يتواصل التحذير من نجاعة التلقيح ضد "القريب" الموسمية عبر "التدوينات" التي تنشر في صفحات التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" من خلال تداول عديد المعلومات سواء من قبل مواطنين عاديين أو من بعض المختصين الذين يرون أن الترويج لهذه الطلبيات من الحقن المستجلبة من مخابر فرنسة يخفي وراءه صفقات مشبوهة. تساؤلات عدة تطرح داخل عيادة احد أطباء الأطفال بمصحة خاصة بجهة البحيرة، نساء يتجاذبن أطراف الحديث في محاولة للبحث او الظفر عن معطى جديد او معلومة حول التلقيح المستورد ضد "القريب" او فيروس"A/H1N1" "خاصة بعد تداول معلومات تتعلق بان هذه الحقن المجلوبة من مخابر فرنسية غير ناجعة ولها تأثيرات خطيرة على صحة التونسي". "الصباح" حاولت البحث في الموضوع من خلال تشريك عديد الأطراف المتدخلة في المجال الصحي. استعمال 300 حقنة من التلقيح.. أكدت أحلام حجار نائبة رئيس العمادة الوطنية لهيئة الصيادلة ل "الصباح" أن التلقيح المخصص ضد "القريب" الموسمية يستهدف من هم أعمارهم بين 6 أشهر و65 سنة والذين يعانون من أمراض مزمنة مثل ضغط الدعم والسكري والقصور الكلوي والقصور في الجهاز التنفسي اما الذين لا يعانون من هذه الأمراض وأعمارهم اقل من 65 سنة بإمكانهم التخلي عن التلقيح ونفس الشيء بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا "بالقريب". وقالت حجار انه بالنسبة للذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة والحوامل من الضروري القيام بهذا التلقيح لحماية الأم والجنين. كما دعت المتحدثة إلى عدم إعادة نفس التلقيح بالنسبة للذين قاموا بذلك سواء في شهري أكتوبر أو نوفمبر الفارطين، مشددة إلى أن التلقيح ليس له أي تأثيرات جانبية سلبية على صحة مستعمليه وأن كل الحملات التي شنت عليه هي ملفقة ومغلوطة وللتشويه فقط. وأفادت نائبة رئيس العمادة الوطنية لهيئة الصيادلة أن هناك مخزونا جديدا يقدر ب 50 ألف حقنه من الدواء المخصص للنزلة الوافدة "القريب" سيصل إلى تونس اليوم وهو متأت من مخابر فرنسية وسيوزع على الصيدليات الخاصة في تونس وسعر التلقيح الواحد سيكون في حدود 12 دينارا فقط. وذكرت حجار بأنه "منذ سنة 2009 ومرض أنفلونزا"A/H1N1" موجود في تونس وفي عديد الدول الأخرى وهو يستهدف أساسا الذين يشكون نقصا في المناعة" داعية إلى عدم تهويل المسالة أو تخويف الناس من إجراء التلقيح خاصة وانه تم استعمال حوالي 300 ألف حقنة مضادة للأنفلونزا موزعة بين شهري أكتوبر ونوفمبر 2017. الظروف المناخية.. والهواء البارد سبب في انتشار الفيروس منير مقني رئيس المجلس الوطني للأطباء قال في تصريح ل "الصباح" ان تركيبة التلقيح العادي والموسمي "للقريب" توجد فيه فصيلة الفيروس"A/H1N1" مشيرا إلى أن هذه السنة ظهرت أعراض "الأنفلونزا" مؤخرا كحالة وبائية بدأت تتوسع رقعتها الجغرافية وقد أدت العدوى إلى انتشارها إلى جانب الظروف المناخية والهواء البارد. وأكد رئيس المجلس الوطني للأطباء أن تونس لا تمر بحالة وبائية مثل سنة 2009 حيث تم تسجيل 100 وفاة بسبب الفيروس، مضيفا "ان التلقيح يستهدف أساسا كبار السن الذين يعانون أمراضا مزمنة والحوامل". وفي سياق تصريحه قال مقني "إن التلقيح منصوح به وليس إجباريا وكل الجدل القائم حول التلقيح ليس بغريب لأنه جرت العادة أن يتم التشكيك في عديد الأدوية التي يتم توريدها من الخارج للتقليل من نزاهة المسؤولين والإدارة التونسية". وشدد المتحدث على أن كل من أصيب أو مصاب "بالقريب" الموسمية عليه عدم استعمال التلقيح لأنه قد يضاعف من الفيروس. التثبت من النجاعة قبل التوريد ومن جانبها أكدت نصاف بن علية مديرة الرعاية الصحية الأساسية انه لا يتم توريد أي تلقيح او دواء إلى تونس إلا بعد التثبت من نجاعته مؤكدة أن تلقيح "القريب" الموسمية يخضع لكل التحاليل المخبرية اللازمة قبل جلبه إلى تونس. وأفادت بن علية انه حسب المخبر الوطني لليقظة الدوائية فان تلقيح فيروس "القريب" الموسمية يستعمل في تونس منذ أكثر من 60 سنة. جهاد الكلبوسي الصباح بتاريخ 26 ديسمبر 2017