أكّد رئيس تحرير صحيفة الرأي والمحلّل السّياسي عبد الباري عطوان في تصريح لإكسبراس اف ام أنّ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلّق بالانسحاب الأمريكي من الاتّفاق النّووي الإيراني هو بمثابة مشروع إعلان حرب على إيران، وخطوة أولى ورئيسية في إطار المخطّط الأمريكي الذي يتطلّع إلى تغيير النّظام في طهران، مشيرا إلى أنّ السيناريو العراقي والليبيّ يتكرّر الآن. وأضاف عبد الباري عطوان أنّ الرئيس ترامب بإلغائه لهذا القرار كان ينطلق من مصلحة إسرائيلية وليس من مصلحة أمريكية، خاصة وأنه بات خاضعا بالكامل لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ يصعّد ترامب التوتر مع إيران تلبية لمطالب إسرائيل التي تشعر بالقلق من تنامي القوة الصاروخية الإيرانية المتزايدة وأيضا من أذرع إيران في العراق وسوريا ولبنان، وخصوصا حزب الله. قرار ترامب كما تحدّث عبد الباري عطوان، أظهر الولايات المتّحدة الأمريكية على أساس أنّها قوة عظمى لا تحترم الاتفاقات الدولية، وخلق مشكلة بين أمريكا وحليفاتها من الدول الأوروبية. وأشار رئيس تحرير صحيفة الرأي أنّنا لا نعرف إلى حدّ هذه اللحظة كيف سيكون الرّد الإيراني تجاه هذه الخطوة، لكنّ إيران قالت أكثر من مرّة على لسان مشيرها الأعلى علي خامنئي ورئيسها حسن روحاني، إنّها ستنسحب من الاتفاق وتعمل على تخصيب اليورانيوم بأقصى درجة ممكنة، وربما يكون الرّد الإيراني حاسما هذه المرة بعد دراسة الموقف، ولما يتمتع به الإيرانيون من نفس طويل. وافاد عبد البارئ عطوان أنّ قرار ترامب يعرّض العالم كلّه لحالة من التوتّر ويمهّد لحرب عالمية ثالثة بطريقة أو بأخرى، مشدّدا على أنّ الحرب إذا اشتعلت، فإنّ إيران (التي تمتلك 400 ألف صاروخ) وحزب الله (الذي يمتلك 150 ألف صاروخ) وسوريا، وربما العراق، سيوجّهون صواريخههم باتّجاه إسرائيل وقواعد أمريكا في منطقة الخليج في قطر، والبحرين، والسعودية على وجه الخصوص. وختم عبد الباري عطوان بقوله لاكسبراس اف ام، إنّ العالم ينتظر شرارة تفجير الحرب في المنطقة، والتي ستكون "للأسف حربا خطيرة" لكنّ الكيان الصهيوني لن يخرج منها سليما معافى مثل كلّ الحروب السابقة.