هل فعلا سيقدم عدد من بحارة ميناء منطقة القراطن مع عائلاتهم على مغادرة الحدود والتوجه نحو لامبادوزا الايطالية بعد ان سدت في وجوههم ابواب الامل بايجاد حلول لقضيتهم المتمثلة في تضررهم الكبير في مورد رزقهم الوحيد وهو البحر جراء تفشي ظاهرة الصيد بالكيس لتكون بذلك هجرة واسعة لعدد كبير من المراكب دفعة واحدة ؟ وبالفعل يبدو الامر انه كذلك اذ ان عددا كبيرا من بحارة القراطن والنجاة والذين يشتغلون في الاصل قبالة سواحل الجزيرة على مسافات قريبة وعدد مراكبهم في حدود 140 مركبا قالوا ان السبل تقطعت بهم لايجاد حلول نهائية لوضعيتهم واضافوا انهم طرقوا كل الابواب من اجل التدخل لحفظ مورد رزقهم الوحيد وانهاء العمل بالصيد بالكيس واكد عدد من البحارة على ان كل تحركاتهم ومطالبهم واحتجاجاتهم كانت سلمية وانهم بعيدون عن كل التجاذبات السياسية وليسوا معنيين بها وان كل ما يشغل بالهم ويؤرقهم هو حماية مورد رزقهم الوحيد المتمثل في الصيد قبالة سواحلهم كما شددوا على انهم ليسوا على علاقة عداء مع مراكب الصيد بالكيس بل يريدون ان يتم حل مشكلهم هم ايضا حفظا لموارد رزقهم واضاف عدد من بحارة القراطن ان ما دفع ببحارة المنطقة الممتدة من الصخيرة الى المهدية الى الصيد بالكيس هو منعهم منذ حوالي سنة من الصيد في منطقة الكتف ببن قردان وايضا جرجيس من طرف بحارة تلك الجهة وذلك رغم وفرة المنتوج البحري ومنه القرنيط وهكذا لم يعد هناك من حل لضمان مورد الرزق لهذه المراكب الكبيرة سوى الصيد بالكيس مع ما يشكله ذلك من اضرار بالثروة السمكية وهدد بالتالي مورد رزق بحارة القراطن والنجاة . وفي اتصال هاتفي مع احد بحارة ميناء القراطن شدد على انه تم الاتصال مرارا بالسلط من اجل ايجاد حلول لجميع البحارة تحفظ مصدر عيشهم واضاف انه بالنسبة لبحارة القراطن فانهم يصطادون في مناطقهم الثابتة وان الصيد بالكيس اضر بهم مع اقراره بالصعوبات التي يعاني منها بحارة الكيس اضطرارا وقال لنا انهم اتصلوا بكل السلط وعرضوا مشاغلهم على المسؤولين مرارا وبشكل سلمي وبعيدا عن كل تجاذب سياسي من اجل الوصول الى حلول ترضي كل الاطراف . ويبدو ان بحارة القراطن والنجاة قالوا انه في صورة لم يتم التوصل الى حلول حتى نهاية الاسبوع وعند تحسن الظروف المناخية فانهم سيقومون بالحرقان الى ايطاليا ومعهم معداتهم وانهم لن يذهبوا الى هناك من اجل اللجوء او الاستقرار هناك وانما من اجل الاشتغال والعمل واعالة عائلاتهم وحفظ مورد رزقهم الوحيد .