فوكس نيوز: ترامب طلب من مجلس الأمن القومي الاستعداد في غرفة العمليات    كأس العالم للأندية: التشكيلة الأساسية لفريق فلامينغو في مواجهة الترجي    القيروان: إزالة توصيلات عشوائية على الشبكة المائية في الشبيكة    في 5 سنوات.. 11 مليار دولار خسائر غانا من تهريب الذهب    عاجل: أمر مفاجئ من ترامب: على الجميع إخلاء طهران فورا    بالفيديو: مطار طبرقة الدولي يستعيد حركته ويستقبل أول رحلة سياحية قادمة من بولونيا    كأس العالم للأندية: التشكيلة الأساسية للترجي الرياضي في مواجهة فلامينغو    كأس العالم للأندية: تعادل مثير بين البوكا وبنفيكا    اسرائيل تتآكل من الداخل وانفجار مجتمعي على الابواب    بعد تسجيل 121 حريقا في 15 يوما.. بن الشيخ يشدد على ضرورة حماية المحاصيل والغابات    ميناء جرجيس يستقبل أولى رحلات عودة التونسيين بالخارج: 504 مسافرين و292 سيارة    انطلاق عملية التدقيق الخارجي لتجديد شهادة الجودة بوزارة التجهيز والإسكان    يهم اختصاصات اللغات والرياضيات والكيمياء والفيزياء والفنون التشكيلية والتربية الموسيقية..لجنة من سلطنة عُمان في تونس لانتداب مُدرّسين    المندوبية الجهوية للتربية بمنوبةالمجلة الالكترونية «رواق»... تحتفي بالمتوّجين في الملتقيات الجهوية    في اصدار جديد للكاتب والصحفي محمود حرشاني .. مجموعة من القصص الجديدة الموجهة للاطفال واليافعين    الكوتش وليد زليلة يكتب .. طفلي لا يهدأ... هل هو مفرط الحركة أم عبقري صغير؟    انطلاق الحملة الانتخابية بدائرة بنزرت الشمالية    بورصة: تعليق تداول اسهم الشركة العقارية التونسية السعودية ابتداء من حصّة الإثنين    أخبار الحكومة    تونس تحتضن من 16 الى 18 جوان المنتدى الإقليمي لتنظيم الشراء في المجال الصحي بمشاركة خبراء وشركاء من شمال إفريقيا والمنطقة العربية    تونس تعزز جهودها في علاج الإدمان بأدوية داعمة لحماية الشباب واستقرار المجتمع    طقس الليلة    منظمات تونسية تدعو سلطات الشرق الليبي إلى إطلاق سراح الموقوفين من عناصر "قافلة صمود".. وتطالب السلطات التونسية والجزائرية بالتدخل    إسناد العلامة التونسية المميزة للجودة لإنتاج مصبر الهريسة    تجديد انتخاب ممثل تونس بالمجلس الاستشاري لاتفاقية حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه لليونسكو    "تسنيم": الدفاعات الجوية الإيرانية تدمر مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف 35" في تبريز    عاجل/ وزير الخارجية يتلقّى إتّصالا من نظيره المصري    تونس تدعو إلى شراكة صحّية إفريقية قائمة على التمويل الذاتي والتصنيع المحلي    نحو إحداث مرصد وطني لإزالة الكربون الصناعي    جندوبة: اجلاء نحو 30 ألف قنطار من الحبوب منذ انطلاق موسم الحصاد    العطل الرسمية المتبقية للتونسيين في النصف الثاني من 2025    عاجل/ باكستان: المصادقة على مشروع قرار يدعم إيران ضد إسرائيل    عاجل/ شخصية سياسية معروفة يكشف سبب رفضه المشاركة في "قافلة الصمود"    جندوبة: الادارة الجهوية للحماية المدنية تطلق برنامج العطلة الآمنة    "مذكّرات تُسهم في التعريف بتاريخ تونس منذ سنة 1684": إصدار جديد لمجمع بيت الحكمة    الدورة الأولى من مهرجان الأصالة والإبداع بالقلال من 18 الى 20 جوان    في قضية ارتشاء وتدليس: تأجيل محاكمة الطيب راشد    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    