اعتبرت، الناطقة الرسمية باسم نداء تونس أنس الحطاب في تصريح ل"الصباح نيوز" أنّ حوار رئيس الجمهورية والرئيس المؤسس للنداء الباجي قائد السبسي، البارحة مع قناة الحوار التونسي، واضح وتضمّن نقاط مفصلية يتداول في شأنها الرأي العام. وقد تحدّثت الحطاب حول تصريح رئيس الجمهورية والذي مفاده "أنّ الحل الأمثل لهذه الأزمة التي تعيشها البلاد اليوم، يكمن في رحيل رئيس الحكومة يوسف الشاهد والمدير التنفيذي للنداء حافظ قايد السبسي أو أن يتجه الشاهد للبرلمان لطلب تجديد الثقة، وأنه لا يساند أحدا إلا مصلحة تونس"". وفي هذا السياق، قالت أنس الحطاب ان تصريح رئيس الجمهورية بخصوص الشاهد واضح، حيث قال انه اختاره ووفّر له اليات النجاح إلاّ أن المحيطين بالشاهد هم من خلقوا التوتر بينه وبين حزبه نداء تونس". وأضافت أنس الحطاب انّ "المحيطين بالشاهد في القصبة وليسوا من نداء تونس هم من يعملون من أجل سحبه من حركة نداء تونس قصد خلق مشروع سياسي جديد يضمن تموقعهم على أنقاض نداء تونس وهو ما يفسر المخاض الذي تعيشه الحركة في الفترة الأخيرة مع التأكيد على عدم قدرتهم على خلق الكيان السياسي الجديد على اعتبار أنّ جميع الندائيين يستطيعون قبول فكرة البناء مع يوسف الشاهد داخل النداء ولكن بمغادرته النداء لن يغادروه". النداء بين الشاهد وحافظ قائد السبسي؟ وفي سياق متصل، قالت الناطقة باسم نداء تونس: "دعوة الشاهد للذهاب إلى البرلمان تأتي على اعتبار أنّه حينها سيعمل بأريحية أكثر إن حظي بثقة النواب.. وأخلاقيا بتوجهه لمجلس نواب الشعب سيخلق شرعية جديدة.. ولكن توجهه لا يجب أن يكون عن طريق طرح تحوير وزاري بل لطلب منح الثقة في حكومته وبعد القرار بيد البرلمان بين المعارض والداعم". كما أفادت أنس الحطاب: "وإن حظي الشاهد بالثقة في البرلمان حينها سنتمنى له النحاح.. وهو بذلك سيُريح الرأي العام والسياسي". وعن منح نواب نداء تونس الثقة في الشاهد وحكومته من عدمها، قالت الحطاب: "موقفنا من منح الثقة من عدمه سيتحدد يوم التصويت بقرار من الهيئة السياسية للنداء.. ونحن ندعم مطلب رئيس الجمهورية المُتمثّل في انهاء الأزمة القائمة في البلاد". وفيما يتعلق بحافظ قائد السبسي المدير التنفيذي لنداء تونس وما صرّح به رئيس الجمهورية في الغرض، قالت الناطقة باسم نداء تونس: "نحن لا نختزل الحزب في حافظ قائد السبسي كما أن المغالطة الواقعة ان الخلاف بين شخصين أي الشاهد وحافظ قائد السبسي ليست صحيحة، فقد عارضنا كأعضاء في الهيئة السياسية للنداء في عدة مناسبات قرارات ومواقف المدير التنفيذي للنداء". وواصلت الحطاب بالقول إنّ "الفرضيات التي طرحها رئيس الجمهورية بخصوص ضرورة تنحي حافظ قائد السبسي من رئاسة النداء والمتمثلة في دعوته للتنحي عن المسؤولية صلب الحزب أو اتخاذ قيادة الحزب قرار التنحية، تتضمّن تحميلا للمسؤولية لأعضاء الهيئة السياسية لإصلاح الحزب هيكليا وتنظيميا وترتيب البيت الداخلي والتوجه لمؤتمر انتخابي في أقرب الاجال"، مُضيفة: "اليوم مجموعة من الهيئة السياسية بدأت الإصلاح ونتمنى أن يلتحق بقية الاعضاء بنا لأنّ طريقة الاتفاق على تمشي واضح بين أغلبية أعضاء الهيئة السياسية توفر أسباب نجاح خارطة الطريق بالنسبة لنداء تونس.. ونعلم أنّ لدينا واجب اصلاح الحزب وطريقة إدارته الأمر الذي يتطلب تغيير قيادة النداء والذهاب فورا إلى مؤتمر انتخابي". وعبّرت أنس الحطاب عن تحفظها على ان الرئيس في فترات ما أعطى الثقة لأشخاص ليسوا أهلا لها في تلك المرحلة، مُوضحة: "ولكن أقول انّ منح الثقة لهؤلاء الأشخاص من قبل الرئيس المؤسس للحزب كان في إطار خلق التوازن داخل النداء لأن داخل الاحزاب هنالك حرب تموقعات وحاملي المشروع غالبا ما يتنازلون عن المواقع داخل الحزب ويتمسكون بتواجدهم فيه". انتهاء العلاقة بين رئيس الجمهورية والنهضة؟ أمّا فيما يتعلق بإعلان رئيس الجمهورية انتهاء العلاقة بينه وبين حركة النهضة ونهاية التوافق بسعي من النهضة التي اختارت طريقا اخر وتأكيده أن 5 سنوات من التوافق مع النهضة كانت نتائجها ايجابية نسبيا ولو انه دفع ثمن هذا التقارب، وفق تعبيره، أوضحت أنس الحطاب أنّ رئيس الجمهورية تحدثت عن العلاقة مع النهضة وأكّد أن التوافق الذي انتهجه سابقا كان لمصلحة البلاد رغم أنّ ذلك كلّفه غضب ناخبي النداء فمسار التوافق كان الطريق المفروض وليس الاختيار، وفق قولها. واعتبرت أنس الحطاب ان الهدف عند تشكيل النداء كان حينها خلق التوازن داخل المشهد السياسي في البلاد وتقليص هيمنة الاسلام السياسي. ومن جهة أخرى، قالت الحطاب إنّ "النهضة اختارت أن تكون بمفردها في الحكم وسيكون لها ذلك"، وفق تعبيرها، مُضيفة: " وبذلك وباعتبار أن نداء تونس يحْملُ خيارات الرئيس المؤسس للحزب فعلاقتنا مع النهضة انقطعت". وفي ختام حديثها مع "الصباح نيوز"، قالت أنس الحطاب: "كموقف شخصي أدعو وزراء نداء تونس في حكومة الشاهد الى الاستقالة من الحكومة إذا كانت لهم الصفة الحزبية بعد خطاب الرئيس.. واعتبر أنهم فقدوا الانتماء الى الحزب ولو معنويا إذا واصلوا في الحكم".