دخلت أزمة الأمير السعودي الوليد بن طلال، منحنى جديداً في ظل رفضه التنازل عن مليارات الدولارات لصالح الحكومة، حيث بدأ والده الأمير طلال بن عبد العزيز، إضراباً عن الطعام احتجاجاً على احتجاز ولي العهد محمد بن سلمان، ثلاثة من أبنائه. وذكر موقع «ميدل إيست آي»، أن الأمير البالغ من العمر 86 عاماً، بدأ إضراباً عن الطعام في 10 نوفمبر بعد وقتٍ قصير من اعتقال ابنه الأول، الوليد، في 4 نوفمبر، وفَقَد 10 كيلوغرامات من وزنه في شهرٍ واحد. وأفاد الموقع بأن مستشفى الملك فيصل بالعاصمة السعودية الرياض، قام الأسبوع الماضي، بتوصيل أنبوب تغذية بجسد الأمير طلال، لكنَّ حالته لا تزال ضعيفة، وفقاً لعددٍ من الأشخاص الذين زاروه. وكشف أحد الزائرين أن الملك سلمان بن عبد العزيز زار الأمير طلال في أواخر نوفمبر، إلا أن الأخير لم يطلب منه الإفراج عن أبنائه الثلاثة، والتقطت لهما صورة يقبل العاهل السعودي يد أخيه غير الشقيق. اعتُقِل ثلاثة من أبناء الأمير طلال ودخل الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة وأحد أثرى الرجال في العالم بأصولٍ تُقدَّر وكالة بلومبيرغ الأمريكية قيمتها ب 19 مليار دولار، في السجن منذ اليوم الأول لحملة التطهير. وسبق أن هاجم الأمير طلال، في الستينيات، الأسرة الحاكمة في السعودية ويعرف بأنه شخصية ليبرالية، حتى أنهم أطلقوا عليه لقب الأمير الأحمر لقيادته حركة الأمراء الأحرار التي دعت لإنهاء الملكية المطلقة. وتزعمه لحركة الأمراء الأحرار دفعت البعض لاتهامه بتبني أفكار شيوعية انتشرت في الستينات، وهذا سبب تسميه ب «الأمير الأحمر» في إشارة إلى علم الشيوعية ذو اللون الأحمر وفي منتصفه مطرقة. فقد أسس في عام 1958، مع أربعة من إخوته، حركة الأمراء الأحرار، وذلك بسبب التوترات الحاصلة بين الملك سعود والأمير فيصل، ونادت الحركة بإنشاء حكم دستوري برلماني. وبعد تأسيس الحركة غادر السعودية إلى مصر واستضافه الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر الذي كان يناهض الحكم الملكي المطلق، وقام الملك سعود بسحب الجواز الدبلوماسي منه. وظل مقيماً في مصر حتى سمح له بالعودة في عهد الملك فيصل بشرط عدم تدخله في شؤون الحكم. وفي 16 نوفمبر 2011 أعلن استقالته من هيئة البيعة، وأعلن أنه رفعها لأخيه الملك عبد الله، وتأتي استقالته بعد ثلاثة أسابيع من تعيين أخيه غير الشقيق الأمير نايف بمنصب ولي العهد. وبعد وفاة الأمير نايف وقيام الملك عبد الله بتعيين الأمير سلمان ولياً للعهد، قال إن هيئة البيعة لم تدع للاجتماع للتشاور حول هذا التعيين. ودافع طلال عن حقوق المرأة قبل فترةٍ طويلة من صدور قرار السماح للنساء بقيادة السيارات في سبتمبر الماضي. وقال الأمير في إحدى المقابلات «ستحصل المرأة السعودية على حقوقها في النهاية.. ولا يجب أن تتوقَّف هذه المسيرة، وعلينا أن نُسرِّعها قليلاً».