"خبز الطابونة وخبز كامل وخبز شعير بالتمر وملاوي وخبز باليازول وخبز بالخروب وكسرة مرفوسة ومطبّقة وخبز قمح " وأنواع أخرى كثيرة تنافست في إعدادها نحو خمس وثلاثين امرأة منضوية تحت جمعيات لتؤثث بها اليوم الثلاثاء مسابقة "خبزك مخبوز وزيتك في الكوز بنكهة جزيرة جربة "، في إطار المهرجان العالمي للخبز الذي تنتظم دورته الثالثة في جزيرة جربة من 29 إلى 31 مارس الجاري بمبادرة من جمعية "نكهة بلادي" . كانت كل المكونات طبيعية وصحية وطريقة الإعداد تقليدية وحتى الأواني المعتمدة بدورها تقليدية هي من الفخار التقليدي المشهورة به منطقة قلاقة بجزيرة جربة التي احتضنت فعاليات هذا المهرجان في متحف التراث ما جعل كل الأجواء تقليدية وتراثية بامتياز أضفت عليها النساء المشاركات بلباسهن التقليدي مسحة من الجمالية الأصيلة. بعد أن تمّ إعداد أصناف الخبز قدّمته المتسابقات إلى لجنة تحكيم ضمّت خبراء في الطبخ من تونس وليبيا وانقلترا تولّت تقييم هذه الأصناف رغم الإعجاب بكل ما عرض من منتوج على مستوى الذوق وحتى طريقة التقديم والعرض. وستتمكّن الفائزات الثلاث الأوائل من المشاركة في المسابقة الوطنية للخبز التي ستنتظم في شهر نوفمبر المقبل بولاية مدنين. "تراث غذائي كالمسك انت تحرّكه ورائحته تفوح" بمثل هذه العبارات عبر عبد الفتاح بن علي المدير التنفيذي لجمعية اساتذة النكهة والطبخ في تونس في وصفهلثراء المطبخ التونسي وتنوّعه الذي أصبح حسب رأيه قادرا على أن يخلق سياحة غذائية تتطلب فقط تضافر الجهود لإعادة الاعتبار لهذا التراث الغذائي الغني وتجميعه والاهتمام به وتثمين هذا المنتوج التونسي الذي يبحث عنه الحريف الأجنبي المتعطش لاكتشاف خصوصية كل جهة حسب قوله. ويأتي تنظيم هذا المهرجان الذي بادرت به منذ ثلاثة سنوات جمعية "نكهة بلادي" لاستكشاف المخزون التراثي الغذائي وخاصة منه الخبز التقليدي لبلادنا والطبخ التقليدي بهدف تثمينه وخلق منتوج سياحي غذائي يعطي لكل جهة خصوصية، وفق ما ذكرته في تصريح لمراسلة (وات) لطيفة خيري رئيسة جمعية نكهة بلادي ومديرة المهرجان التي أوضحت أن الجمعية تعمل على إحداث مهرجانات بكل جهة تثمّن مكوّنا من غذائنا التقليدي على غرار مهرجان الخبز بولاية مدنين ومهرجان الكسكسي ومهرجان " عيش وبازين" بتطاوين وأكلات أخرى تزخر بها جهات الجمهورية وتخلق قيمة مضافة عالية وفق قولها. واستطاع مهرجان الخبز أن يشع عالميا حيث نجح في أن يجعل من خبز الطابونة يدرس في المؤسسات التكوينية الانقليزية وأن يثمّن الاكلة التقليدية ويعيد إليها الاعتبار وإعادة تقديمها في أحلى حلة بكل فخر واعتزاز حسب تقدير مديرة المهرجان التي تطمح يوما الى أن تنفض الغبار عن تراثنا الغذائي التونسي العميق والذي يحمل قدرة تنافسية كبيرة. وتوّجت جهود جمعية نكهة بلادي وجمعية أساتذة النكهة وخبراء الطهو والخدمة بالحصول على الميدالية الذهبية في أكلات تقليدية في مسابقة عالمية في تركيا انتظمت من 21 إلى 26 فيفري الماضي وتحصّل أيضا أربعة متسابقين من التلاميذ من بين الف وخمس مائة تلميذ طباخ من عدة بلدان شاركوا بإعداد أكلات تقليدية على أربع ميداليات اثنتان فضيتان واثنتان برنزيتان.(وات)