ابن أحمد السقا يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    القيروان: 2619 مترشحا ومترشحة يشرعون في اجتياز مناظرة "السيزيام" ب 15 مركزا    تأجيل محاكمة المحامية سنية الدهماني    دورة المنستير للتنس: معز الشرقي يفوز على عزيز دوقاز ويحر اللقب    خبر سارّ: تراجع حرارة الطقس مع عودة الامطار في هذا الموعد    10 سنوات سجناً لمروّجي مخدرات تورّطا في استهداف الوسط المدرسي بحلق الوادي    189 حريق خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية….    النادي الصفاقسي - الإتفاق على مواصلة الهيئة التسييرية المنتهية مدة نيابتها العمل خلال الفترة القادمة وإطلاق حملة "صوت الجمهور" للمساهمة في الخروج من الوضع المادي الدقيق    كأس المغرب 2023-2024: معين الشعباني يقود نهضة بركان الى الدور نصف النهائي    باريس سان جيرمان يقسو على أتليتيكو مدريد برباعية في كأس العالم للأندية    تعاون تونسي إيطالي لدعم جراحة قلب الأطفال    فجر الثلاثاء : الترجي يواجه فلامينغو وتشيلسي يصطدم بلوس أنجلوس: إليك المواعيد !    صفاقس : الهيئة الجديدة ل"جمعية حرفيون بلا حدود تعتزم كسب رهان الحرف، وتثمين الحرف الجديدة والمعاصرة (رئيس الجمعية)    لطيفة العرفاوي تردّ على الشائعات بشأن ملابسات وفاة شقيقها    قابس: الاعلان عن جملة من الاجراءات لحماية الأبقار من مرض الجلد العقدي المعدي    تحذير خطير: لماذا قد يكون الأرز المعاد تسخينه قاتلًا لصحتك؟    من قلب إنجلترا: نحلة تقتل مليارديرًا هنديًا وسط دهشة الحاضرين    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا انضم أردوغان إلى المحور الروسي – الإيراني ؟
نشر في الصباح نيوز يوم 13 - 03 - 2017

تحل يوم الأربعاء الذكرى السادسة لإندلاع الانتفاضة السلمية السورية والتي تطورت إلى حرب شاملة ومواجهة بين الشعب والنظام وأدت لتدخل القوى الدولية والإقليمية وانتشارها على الأرض السورية. وكان آخر القادمين إلى سوريا هم الأمريكيون الذين عززوا وجود قواتهم الخاصة في المعركة التي يقولون إنهم يسعون لتنفيذها مع حلفائهم الأكراد على الرقة، عاصمة ما يطلق عليها "الدولة الإسلامية"
ولم يكن الذين خرجوا أول مرة في درعا و»خربشوا» شعارات معادية للنظام يتصورون أن تأخذهم المطالب إلى وضع يقتل فيه أكثر من 470 ألف شخص حسب المركز السوري للسياسات وتشريد خمسة ملايين أو يزيد وتوزع السوريين على كل نقطة في العالم وإلى دمار شامل للمدن من حمص وحلب والقرى المحيطة بدمشق وأن يصبح نصف سكان سوريا نازحين في بلادهم. وحسب منظمة اليونيسيف فهناك 15 قرية وبلدة محاصرة من قوات النظام أو الميليشيات التي تدعمه ضمن السياسة التي تعرف بالتجويع لغرض التركيع. وأكثر من هذا عانى المدنيون من قصف لا يرحم بالطيران الروسي، وهجمات المقاتلين الشيعة الذين يتحدثون بلغات عدة وجاؤوا لحماية النظام. ولا ننسى الحديث عن السجناء والذين اختفوا قسرياً ومسالخ الموت في صيدنايا التي قتل فيها ومنذ بداية الحرب عشرات الألوف كما أظهر تقرير لمنظمة أمنستي انترناشونال.
ورغم تأمين الروس والميليشيات المدعومة من إيران لنظام بشار الأسد إلا أن الحرب لم تنته بعد والشعب السوري يواجه معاناة دائمة وهو الذي واجه القصف المدفعي والبراميل المتفجرة وصواريخ غراد والسلاح الكيميائي. فكلما خمدت جبهة فتحت أخرى جديدة.
