صفاقس / الصّباح نيوز انطلقت من ميناء القراطن بجزيرة قرقنة في حدود السّاعة التاسعة والنصف من صباح اليوم رحلة الهجرة الجماعية التي قرّر تنظيمها صيّادو الأسماك بمنطقتي القراطن والنجاة في اتجاه إيطاليا. وعلمنا أنّ ما يناهز 100 قارب تشارك في هذه الرّحلة التي تنظم تحت شعار "رحلة الموت رحلة الحرّية". وأفادتنا بعض المصادر الموجودة على عين المكان أنّه رغم محاولات إقناع عائلات البحّارة بعدم المشاركة في هذه الرّحلة اعتبارا لرداءة الأحوال الجوّية والرّياح فقد حرصت بعض النساء على مرافقة أزواجهنّ في هذه المغامرة غير المسبوقة في تاريخ تونس. من جهة أخرى أفادنا شهود عيان أنّهم لاحظوا تواجد عدد من الخوافر التابعة للحرس البحري والجيش الوطني غير بعيد عن ميناء القراطن. استياء من الحكومة حسب منظمي الرّحلة تأتي هذه الخطوة كردّ فعل على الموقف السّلبي للحكومة والسلطة الجهوية تجاه معاناة البحّارة بالجهة وعائلاتهم بسبب انتشار ظاهرة الصّيد بالكيس بشكل أصبح يهدّد القوت اليومي ومورد الرّزق الوحيد لأهالي القراطن والنجاة إلى جانب تبديد الثروة السّمكية والحيوانية البحرية بالمنطقة. وقد رفع المشاركون في هذه "الحرقة الجماعية" عديد اللافتات وردّدوا عديد الشّعارات المندّدة بصمت الحكومة وموقفها السّلبي مثل "رحلة الموت رحلة الحرّية" و"يا حكومة العار رحّلتونا للطليان". وهناك في الواقع استياء كبير من وزارة الفلاحة ومن السّلط الجهوية التي لم تتخذ أيّة إجراءات عملية لمكافحة ظاهرة الصّيد العشوائي وعجزت عن توفير الحماية الضّرورية للبحر رغم الوعود العديدة باتخاذ الإجراءات والتدابير الضّرورية لحل المشكل أو على الأقل الحدّ من انعكاساته السّلبية على الأهالي. حالة غليان منطقة القراطن بجزيرة قرقنة تعيش حاليا حالة من الاستياء الشّديد ومن والغليان في أوساط الأهالي. وقد خرجت عائلات البحّارة إلى الشّوارع وسط صراخ النساء وبكاء الأطفال للاحتجاج على عدم تحرّك السّلطات رغم أنّ الأهالي لم يطلبوا المستحيل ولم يطالبوا بالشّغل أو المال أو غيرها من المطالب المادّية الأخرى. من المتوقع أن تشهد هذه الحادثة المزيد من التطوّرات وسنمدّكم في الإبّان بآخر المستجدّات بخصوص هذه "الحرقة"الجماعية وانعكاساتها وتداعياتها.