انتظمت اليوم السبت في مدينة نفطة من ولاية توزر أشغال المنتدى الرابع الاقتصادي والاجتماعي بالجريد للجمعية العالمية لأصدقاء الجريد للتنمية والتواصل الاجتماعي والثقافي تحت عنوان "شط الجريد ثروة" وذلك في علاقة بالثروات الممكن استغلالها في هذا الفضاء الطبيعي لخلق الثروة بالجهة. وبين رئيس المنتدى نجيب الزرقوني في تصريح لمراسلة (وات) أن "شط الجريد ما يزال مجهولا فيما يتعلق بحقيقة الثروات التي يوفرها، لذلك تركز المداخلات التي يقدمها أخصائيون، وهم مجموعة من الأساتذة الجامعيين أصيلي الجهة، على الجوانب الجيولوجية ومجموعة المعادن التي يتوفر عليها شط الجريد الى جانب الملح، وفرص استثمار هذه الثروات، فضلا عن التعريف بالجوانب التاريخية والثقافية التي جعلت من شط الجريد قبلة لمحبي السياحة الثقافية". وأشار الى أن "أغلب المداخلات ركزت على ثروة الملح الموجودة في الشط وهي من النوعية الجيدة المطلوبة في الخارج، الى جانب احتواء شط الجريد على معادن على غرار البوتاسيوم والليتيوم"، واعتبر أنه "يجب تنمية هذه الثروات واعطاؤها الأهمية القصوى الكفيلة بتنمية الجهة، وذلك في إطار استغلالها بصفة عقلانية لا تضر بها كمنظومة بيئية طبيعية، لما لها من دور هام في توفير مائدة مائية عميقة، بالاضافة الى المساهمة في توفير نوعية جيدة من التمور بفضل ما يوفره شط الجريد من رطوبة وفق المختصين". وتمحورت في هذا الإطار مداخلة الأستاذ الجامعي كارم داسي الذي قدم بسطة حول شط الجريد وبعض الشطوط المشابهة في تونس من خلال التطرق الى ظروف نشأة الشطوط كشواهد على حضور المناخ الرطب خلال الزمن الجيولوجي الرابع، ومختلف الحقب التاريخية الموالية، الى التاريخ الأكثر حداثة، ومختلف التسميات التي أطلقت عليها والتى من بينها بحيرة تاكمرت عن طريق الأمازيغ وبحيرة تريتونيس عن طريق الرومان. وتطرق الباحث كذلك الى تجربة انشاء بحر الصحراء، المشروع الذي أطلقه المهندس الفرنسي رودير أواخر القرن 19 مع عدم إمكانية احداث هذا المشروع لأضراره على البيئة وعلى الواحة، وهو أمر أدى المهندس الفرنسي الى التخلي عن مشروعه. وبين أن شط الجريد يفتح مجالا واسعا لاستغلاله سياحيا خصوصا وأنه محاط بمجموعة من المواقع الاثرية التي يمكن توظيفها في السياحة والثقافية والجغرافية منها مناطق دغومس وبوهلال والمحاسن في معتمدية دقاش ومنطقة غيطان الشرفة في نفطة بما من شأنه خلق نمط جديد من السياحة.