"الوعر" ومآلات الثورة
وكانت آخر الجبهات الساخنة هي حي الوعر في حمص الذي لا يزال سكانه محاصرين بعد خروج المقاتلين من البلدة القديمة ضمن اتفاق حيث نقلتهم الحافلات إلى محافظة إدلب والجيوب التي لا تزال تحت سيطرة المقاتلين المعارضين للنظام السوري. وفي هذا السياق أشارت صحيفة «يو أس توداي» إلى حي الوعر الذي تعرض للقصف في الآونة الأخيرة وأدى لسقوط مدنيين. ويقول المزارع أبو محمود (35 عاماً) إن ولده محمود، 13 عاماً وصهره حذيفة، 22 عاماً قتلا أمام ناظريه ولم يكن أمامهما فرصة للهرب.
فالوعر هو آخر المناطق التي لا تزال تحت سيطرة المقاتلين في ثالث المدن السورية والتي عرفت يوماً ب «مدينة الثورة». وتحول الحي إلى ساحة حرب الشهر الماضي بعدما شن النظام هجوما على أمل تحقيق انتصار جديد بعد حلب التي سقطت في ديسمبر 2016. وتصدت الجماعات المقاتلة مثل أحرار الشام وجبهة فتح الشام/جبهة النصرة سابقاً للهجوم. ومنذ بداية الحملة العسكرية قتل أكثر من 55 شخصاً وجرح أكثر من 200 آخرين حسب أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان. وجاء الهجوم في الوقت الذي كان وفدا المعارضة والحكومة يتفاوضان في جنيف في واحدة من الجولات التي لا تحقق تقدماً ولا تقدم ضوءاً في نهاية الطريق. وتقول الصحيفة إن قصة أبو محمود تختصر القصة السورية الحالية، فقد انتقل مع عائلته في جنوب حمص إلى حي الوعر بعد بداية الثورة على النظام. وفي الغارات التي نفذها النظام على الحي في الشهر الماضي نجا ابنه الأصغر فيما قتل ابنه البالغ من العمر 13 عاما وجرحت زوجته وابنه الأوسط.
واحتاجوا لواسطة لعلاجهما حيث قام صديق بنقلهما عبر حواجز الجيش إلى مستشفى في حمص وخرجا منه بعد ثلاثة أيام. ويعيشان في المنطقة الواقعة تحت سيطرة النظام. ولكن الأب يرفض الخروج من الوعر ومصمم على مواجهة النظام حتى الموت «لن نخرج» و «سنظل شوكة في حنجرة النظام، الله أخذ والله أعطى.
عملية إجلاء
ويخضع الحي لحصار منذ وقت طويل حيث اعتمد السكان على المساعدات الإنسانية التي تصل من الأمم المتحدة. ومنع النظام آخر قافلة مساعدات من الدخول للحي بشكل عرّض حياة 75.000 مواطن للخطر. وتعيش مناطق أخرى حول حمص حالة حصار. وحسب أيوب شبيل (47 عاما) والذي يعمل مهندسا زراعيا في الرستن التي تبعد 15 ميلاً شمال حمص «فما تغير في الأسابيع الماضية هي كثافة الحصار والقصف».
وأضاف «لا يمكنك تخيل صغر البيوت هذه مقارنة مع الصواريخ التي تضربها. ودمرت 3 صواريخ 12 بيتاً يوم الإثنين أما الحصار فيزداد سوءاً». ويقول محمود خالد المصور والناشط في الوعر إنه عندما وصل إليه قبل ثلاثة أعوام «كان فارغاً وتنتشر فيه البنايات الجديدة، أما اليوم فالشوارع مليئة بالأنقاض أو البنايات التي تعرضت للقصف الشديد بسبب سنوات من القصف الجوي والقتال»، ويتشارك السكان بالعيش في ما تبقى من بنايات قابلة للسكنى. وحسب محمد الحسامي، الذي كان يعمل سابقاً في الهلال الأحمر السوري ويعيش في الوعر منذ خمسة أعوام إن المقاتلين والنظام وقعوا اتفاقية وقف إطلاق النار في 6 مارس الحالي ومدتها 10 أياما.
