شهدت مؤخرا مدينة مجاز الباب، وفاة أستاذ تربية تقنية بالمدرسة الإعدادية بالجهة داخل القسم خلال تقديمه الدرس للتلاميذ . وهذه ليست الحادثة الاولى التي يتعرض لها احد الاطارات التربوية فقد توفيت أستاذة أمام تلاميذها اثر تعرضها الى جلطة دماغية كما توفي الشهر الماضي أستاذ رياضيات يدرس بالمدرسة الإعدادية بحي السرور بقفصة وذلك نتيجة إصابته بنوبة قلبة حادة . وفي ظل تواتر مثل هذه الحوادث للاطار التربوي من مدارس ابتدائية وثانوية تحدث ، الطبيب النفسي والمدير السابق لإدارة الصحة النفسية بوزارة الصحة ،عادل بن محمود، في تصريح ل"الصباح نيوز" عن تأثير مهنة التدريس على الاساتذة والمعلمين واختلاف هذه المهنة عن بقية المهن الأخرى والأمراض التي تهدد حياة المعلمين والاساتذة. واوضح محدثنا ان مهنة التدريس مصنفة من ضمن المهن الحساسة مثلها مثل اعوان مراكز النداء والتي تتطلب مجهودا فكريا وبدنيا وعموما فا نها مهنة شاقة نفسيا خاصة وان المعلم او الأستاذ يبذل مجهودا كبيرا في السيطرة ومحاولة تسيير قسم باكمله . وبالنسبة للامراض التي تهدد الاساتذة والمعلمين ، نجد الاكتئاب وتوتر الاعصاب والاضطراب النفسي والضغط او ما يعرف ب»الستراس» وهي امراض يمكن ان تؤدي بدورها الى ظهور امراض اخرى تشمل جميع أعضاء الجسم وخاصة منها مرض الجهاز الهضمي عند المرأة وعند الرجل اوجاع في المعدة كما يمكن ان تؤثر على الحياة الشخصية والعائلية للشخص. وفي ما يتعلق بالنصائح التي يمكن ان يقدمها للمعلمين والاساتذة، قال عادل بن محمود انه من الضروري ان يتحلى الاساتذة والمعلمين برحابة الصدر قدر الامكان وان يحاولوا تفادي المشاكل والابتعاد عن الانفعال وخلق الجو الملائم للتعامل مع التلاميذ داخل الاقسام. كما دعا محدثنا الى ضرورة الابتعاد عن المنبهات والتدخين والكحول وكل ما يوتر الاعصاب . ومن جهته، قال رئيس الجمعية التونسية لأمراض الشرايين،توفيق بوحامد في تصريح ل»الصباح نيوز» ، ان مهنة التدريس هي مهنة الضغوطات التي يمكن ان تقود الى ظهور أمراض أخرى مثل الجلطات القلبية والدماغية. وأوضح محدثنا ان الجلطات الدماغية نوعان وهي أولا الجلطة الدماغية الناتجة عن انسداد شريان في المخ وتكون ناتجة عن الدهون والتدخين وثانيا الجلطة الدماغية الناتجة عن نزيف داخل المخ وهي نوعية الجلطات الاكثر شيوعا بين الاساتذة والمعلمين ويكون مصدرها ارتفاع ضغط الدم خاصة جراء الانفعالات العنيفة . كما حذر محدثنا من الإدمان الكبير على التدخين الذي قال انه يتسبب أيضا الجلطة القلبية . كما أشار محدثنا الى ان الأساتذة يتعرضون أيضا الى أمراض أخرى من كثرة الوقوف مثل "الدوالي" ومشاكل تنفسية مثل صعوبة التنفس الناتجة عن الاستعمال المكثف للطباشير . اما النصائح التي يمكن للأساتذة والمعلمين إتباعها لتفادي المخاطر الصحية فهي أولا تفادي عن الضغوط النفسية والحرص على المراقبة الطبية الدورية والإقلاع عن التدخين والقهوة والكحول وتفادي الوقوف كثيرا وارتداء جوارب طبية للوقاية من الدوالي وممارسة رياضة المشي على الأقل ساعة في اليوم .