تحدّث رئيس الحكومة الأسبق مهدي جمعة حول رؤيته وتصوره للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالبلاد. واستنكر في حوار مع مجلة "جون افريك" فشل الطبقة السياسية، موضحا أن "الأحزاب السياسية التي تبنى على شخصيات مستهلكة إعلاميا غير قادرة على التعبئة والإنجاز" كما اعتبر مهدي جمعة أن المواطن بحاجة الى "خطاب واقعي ملموس" وكذلك إلى من ينصت له ولمشاغله و ينبذ كلّ خطاب لا يتطرق الى مشاغله الحقيقة. ومن جهة أخرى، قال انّ تونس اليوم "تواجه تحديات كبيرة" وتحتاج الى "أحزاب ديمقراطية عصرية وقوية"، معتبرا أن "الأحزاب اليوم تسوق للديمقراطية ولا يمارسونها وتكرس المحاباة والمحسوبية". وبخصوص المترشحين للانتخابات السابقة، قال مهدي جمعة أنهم قدموا وعودا ولم يفوا بها، وأصبحوا اليوم منشغلين بخلافاتهم وتجاذباتهم السياسية بدل التركيز على انجاز ما تنتظره تونس والتونسيين كذلك. كما أكّد أن تونس تعيش اليوم فترة اضطرابات سياسية تعطي، للملاحظين، الانطباع بانها أعمق مما كانت عليه في المرحلة الانتقالية. وفي ما يهمّ الحكومات الثلاث المتعاقبة بعد انتخابات 2014 ، قال مهدي جمعة انه كان عليها ضمان الاستقرار السياسي الذي يسمح لها بالانشغال بمشاكل البلاد الجوهرية، مشيرا إلى أن "الفشل في تحقيق هذا الاستقرار يعد اخفاقا بالنسبة للنخب السياسية". وعن قانون المالية لسنة 2017، اعتبر أنه لم يرسم توجهات واضحة وخيارات تستجيب لما تحتاجه البلاد من أولويات.