وبدأ الطرفان التفاوض لإخلاء الحي. ومن يريد البقاء فعليه أن يتخلى عن أسلحته. وسيقوم الروس بضمان الاتفاق. ويتوقع الحسامي مغادرة الغالبية الحي بسبب الظروف التي لم تعد تحتمل وفقدان السكان الأمل. وقال إن «الحزن يسود الشوارع» ويضيف أن الوعر هو آخر معقل للمعارضة «ولو قرر السكان المغادرة فستكون نهاية الثورة».
الأسد متأكد
وسواء انتهت الثورة أم لم تنته فالحرب مستمرة ولن يستطيع النظام بسط سيطرته على كامل سوريا والعودة لوضع ما قبل 2011. وكانت الأنظار متجهة بعد حلب إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة عدد من الجماعات المسلحة خاصة فتح الشام وأحرار الشام فيما حذر محللون من إمكانية إندلاع حرب بالوكالة خاصة أن لكل قوة إقليمية ودولية جماعاتها الوكيلة.
مع أن الرئيس الأسد زعم في مقابلة مع قناة تلفزيونية صينية أن الحرب ستنتهي في بلاده بغضون إشهر لو لم يكن هناك تدخل خارجي. وفي الوقت الذي اعتبر الوجود الأمريكي الجديد على التراب السوري «غزواً» ففي حديث مع قناة «فونيكس» ومقرها هونغ كونغ قال إن «أي قوات أجنبية تدخل سوريا من دون دعوتنا أو إذننا أو التشاور معنا تعتبر قواتاً غازية، سواء كانت أمريكية أم تركية او أي قوات أخرى، ولا نعتقد أن هذا سيكون مفيداً». وتساءل قائلاً: «ما الذي سيفعلونه؟ هل سيحاربون داعش؟ لقد خسر الأمريكيون في كل حرب، خسروا في العراق وأجبروا على الإنسحاب، حتى في الصومال خسروا، علاوة على فيتنام وأفغانستان البلد المجاور لكم ولم ينجحوا في أي مكان أرسلوا إليه قواتهم. فهم يخلقون الفوضى فقط وجيدون في خلق المشاكل والدمار وسيئون في إيجاد الحلول».
وسئل الأسد في المقابلة عن العلاقة مع الولايات المتحدة في ظل إدارة تركز على محاربة تنظيم الدولة وأجاب أنه منفتح للتعاون مع الرئيس دونالد ترامب. ولم يصدر عن الإدارة الجديدة ما يشي أنها غيرت الموقف الأمريكي السابق القائم على معارضة نظام الأسد والدعوة لانتقال للسلطة. إلا أن ترامب أصدر أثناء الحملة الانتخابية سلسلة من التصريحات التي أثني فيها على النظام السوري، «أذكى وأقوى» من باراك أوباما وهيلاري كلينتون قبل أن يتراجع ويصفه – الأسد- ب «الرجل السيّء».
وتركزت معظم تصريحات ترامب الذي قرر تجميد الدعم الأمريكي القليل لجماعات المعارضة التي تقاتل الأسد على جرائم تنظيم الدولة. واعتبر الأسد تصريحاته «واعدة» لكنها لا تقدم مدخلا متماسكا لحل الأزمة السورية. وعندما سئل عن إمكانية نشوء تعاون مع الإدارة الأمريكية قال: «نظرياً، نعم ومن الناحية العملية لا لعدم وجود علاقات رسمية بين سوريا والولايات المتحدة»، واعترف بعدم وجود صلات رسمية مع الإدارة الجديدة.
