"ما يحصل الان في المشهد الاعلامي التونسي ومن ذلك دار الصباح ألمني كثيرا وترك في وجداني عديد الشروخ، كلها عوامل دفعتني للانطواء على نفسي عاما ونصف لتدوين بعض ما يجول بخاطري حول هذا الواقع المرير فكان كتابي - عاشقة في رحاب صاحبة الجلالة، إعلام الثورة وثورة الإعلام - الصادر مؤخرا عن دارتبر الزّمان بتونس " بهذه الكلمات قدمت الصحفية اسيا العتروس كتابها هذا خلال لقاء اعلامي احتضنه صباح اليوم الثلاثاء مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. واضافت العتروس " كتابي هو قراءة في تاريخ دار الصباح العريقة ورصد لمختلف المراحل التي مرت بها، وتقديم لشهادات عدد من مؤسسيها ومن عملوا فيها واثروا مسيرتها الطويلة ، هذا الكتاب ينتقد واقع الاعلام التونسي ولا سيما منذ 14 جانفي 2011 وما يحدث فيه من فوضى متعددة الجوانب". اسيا العتروس تحدثت خلال هذا اللقاء الاعلامي، وبكل مرارة، عن الوضع المؤلم الذي تردت فيه "امها الحنون" والحضن الدافىء " دار الصباح، ووقفت عند اهم اسباب هذه الازمة والتي اضحت تهدد هذه المؤسسة الاعلامية العريقة في وجودها برمزيتها التاريخية والوطنية ونضاليتها ومساهمتها في حركة التحرير الوطني. في هذا الكتاب بحثت العتروس ايضا في اسباب ازمة الصحافة في تونس خلال السنوات الاخيرة، وما مدى صمودها امام الاعلام الرقمي، واقرت بتواصل تيار الضغوطات التي تمارس على الصحفيين وان الاعلام التونسي لن يكون الا حرا وديمقراطيا وانه على الصحفيين التونسيين رفع هذه الرهانات والانتصار لكل المبادرات الهادفة لتطوير نسق إصلاح القطاع والدفع به للعب دوره كاملا في ترسيخ مسار الانتقال الديمقراطي في بلادنا. بذات المرارة التي بدأت بها هذا اللقاء، انهته اسيا العتروس قائلة "كتبت عن دار الصباح لأني اغار عليها مثل عائلتي وابنائي، لأني اغار على تونس واخشى على مستقبلها، ما يحصل فيها يؤلمني الى ابعد الحدود، نتساءل عن حقيقة الاجندات التي تحرك من يقف وراء ازمة دار الصباح ومن يحركون خيوطها من وراء الستار، ما هي مخططاتهم وما هي مشاريعهم، اول ما عمدوا اليه بعد الثورة ان ضربوا ارشيف دار الصباح للقضاء عليها، نعم الصباح اليوم بدون ارشيف، كل ميثاق تحرير نصوغه يلتفون عليه ولا يعملون به، الى اين يسيرون بها ، للأسف المناخ اليوم غير ملائم للعمل في دار الصباح، لما اخلد الى وسادتي ليلا تتراقص الافكار بذهني وتمزقني الحيرة: لمادا انا اعمل وما عساني افعل امام هذا الوضع، لابد من الانسحاب". تجدر الاشارة الى أنّ آسيا العتروس رئيس تحرير أوّل في جريدة الصباح خريجة معهد بورقيبة للغات الحيّة سنة 1987 حيث تحصلت على شهادة مزدوجة في اللغة الانجليزية والصينية ، التحقت بجريدة الصباح مذ سنة 1990 اين بدأت مسيرة حافلة بالعطاء في هذه المؤسسة الاعلامية اهلتها للحصول عل العديد من الجوائز والتكريمات التونسية منها جائزة أكاديميا لحرية الاعلام قسم أفضل حوار صحفي سنة 2015 .