قال كاتب الدولة للاقتصاد الرقمي، حبيب الدبابي، الخميس، إن 90 بالمائة من الضربات الإرهابية، منذ التسعينات، يتم التخطيط لها الكترونيا وهو ما يحتم علينا، كحكومة ومؤسسات ومجتمع مدني، التحكم في المجال الرقمي للسيطرة على ظاهرة الإرهاب. وأكد الدبابي، لدى افتتاحه فعاليات يوم «هيكزا داي تونس 2017»، حول سلامة الأنظمة المعلوماتية والثقة الرقمية، على أهمية اكتساب المواطن التونسي الثقة في المعاملات الالكترونية «إذ من غير المعقول أن يرضى الحريف بالوقوف في طوابير طويلة لاستخلاص الفواتير في الوقت الذي يمكنه انجاز المهمة الكترونيا من مكتبه وفي دقائق معدودة»، حسب قوله. وبين انه يتم العمل على اعداد ترسانة من القوانين والتشريعات التي ستضمن حق مستخدمي الانترنات في الحفاظ على معطياتهم الشخصية وحمايتهم من السرقات وكل الجرائم السيبرنية التي تحول دون استغلال الفضاءات الالكترونية كما يجب موضحا أنه سيتم عرض المجلة الرقمية الجديدة على المصادقة في مجلس نواب الشعب أواخر السنة الحالية لتدخل حيز التنفيذ في ماي 2018. وأكد الدبابي أن أشغال ربط 94 عمادة حدودية، ما اصطلح على تسميتها ب «المناطق البيضاء»، بشبكة الانترنات ستنطلق في جوان المقبل وهو ما سيكون له تأثير ايجابي مباشر على الاقتصاد بهذه المناطق، مشيرا إلى أن عديد الدراسات أثبتت أن أكثر المؤسسات المشغلة في العالم هي المؤسسات الناشطة في المجال الرقمي ذلك أن موطن شغل واحد في المجال الرقمي قادر على خلق 4 مواطن شغل أخرى ذات صلة. وأوضح الدبابي أن العمل على تدعيم الاقتصاد الرقمي يندرج ضمن توجه حكومة الوحدة الوطنية وتفعيلا لما ورد في وثيقة قرطاج التي تنص على تدعيم التنمية في الجهات الداخلية مبينا أن الحل يكمن في وضع مؤسسات وبنية تحتية قادرة على الاستثمار في مجال التكنولوجيات الحديثة للاتصال وكذلك توفير الإطار القانوني والتشريعي المواكب لحجم النقلة التي يشهدها القطاع. من جهته، أشار رئيس جمعية «هكزا تراست»، للسلامة السيبرنية ولثقة الالكترونية، جون نوال دي غازلان، إلى أن معدل الاشتراك في الأنترنات في القارة الافريقية لا يتجاوز 20 بالمائة من مجموع السكان مقابل 70 بالمائة في أوروبا، مؤكدا على أن الرهان الحقيقي يتمثل في سلامة المعطيات الشخصية لمستخدمي الأنترنات وحمايتهم من المخاطر الالكترونية. وشدد دي غازلان على ضرورة العمل على ارساء قوانين في هذا الاتجاه وتقديم المساعدة الضرورية للمؤسسات الصغرى والمتوسطة حتى تضمن سلامة استخداماتها الالكترونية.