وكان ترامب قد طالب القيادات العسكرية في 28 جانفي إجراء مراجعة لاستراتيجية مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. ولكن التفاصيل عن المراجعة لم يتم الكشف عنها رغم بروز بعض ملامحها من ناحية دعم قوات سوريا الديمقراطية – ذات الغالبية – الكردية ونشر قوات أمريكية ومعدات عسكرية ثقيلة. ووصل مئات من الجنود الأمريكيين إلى سوريا في الأيام القليلة الماضية تحضيراً لمعركة الرقة. إلا أن التحضيرات أغضبت تركيا التي تتعامل مع الأكراد كمنظمة إرهابية وفرع عن حزب العمال الكردستاني – بي كي كي. ورفض الأسد فكرة أن يكون نظامه قد أعطى أمريكا الضوء الأخضر لنشر قواتها. واعتبر الأسد الغارات التي يقوم بها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة غير قانوني، في الوقت الذي كرر اتهاماته بوجود صلات بين المعارضة وتنظيم القاعدة. وبعيداً عن مزاعم الأسد من أن الحرب ستنتهي في العام المقبل بانتصار نظامه فالذكرى السادسة للثورة تأتي في ظل تحولات في التحالفات وسيطرة روسيا التي تدخلت لدعم النظام في نهاية سبتمبر 2015 وتراجع في الأولويات التركية التي كانت الداعم الأكبر للمعارضة في الشمال. فقد وقفت صامتة على معركة حلب وأصبح السلاح الذي يمر عبر أراضيها للمقاتلين مربوطاً بشرط استخدامه في حرب تنظيم الدولة. وجاءت عملية درع الفرات التي أرسلت فيها أنقرة قواتها لمنع تقدم قوات حماية الشعب الكردية إلى غرب الفرات. وتواجه تركيا اليوم معضلة فهي ميدانيا تقف مع روسيا وكحليف تقليدي للولايات المتحدة وعضو في الناتو ترغب في أن يكون لها دور في معركة الرقة. وتعارض في الوقت نفسه دخول قوات سوريا الديموقراطية مدينة عربية.
وبدا التناقض على الساحة السورية الأسبوع الماضي عندما ارسلت وزارة الدفاع الأمريكية قواتها لمنع تقدم درع الفرات إلى منبج. وفي هذه البلدة التي طرد منها الجهاديون في صيف العام الماضي كانت القوات التركية والسورية والروسية والأمريكية وكل منهم كان يحاول تأكيد تأثيره. ولعل الدور الأمريكي الجديد يشير إلى استراتيجية من ترامب تعمل على زيادة القوات في سوريا بالقدر نفسه الذي زاد فيه من العمليات ضد تنظيم القاعدة في اليمن.
خطوة خطيرة
وفي هذا السياق تحدثت صحيفة «أوبزيرفر» في افتتاحيتها عن قرار ترامب نشر مئات من المارينز في شمال سوريا منبهة إلى أن القرار لم يحظ باهتمام واسع. وتعلق قائلة إن «عملية الانتشار تضع الجنود الأمريكيين من أصحاب التجربة القليلة نسبياً وسط حرب مسمومة ومتعددة القوى والتي تضم مقاتلين أكراداً مجربين وقوات النظام السوري والمقاتلين المعادين للنظام والروس والإيرانيين والقوات التركية». وتقول الإدارة الأمريكية إن الهدف هو المساعدة في هزيمة تنظيم الدولة واستعادة مقره في الرقة، وتعتبر الحملة المقبلة تتمة للحملة الجارية في مدينة الموصل التي تظل آخر معقل للجهاديين في العراق. وتعتقد الصحيفة أن هزيمة التنظيم هدف مرغوب فيها حيث تحقق الجهود الدولية تقدماً في هذا الاتجاه. وهناك مخاوف أوروبية وبريطانية متزايدة من تهديد الإرهابيين العائدين إلى بلادهم هو دليل على أهمية قلع هذا التنظيم الخسيس وطرده من معاقله الرئيسية. ومع ذلك تقول الصحيفة إن التفكيرالتبسيطي والساذج الذي يحمله ترامب والقائم على إمكانية إبادة التنظيم بالقوة العسكرية الحاسمة. والأخطر من كل هذا هو اعتقاد ترامب ان الولايات المتحدة يمكنها التركيز بشكل رئيسي على التنظيم وتتجاهل في نفس الوقت السؤال الأهم المتعلق بمستقبل سوريا.
