ما بعد نهاية حكم «الترويكا» مشيرا إلى أن العناصر الإرهابية تمكنت من استغلال الأشهر العشرة الأولى التي تلت الثورة كما رغبت، وعملت خلالها على إدخال كميات كبيرة من الأسلحة داخل شاحنات الإعانات التي كانت تجلب للاجئين وحتى التونسيين. الإعانات وشحنات الأسلحة أفادنا الجنرال المذكور أن الإرهابيين خططوا لتوزيع مخازن الأسلحة على كامل ولايات الجمهورية حتى يكون لهم ذخيرة وسلاح بكل نقطة من البلاد ولكن اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي أحال دون ذلك لأن الأمن بدأ يستفيق ويتعافى فغير الإرهابيون الخطط الإستراتيجية وانتقلوا إلى المرحلة الثانية والتي تتمثل في الاستعانة بالمهربين واستقطابهم من خلال إغرائهم بالمال في حين كان المهرب في وقت سابق يرفض تهريب السلاح والمخدرات مهما كانت الإغراءات المادية ولكنهم وجدوا تجاوبا مع عدد كبير من المهربين الذين ساعدوهم على تهريب السلاح وحتى نقله إلى الجبال على غرار المهرب الذي انتحر برصاصة في الرأس عندما داهمه أعوان الأمن ببن قردان. وأفادنا الجنرال أن الفترة الممتدة بين 2011 و2012 عرفت ذروة تهريب السلاح من ليبيا إلى تونس وتمكن العناصر الإرهابية من تنفيذ مخططاتهم من حيث التهريب والتخزين غير أن القوات الأمنية والعسكرية نجحت لاحقا في القضاء على عدد من رؤوس الإرهاب سواء في تونس أو خارجها مما أضعف قدراتهم على تنفيذ مخططاتهم الإرهابية. بؤر التوتر.. تحدث الجنرال المذكور عن البؤر التي تحتوي على مخازن سلاح بتونس وقال إن هناك ولاية مدنين وخاصة معتمدية بن قردان التي تعتبر بؤرة تحزين الأسلحة الحربية المهربة من ليبيا وبدرجة أقل تطاوين وولايتات أريانة ومنوبة وسوسة والكاف والقصرينوسيدي بوزيد وجندوبة مشيرا إلى أن تونس ستظل نعاني من تبعات الفترة التي تلت الثورة وتمكنت خلالها العناصر الإرهابية من إدخال شحنات كبيرة من السلاح مازالت إلى اليوم تهدد الأمن القومي مفيدة القيزاني