كشف النائب في مجلس النواب عمار عمروسية، عن أن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، ورئيس الوزراء الحكومة الاسبق حمادي الجبالي، نقلا عن رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية خلال زيارته لتونس عام 2012 حينما كان رئيسًا لحكومة غزة، نقلا تصريحات طلب من خلالها حركة النهضة ألا تُجرّم التطبيع مع إسرائيل، وذلك مصلحة لفلسطين. وقال عمروسية في حوار مع «دنيا الوطن»: نحن آنذاك استغربنا ما قاله هنية، وقلنا لم نسمع أن رئيس حماس يُصرح علنًا بذلك، وأيضًا نقولها إذا فعلاً صرح هنية بذلك، فنحن التونسيون أحرار، وغير مُلزمين بما يقوله هنية أو غيره. وكان من المنتظر أن يناقش برلمان تونس، الثلاثاء، مشروع قانون يجرم التطبيع مع إسرائيل، ويصوت عليه، إلا أن رئاسة المجلس، أجلت ذلك إلى موعد لاحق لم يحدد بعد، ولكن أكد النائب ، أن كتلة الجبهة الشعبية التي ينتمي لها، ستقوم بطرح موضوع سن قانون «تجريم التطبيع» مع إسرائيل، ولن تتخلى إطلاقًا عما أسماه شرف «تجريم التطبيع مع العدو». وأضاف: في حال لم ننجح سنُعيد الكرّة، وسنذهب للشعب التونسي، وسننظم تحركات جماهيرية للضغط، ونقولها للحاكمين بيننا وبينكم الشعب التونسي، وحينئذ سنطالب باستفتاء شعبي لتمرير هذا القانون، داعيًا كافة القوى الثورية والقومية في الوطن العربي، قائلًا: «ارفعوا رؤوسكم وقدموا مبادرات مثل تجريم التطبيع، فقضية فلسطين يجب أن تجمع العرب، لا أن تُفرقهم. وأوضح أن حزب النهضة «ذات الخلفية الإسلامية»، هو جزء من المشروع الإخواني في المنطقة، وهو أول من عارض تمرير هذا القانون، فهو على حد تعبيره، مرتبط بالدوائر الأجنبية، وهي التي تعمل لصالح إسرائيل، مضيفًا: نحن نعلم أن هذه المعركة، تحتاج لنفس طويل، وصبر، ونحن متمسكون بخوض المعركة داخل قبة البرلمان، وفي الأيام المقبلة. وتابع عمروسية: كنا قد حددنا سابقًا، أن يكون اليوم الثلاثاء الموافق 20 فيفري برمجة جلسة لمناقشة سن قانون يُجرم التطبيع مع إسرائيل، لكن وبسبب الضغوطات الخارجية على الدولة التونسية، وبسبب العمالة والرجعية التي يتمتع بها حزبا الحكم في تونس سواءً (حزب نداء تونس) أو (النهضة) على حد وصفه، لم تنجح الجبهة بتمرير هذا المشروع الوطني، وتم تأجيل نقاشه لوقت لاحق، لكننا نعلنها أننا متمسكون بخوض هذه المعركة حتى النهاية، ونحن نعتبر أنفسنا مقاومين كمقاومي فلسطين. وعلّق على حادثة تمزيقه، للعلم الإسرائيلي، داخل قبة البرلمان التونسي، مؤخرًا قائلًا: لم يحدث في أي برلمان عربي للأسف تمزيق أو حرق العلم الإسرائيلي، وأنا لا أقول ذلك لأدعي البطولة، والأبطال الحقيقيون لا يكونوا أمام الإعلام، لكن ما قمت به أعلم مدى تأثيره على السياسة الخارجية، والمنطقة، فأنا اعتبر هذه مقاومة، فالمقاوم يكون بالميدان والبرلمان ومجلس الوزراء وفي كل مكان، وأعلنها على الملأ، «يوجد في تونس طابور خامس من «الصهيونية»، يلهث وراء التطبيع مع الاحتلال»، وفق تعبير النائب. وعن الكتل النيابية التي تقف مع (الجبهة الشعبية)، في صف تجريم التطبيع مع إسرائيل، ذكر النائب عمروسية، أنه لا يُخفي أي شيء عن الرأي العام العربي، فالجبهة ليس معها إلا بعض الأحزاب الصغيرة والشرفاء، وتقع في صف المواجهة للحزبين الحاكمين النداء والنهضة، ورغم ذلك نحن لا نعول سوى على الشعب التونسي، فشعبنا حر بطبعه، ترعرع على حب فلسطين، ولن يقبل بالعملاء داخله، وأنا أتحدى النهضة والنداء أن يذهبوا لاستفتاء شعبي فكل التوانسة سيجرمون التطبيع، لكن الحاكمين أوهن من الولوج للشعب لأخذ رأيه. ودعا كافة البرلمانات العربية، بالحذو حذو كتلة الجبهة الشعبية ، في تونس، وتجريم التطبيع من عدوها الأزلي، وأن يرفضوا محاولات بعض الزعماء العرب «المُهرولين نحو التطبيع والتبعية»، وفق تعبيره، متابعًا: إذا نسي الائتلاف الحاكم في تونس، كيف اختلط الدم التونسي بالدم الفلسطيني في مجزرة (حمام الشط)، فنحن لن ننسى، ولن ننسى كيف اغتيل الشهيد القائد خليل الوزير «أبو جهاد» في الأراضي التونسية، وكذلك الشهيد محمد الزواري، الذي اغتيل على يد (الموساد) في صفاقس. وأضاف: «إذا تخلّى العرب عن فلسطين، فلن يتخلى التونسيون عنها.. المقاومة لا جنسية لها لا ديانة لها لا مذهب لها، المقاومة هي من تُحرر المنطقة، فإسرائيل احتلت المنطقة، وليس فقط فلسطين»، لافتًا إلى أن الضغوطات الخارجية على تونس تأتي من قطر والإمارات وتركيا وأمريكا، لافتًا إلى من يلتفت نحو المال الخارجي، سيصبح رهينة تلك الدول، لكنه ذكر أن الشعب التونسي سيوقف تلك المؤامرات، وسينتصر لقضية فلسطين. واعتبر عمروسية، أنه رغم نجاح الثورة التونسية، إلا أن نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، لا زال يحكم في تونس، متابعًا: الثورة فتحت بابًا مُهمًا لشعبنا، لكن هناك بقية لهذه الثورة، ولا بد من إزاحة القديم وباء الجديد، فلا القديم في تونس أزيح بشكل جذري، ولا الجديد وأعني «النهضة ونداء تونس» بنّت تونس، وهؤلاء هم قوى الثورة المُضادة، فبئس حداثة تطبع مع العدو الإسرائيلي. وأشار إلى أنه، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في القدس، كان لا بد من مواقف غاضبة من قبل الجبهة الشعبية، ضد هذا التغول الأمريكي، فنحن نُصر على ضرورة سن قانون يُجرم التطبيع مع العدو الإسرائيلي، رغم أننا نطالب منذ أكثر بوجود هذا القانون، خاتمًا حديثه بالقول: «خلال الثورة التونسية، كان واحد من أنبل وأعظم شعارات هو «الشعب يُريد تحرير فلسطين»، إضافة للشعار المعروف «الشعب يُريد إسقاط النظام»، نحن لا نريد فقط رفع شعارات، وإنما نريد تطبيق الشعارات لوقائع، ونُجرم تواصل تونسي إسرائيلي، فنحن شعب مُنحاز لكل شريف يُقاوم عدو الأمة»