لقد تواترت أحداث العنف في الفترة الأخير في عدد من مناطق الجمهورية والعديد من الأشخاص يرجعون ذلك إلى قلة تحرّك أعوان الأمن للحدّ من هذه الظواهر، إضافة إلى انعدام الثقة بين عون الأمن والمواطن والتي أصبحت في هذه الفترة الحساسة التي تمرّ بها البلاد محلّ تساؤل. "الصباح نيوز" اتصلت بعماد بالحاج خليفة الناطق الرسمي باسم نقابات قوات الأمن الداخلي لتوضيح الأمر. وقد أفادنا بالحاج خليفة أنّ أسباب توتر العلاقة بين عون الأمن والمواطن تعتبر موروثا قديما لأنّ النظام السابق كان يشغّل في الجهاز ككل ووضع منظومة كاملة لخدمة السلطة وخلق فجوة بين الأمنيين والمواطنين ليجعل من عون الأمن وسيلة لتحقيق أهدافه وبالتالي تصبح السلطة هي ولية نعمة العون الذي يصبح مكبلا بتنفيذ المعلومات وتطبيقها حتى وإن كانت تعارض حقوق الإنسان. وأضاف قائلا: "لو حاولنا الرجوع إلى القانون العام لقوات الأمن الداخلي لوجدنا العديد من الثغرات والفصول المخالفة لحقوق الإنسان لذلك فبعد الثورة تمكّن عون الأمن من الحصول على مكسب هام يتمثل في النقابات الأمنية والتي هي بدورها تسعى إلى تركيز أمن جمهوري محايد يكون ولاؤه للوطن وخدمة المواطن واحترام القانون. كما بيّن بالحاج خليفة صعوبة البدايات لوجود عقليات كاملة يجب تغييرها وتتطلب العزيمة والإيمان بعدالة الموضوع. وفي هذا الإطار، وعد بأن يصل أعوان الأمن إلى تحقيق علاقة مثالية بين المواطن وعون الأمن خاصة بدسترة الأمن الجمهوري، داعيا السياسيين وكافة ممثلي الشعب التونسي في المجلس الوطني التأسيسي بأن يحيطوا هذا الموضوع بما يستحقّ من اهتمام وتحييد للمؤسسة الأمنية عن التجاذبات السياسية، باعتبار عون الأمن عون تنفيذ. وقال أيضا أنّه كلما يقع عنف أو مشكلة في البلاد إلاّ ويقع حشر المؤسسة الأمنية فيها مباشرة. ومن جهة أخرى، قال : "نحن نقول للسياسيين نترك لكم المقاعد والمناصب واتركوا لنا وطننا، فنحن نخدم فيه وولاؤنا له وإن كنّا لا نتمتع بحق المواطنة فإننا تونسيون ومن كان يريد المزايدة بنا فنقول له قف في مكانك فقد أخطأت العنوان". وأضاف بالحاج خليفة أنّه وإن كان أعوان الامن لم يصلوا بعد للكمال فإنهم يعدون بأن يكون حماة الوطن والمواطنين مهما كانت معتقداتهم.