تحت شعار " من أجل مكافحة الارهاب والدعوة للسلام في الدول العربية، انطلق، اليوم الخميس، في الضاحية الشمالية للعاصمة، ويتواصل على مدى يومين، ملتقى "المرأة العربية تتحد من أجل السلام"، الذي ينظمه المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية. ويشارك في هذا الملتقى الذي يلتئم تحت إشراف وزارات المرأة والطفولة والأسرة والسياحة والصناعات التقليدية والشؤون الثقافية، أكثر من 30 ضيفة من 11 دولة عربية من أهمها الجزائر وليبيا ومصر واليمن والعربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة والمغرب ولبنان والأردن وسوريا والعراق فضلا عن المشاركة التونسية النوعية لعدد من الكفاءات النسائية الممثلة عن الرئاسات الثلاث والمجتمع المدني والأطراف السياسية والاجتماعية. ويناقش الملتقى في مختلف ورشاته أهم الإشكاليات التي تواجهها المرأة العربية في مناطق النزاع والصراع من خلال التطرق إلى جملة من المحاور تتمثل أساسا في آليات تعزيز دور النساء في بناء السلام ودور المرأة في مساعي الوساطة ولجان الحوار الوطني ودور المرأة في فض النزاعات وفي بناء التوافقات الوطنية والعدالة الإنتقالية، بالإضافة إلى مكانة المرأة في مؤسسات صنع القرار وفي مكافحة الإرهاب وفي المسار التوافقي للديمقراطية من خلال استعراض أهم تجارب المرأة العربية في المشاركة السياسية. ويهدف الملتقى إلى رفع تقرير مفصل لأهم مجريات النقاش وللمقترحات الرامية بالأساس إلى مراعاة حقوق المرأة في بناء التوافقات والمصالحات الوطنية وفي بناء السلام في المناطق المتضررة من النزاع وتعزيز دور المرأة في مواجهة ظاهرة التطرف والعنف وتمثيل النساء في عملية التسوية وفي صنع القرار كشريك في منع الصراعات وتحقيق السلام والعدالة الانتقالية والحصول على حقوقها الكاملة شأنها في ذلك شأن الرجل. وأفادت رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية، بدرة قعلول، في تصريح ل(وات) أن الهدف من تنظيم الملتقى العمل على توحيد الصفوف من أجل تحقيق السلام في الأقطار العربية، خصوصا في ظل الاوضاع الصعبة التي تعيشها هذه الاقطار، وما تتخبط فيه من أزمات تهدد سلامة أمنها ووحدة أراضيها، مشيرة إلى أن ظهور حركات ارهابية متطرفة على شاكلة داعش، زادت في تأزيم حال المرأة العربية، على حد قولها. وترى النائبة بمجلس النواب العراقي، حنان الفتلاوي، أن المرأة العراقية مثل ما هو الشأن بالنسبة للمرأة في سوريا كانت ضحية المد المتطرف، لكنها لم تبق مكتوفة الايدي إذ تصدرت الصفوف وشاركت بفعالية في معارك تحرير مدن عراقية كالموصل و صلاح الدين والأنبار. وأكد الشيخة هند عبد العزيز القاسمي، رئيسة نادي الامارات الدولي للأعمال والمهن الحرة، من جانبها، على ضرورة مساهمة المرأة في احلال السلم وعدم وضع نفسها على طرفي نقيض مع الرجل، بحسب قولها، مشيدة بالمكاسب الهامة الاجتماعية والاقتصادية التي حققتها المرأة التونسية، وداعية إلى تقاسم المعارف والخبرات بين مختلف البلدان العربية للنهوض بواقع المرأة. أما وزيرة المرأة والأسرة والطفولة، نزيهة العبيدي، فقد أعلنت، بالمناسبة، بأن وزارتها ستتولى قريبا اعداد خطة لتنفيذ قرار مجلس الأمن عدد1325 الذي ينص على اعتبار المرأة عنصرا فاعلا في السلام والأمن، مبرزة بأن تشريك المرأة في فض النزاعات وأخذ القرار سيؤدي الى الرقي بمكانتها في المجتمع. ودعا وزير الشؤون الثقافية، محمد زين العابدين، من جهته، إلى العمل من أجل مزيد النهوض بمكانة المرأة، وإلى تحرير قدراتها الابداعية في كل المجالات.(وات)