وتعلق الصحيفة أن ترامب وخلال عدد من الأسابيع التي أعقبت تنصيبه واتسمت بالفوضى قام بقلب سياسة باراك أوباما الحذرة المتعلقة بسوريا. فعلى خلاف العراق التي تعمل فيها القوات الأمريكية مع حكومة صديقة فإن الولايات المتحدة تواجه حكومة معادية ممثلة ببشار الأسد التي تعمل واشنطن على التخلص منه. وهناك مخاطر من تعرض قوات المارينز البالغ عددها ألف تقريبا لهجمات من جماعات متعددة تعرف التحرك بالمنطقة وعارفة بتضاريسها. والخطر الأكبر هو وقوع جندي بيد تنظيم الدولة.
وفي نفس الوقت تقول الصحيفة إن حلفاء الولايات المتحدة مثل تركيا لا يمكن الاعتماد عليها، فيما تواصل روسيا وإيران دعمهما للأسد. وليس لدى داعمي الأسد أي سبب للتخلي عن التأثير والميدان لصالح قوة جديدة. وتضيف الصحيفة أن المعركة، على المدى البعيد، ليست متعلقة بمصير تنظيم الدولة بقدر ما هي مرتبطة بالسيطرة السياسية ووحدة الأراضي السورية في الشمال وبالضرورة وحدة العراق. وعليه فكل لاعب من اللاعبين الرئيسيين لديه أجندته الخاصة، فالأسد يريد السيطرة على البلاد من جديد.
أما تركيا فتريد حدوداً ومنطقة آمنة تحت سيطرتها تقوم من خلالها بوقف الطموحات الكردية. وبالنسبة للأكراد فيريدون منطقة حكم ذاتي منفصلة عن دمشق، فيما يريد البعض منهم الانضمام لحكومة إقليم كردستان في شمال العراق. وهو منظور تراه أنقرة تهديداً وجودياً على وحدة ترابها في ضوء عدد الأكراد الذين يعيشون فيها. وتقول الصحيفة إنه مهما كان تفكير ترامب حول العهد الجديد من العلاقات مع موسكو، فروسيا تظل القوة الحقيقية في الجو وعلى الأرض في سوريا ولن تقدم له المساعدة، فهي تريد التقليل من النفوذ الأمريكي بطريقة تتناسب مع محاولة فلاديمير بوتين استعراض القوة الروسية في الشرق الأوسط وأفغانستان.
قمة بوتين – أردوغان
وبدت أهداف روسيا في الأسبوع الماضي من خلال القمة التي عقدها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي دفن فيها الزعيمان خلافاتهما القديمة حول سوريا وتعهدا العمل معاً لهزيمة الإرهاب. ومن منظور أردوغان فإن القوات الكردية المدعومة من أمريكا هي في منزلة تنظيم الدولة. وقال أردوغان إن الطرفين وافقا على وقف كل العقوبات التي فرضتها موسكو على أنقرة بعد إسقاط الطيران التركي المقاتلة الروسية في عام 2015. وعلى الجبهة الديبلوماسية دعمت تركيا «الخطة الروسية – الإيرانية للسلام» والتي حجمت دور الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة. وتعلق الصحيفة أن من السهل نسيان ان تركيا هي عضو عامل في حلف الناتو وقدمت طلباً من أجل الانضمام للاتحاد الاوروبي ولكن أردوغان انضم بشكل عملي لروسيا وإيران لدعم الأسد، في تخل واضح عن مواقفه السابقة. وقال الرئيس التركي إن التعاون مع روسيا في سوريا شامل، عسكري وأمني وديبلوماسي.
ومن هنا فالتعاون التركي – الروسي يشكل خطراً على التعاون الأمريكي- التركي حتى تتخلى واشنطن عن التعاون مع الأكراد السوريين، أمر رفضت واشنطن الاستجابة له. ولا يمكن والحالة هذه استبعاد حصول مواجهة مباشرة بين القوات التركية والأمريكية أو القوات الوكيلة لكل منهما. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في دمشق والذي قال إن تدخل ترامب في سوريا محفوف بالمخاطر، وهو تغيّر كبير وهناك إمكانية لمهمة زاحفة. وتقول إن شمال سوريا أصبح مستنقعاً للحرب وقرر ترامب القفز إليه مباشرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.