أثارت آراء النائبة صابرين القوبنطيني الجدل في أكثر من مناسبة.. فصراحتها المفرطة كانت لها تداعياتها ونتائجها منذ خوضها لغمار السياسة.. فبعد خروجها من نداء تونس انضمت صابرين القوبنطيني مع 40 نائبا إلى كتلة نيابية مستقلة وهي "الائتلاف الوطني". عن تطلعات هذا الخيار السياسي، موقفها من المشهد الراهن والاستحقاقات الانتخابية وغيرها من القضايا الحارقة في تونس كان لقاء "الصباح الأسبوعي" مع صابرين القوبنطيني. *ماهي انتظاراتك من الاستحقاقات الانتخابية القادمة؟ - أعتقد أن التونسيين غير راضين عن أداء الأحزاب، التي صوتوا لها في سنة 2014 فالأزمات السياسية لم تترك الحكومة والبرلمان يعملان والطيف الديمقراطي أصابه التشتت والانقسامات والكثير من الحسابات إضافة إلى ظاهرة الفساد وهذا ما نددت به منذ سنة 2015 وخوفي اليوم من عزوف التونسيين عن الاستحقاقات الانتخابية في 2019 خاصة بعد ما حدث من عزوف في الانتخابات البلدية ونأمل أن نتمكن من إعادة الأمل للناس من خلال الطبقة السياسية التقدمية. وتغيير هذا الواقع نحو الأفضل يحتاج الى مشاركة التونسيين في الانتخابات حتى تقلب المعادلة ويقود تونس السياسيون الوطنيون لا من يمارسون الدمغجة. والتغير لا يكون إلا عن طريق الانتخابات. *وكيف تقرئين المشهد السياسي الراهن؟ - المشهد السياسي العام كان ضبابيا أكثر في السنوات المنقضية خاصة بعد تفكك نداء تونس واليوم اخترنا المبادرة مع بداية الدورة النيابية من خلال تأسيس كتلة الائتلاف الوطني وهي كتلة مستقلة ونفكر حاليا في مشروع سياسي والمهم بالنسبة لي أن نقدم الأفضل للتونسيين وذلك انطلاقا من أفكارنا التقدمية وعددنا 40 نائبا والعدد قابل للازدياد. *سبق وتحدثت عن مسألة التوريث لكن هل تعتقدين أن أزمة الحكم اليوم في تونس تجاوزت ما يحدث في النداء؟ - نعم تحدثت عن التوريث وحافظ قائد السبسي ورث الحزب، الذي قمنا بتأسيسه وتكوينه وكان منخرطوه يعدون عشرات الآلاف وقام الملايين بانتخابه. وهذا التوريث وراء ما يحدث اليوم لنداء تونس وهو اليوم حزب لا لون له ولا رائحة والدليل مواقفه قبل الخلافات وبعدها. وتعنت حافظ قائد السبسي وزمرته وراء تراجع الحزب أكيد. *وكيف تنظرين للعلاقة الحالية بين النداء وبقية الأحزاب؟ - النداء حاليا يزعم أنه ليس في توافق مع الإسلاميين وهذا غير صحيح وإذا أراد النداء أن يغير من إستراتجيته الانتخابية ويوهم الشعب أن علاقته مع الإسلاميين انتهت وعاد لرشده فان ذلك لن يقنع التونسيين ويلهيهم عن حقيقة أداء الحزب. *صرحت سابقا أن رئيس الدولة خرج عن الحياد في ما يتعلق بأزمة نجله ورئيس الحكومة؟ بان بالكاشف وتأكد أن رئيس الجمهورية ابتداء من حوار قناة «نسمة» والتصريحات الأخيرة، لم يعد محايدا وأخذ جانب ابنه في خلافه حول المناصب والهيمنة على مفاصل الدولة. موقف رئيس الجمهورية من رئيس الحكومة واضح والباجي القائد السبسي قام بالكثير لإنقاذ البلاد لكن حالة الإحباط اليوم وانعدام الثقة تعود لمواقف نداء تونس الأخيرة وقياداته والخلاف المفتعل ضد يوسف الشاهد وحكومته. وكان من الممكن ألا تحدث مثل هذه الانقسامات والاقصاءات فرئيس الدولة حسب الدستور هو ضمان للوحدة ورئيس كل التونسيين وهذه كانت من شروط كتابتنا للدستور بعد ما وقع فيه المنصف المرزوقي وتداخلت مهامه كرئيس مع حزبه فكيف يمكن أن يتحدث الباجي قائد السبسي على قناة «الحوار التونسي» عن تنحية الحكومة وحافظ قائد السبسي بعد يومين من الكارثة الإنسانية التي حلت بولاية نابل بسبب الأمطار الأخيرة. وهذا الأداء أعتقد أنه يحبط التونسي فهو لا تعنيه خلافات النداء مع غيره من الأحزاب بقدر ما يهمه الوضع الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. *وصفت رئيس الحكومة الحالي في أحد تصريحاتك ب"الزعيم الجديد".. هل مازلنا نعيش في عهد الزعماء؟ - لم يسبق أن قلت ميلاد زعيم جديد فهذا كان تأويلا ووقع حذفه ولكن اليوم لا أحد ينكر أن يوسف الشاهد رقم صعب في المعادلة السياسية وهو رئيس حكومة تونس في نظام ديمقراطي وبرلماني وهناك صلاحيات كبيرة يمارسها وهو رأس من رأسي السلطة التنفيذية وموقفي منه واضح إذ يمثل الجيل الجديد للساسة التونسيين واعتبر نفسي أنتمي لهذا الجيل وفي كل الديمقراطيات رئيس الحكومة هو زعيم الأغلبية في البرلمان وطموحاته مشروعة كما هناك حسابات عديدة فراشد الغنوشي يتطلع للانتخابات الرئاسية القادمة وحافظ قائد السبسي يمكن أن يكون معنيا بهذه المنافسة وبالتالي لم تقبل عديد الأطراف وجود سياسي ذي شعبية وقادر على التغيير على غرار يوسف الشاهد، الذي تجرأ على محاربة الفساد وبدأ يعيد الأمل للتونسيين في الطبقة السياسية وإلى اليوم ما يزال ملتزما بمهامه كرئيس حكومة وهذا يحسب له ولا يمكن مصادرة حق يوسف الشاهد أو أي تونسي تتوفر فيه الشروط للترشح لمنصب سياسي وهذه الديمقراطية في تونس اليوم. *وصف مراقبون العملية الإرهابية بالفاشلة فهل هذا دليل على تقهقر المتطرفين في تونس؟ - دور الإرهاب التخويف والترهيب ورمزية الضربة الأخيرة دليل على تهديدهم لقيم الفن والحياة خاصة وأن العملية وقعت بالشارع الرمز «الحبيب بورقيبة» وقرب المسرح البلدي وقبل أيام من « مهرجان قرطاج السينمائي» وقراءتي لهذه العملية أنها فاشلة على غرار كل المراقبين الذين أجمعوا على ذلك فالمجموعة التي نفذت العملية انضمت حديثا للفكر المتطرف. وسبق أن انتصرت تونس وقامت بالقضاء على عديد القيادات التابعة ل «داعش» أو كتيبة عقبة بن نافع، التي تتبع تنظيم القاعدة وما حدث يضاعف من عزيمة التونسيين ويؤكد أن نهاية المتطرفين في بلادنا قريبة. *محسن مرزوق انتقل من تبرير التوافق بين النداء والنهضة إلى إنكاره ومن ثمة يعود للبحث عن توافق مع النهضة إلا ترين تذبذبا في مواقفه؟ - في الحقيقة هذه المسألة لا تعنيني مباشرة ولا يمكنني ابداء رأيي فيها ومنذ سنة 2015 غير موجودة في أي حزب بالنسبة لمحسن مرزوق وعلاقته بحزب النهضة وتوافقه من عدمها مسألة تخص «المشروع» وقياداته وهذه القرارات تتخذها هياكله وكتلته النيابية. *وما رأيك في اندماج النداء و«سليم الرياحي»؟ (تجيب مازحة) «ربي يهني مسعود بمسعودة..» نجلاء قمّوع