تم، صباح اليوم الأحد، بمدينة الحمامات، خلال أشغال اليوم الختامي للمؤتمر التأسيسي لحزب البناء الوطني، التي تواصلت من 19 إلى 21 ماي الجاري، انتخاب رياض الشعيبي، رئيسا للحزب، و محمد فاضل حادة، رئيسا للمجلس الوطني. وذكر الشعيبي أنه حظي بثقة المؤتمرين بانتخابه رئيسا لفترة نيابية ب5 سنوات، معلنا بانه سيتولى اليوم، وبمقتضى القانون الأساسي للحزب، عرض أعضاء المكتب السياسي الجديد للحزب، الذي تولى رئيس الحزب اختيارهم، على مصادقة المجلس الوطني فردا فردا. و أفاد، من جهة أخرى، أنه تمت المصادقة على مختلف لوائح المؤتمر، وهي اللوائح الداخلية التي أقرت الانتخاب المباشر لرئيس الحزب، واللائحة العامة، بالإضافة إلى اللائحة السياسية، واللائحة الاقتصادية. و بخصوص أولويات عمل الحزب للفترة القادمة، قال الشعيبي إنها ستكون، بالخصوص، مكافحة الفساد "في ظل استحالة إنجاز التنمية دون القضاء على هذا الداء الذي ينخر مفاصل الدولة التونسية وباعتباره الخطر الأكبر الذي يتهدد الديمقراطية التونسية الناشئة"، وفق قوله. وتابع، في هذا الخصوص، قائلا "إن محاولات تمرير قانون المصالحة يمثل تكريسا لعقلية الإفلات من العقاب بما يهدد أي مشروع تنموي في البلاد"، مبيّنا أن انجاز التنمية في الجهات يبقى كذلك من أبرز الرهانات المطروحة خاصة "في ظل غياب التفاعل الايجابي مع التحركات الاجتماعية في عديد الجهات وفي ظل الحاجة إلى تكريس الحكم المحلي الحقيقي وفق ما ورد في الدستور" . ودعا رئيس حزب البناء إلى " تثبيت البناء الديمقراطي" من خلال العمل على استكمال بناء المؤسسات الدستورية، معتبرا بأنه "من غير المعقول عدم وجود محكمة دستورية، إلى اليوم " ومحذرا من أنه" في ظل التجاذب حول عديد القوانين يوجد هناك سعي لاستغلال هذا الفراغ القانوني لتمرير قوانين بالقوة". كما يرى الشعيبي أن التصدي للإرهاب يبقى كذلك من الملفات المطروحة بقوة على مختلف مكونات الدولة التونسية، مبرزا أن الاقتصار على الجوانب الأمنية لتناول هذا الملف، ورغم ما يتحقق من نتائج، يجعل من المقاربة غير مكتملة. وطالب، في هدا الخصوص، بالتعبئة العامة من أجل مقاومة هذه الآفة، على مستوى المجتمع، وفي مستويات التعليم والثقافة، وعبر نشر الفكر المعتدل، ومن خلال الارتقاء بالمستوى المعيشي للتونسيين، وكذلك على مستوى التحرك الديبلوماسي التونسي في المحيط الإقليمي القريب والبعيد.(وات)