يعتبر شط الجريد من اهم المواقع السياحية التي يؤمها السياح كلما حلّوا بجهة الجريد. فهو يوفر مناظر طبيعية لا توجد إلاّ به وهو الذي كان يمثل الملاحة الطبيعية لكافة اهالي الجريد الى جانب احتوائه على عدة ثروات وخاصة منها «البوطاس» حيث كاد ان يتحول الى فضاء صناعي خلال الستينات لكن المشروع تبخر مثلما تتبخّر مياه الشط صيفا. وشط الجريد لمن لا يعرفه هو سبخة مالحة بل هو بحيرة مالحة من اكبر البحيرات في العالم كله. كما كان يمثل احد اهم روافد التنشيط السياحي سيما قبل ان يتم تعبيد الطريق المؤدية الى قطب سياحي آخر ألا وهو منطقة دوز رغم أن عبوره كان يعد مغامرة غير محمودة العواقب ولا يتم ذلك إلا بمصاحبة دليل سياحي محلي. وشط الجريد هو أيضا عبارة عن منظومة بيئية فريدة وهو ينضوي ضمن المناطق الرطبة وتم تسجيله منذ 2007 ضمن المنظومة الأممية للمحافظة على المواقع البيئية ويمسح حوالي 590 الف هك ويعد منظومة فريدة من نوعها في العالم نظرا لكونه يفصل بين المناطق شبه الصحراوية والمناطق القاحلة وهو يحتوي على عدة أملاح وعدة معادن اخرى وهو الآن بحاجة ماسة الى المحافظة عليه. مياه في الشتاء وملح في الصيف ويحتوي شطّ الجريد على بحيرة متجمّدة تعد ايضا من اكبر البحيرات المالحة في العالم تتفجر، في الشتاء لتكسوه في الصيف طبقة من الملح وتتغير ألوانه مع كل فصل وهذه الظاهرة العجيبة جذبت زوارا من كافة انحاء العالم ومثلت علامة من علامات السياحة الرياضية كالتزلج وسباق السيارات والعدو والمشي. و شط الجريد ايضا مصدر إلهام لعدد من الفنانين العالميين في شتى المجالات كالرسم على الملح وغير ذلك، غير أنه بات يواجه العديد من التحديات وخاصة المناطق المتاخمة للمدن واصبح مهددا بإمكانية خسارته كموقع سياحي وأحد روافد السياحة الصحراوية حيث تتكدس به المصبات العشوائية والمياه المستعملة وغيرها من الإخلالات البيئية الاخرى فضلا عن استغلال غير عقلاني للأملاح. وقد بات من الضروري تركيز مصانع للبوطاس لتوفير اليد العاملة ومواطن الشغل الاضافية لأبناء الجهة وكذلك مصانع للملح حتى يتحول الى مصدر تنمية خلافا لما هو عليه الآن.