تعيش منطقة البطان بولاية منوبة يومي 20 و21 ماي الجاري، على وقع الدورة الأولى لأيام الشاشية التونسية التي تنظمها الجمعية الثقافية للموسيقى والفنون بالتعاون مع المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية والغرفة الوطنية لمعلمي الشاشية وبإشراف ولاية منوبة. وتحتفي هذه التظاهرة التي تحمل اسم فقيد مصنع تلبيد الشاشية العروسي بريك، بهذا المنتوج الحرفي كأحد مكونات اللباس التقليدي التونسي وتثمينا لها كعلامة غير قابلة للتقليد يوفرها مصنع تلبيد الشاشية بالبطان المشيّد خلال أواخر القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين وهو المصنع الوحيد بتونس والأقدم بشمال إفريقيا. وتتضمن برمجة هذا المولود الثقافي الجديد الذي سيضفي حركية ثقافية وفنية على منطقة البطان، في يومها الاول ورشات حية تصور صناعة الشاشية، بداية من مرحلة توفير المادة الأولية وهي الصوف إلى مرحلة التمشيط وإنهاء صنع الشاشية. وستستهل هذه الورشات بجز الأغنام مرورا بتنظيف الصوف و»التقرديش» فالغزل وصولا إلى ورشة صناعة الشاشية التي تقوم على مراحل تنطلق من صناعة «الكبوس» فالعقدة والخياطة والتبطين و»النشّان» و»الساجروان» و»التقدريش» والصبغ والقالب والتمشيط. وتشتمل فعاليات اليوم الأول على كرنفال وعروض مسرحية وغنائية للأطفال، أما اليوم الثاني من المهرجان فيتضمن عرضا للماجورات ودمى عملاقة وعددا من العروض المسرحية من إنتاج المدرسة الإعدادية بالبطان والمدرسة الابتدائية «الهدى»، إلى جانب عروض للفروسية. وتعمل مختلف هذه الورشات المتعلقة بصنع الشاشية على تثمين تجربة مصنع تلبيد الشاشية الذي اعتبره رئيس الجمعية الثقافية للموسيقى والفنون بالبطان بشير الوسلاتي في تصريح ل (وات) الحلقة الأهم في صناعة الشاشية والأضعف في القطاع نتيجة التهميش وغياب التهيئة والصيانة لبنايته القديمة وآلاته التي يعود بعضها إلى سنة 1890 والبعض الآخر إلى 1919، وهي آلات قال إنها كانت تشتغل بواسطة ناعورة تحرَكها مياه وادي مجردة. وأضاف أن الدورة التأسيسية لهذا المهرجان تعمل أيضا على رد الاعتبار لحرفة الشاشية كقطاع يؤدى دورا اقتصاديا واجتماعيا كأحد مكونات اللباس التقليدى ذو قيمة تراثية وحضارية