أسدل الستار على الدورة الأولى من ماجستير الدين والسياسة والمواطنة في رحاب جامعة بادوفا الإيطالية، وقد انتظم بالمناسبة حفل تخرج الدفعة الأولى من الطلبة. هذا الماجستير تم إنشاؤه خلال السنة الماضية تتويجاً للشراكة العلمية بين المركز الجامعي للثقافة والقانون والأديان، الذي تشارك فيه 7 جامعات إيطالية من ضمنها جامعة بادوفا وجامعة بييمونثي أورينتالي من جهة ومعهد غرناطة للبحوث والدراسات العليا من جهة أخرى. ويعتبر ماجستير الدين والسياسة والمواطنة أنموذجا فريدا من نوعه نظرا لتعدد وتفرع اختصاصاته ولغاته كذلك، وبحديثه عنه ثمّن الدكتور ستيفانو ألّييفي مدير الماجستير هذه التجربة لأنها تسمح بتجاوز الحدود الجغرافية بين الشعوب والاختلافات الدينية والثقافية فاختلاف مرجعيات الطلبة وثقافاتهم واهتماماتهم تعد عامل إثراء وتمكن الطلبة من تنويع تجاربهم إلى جانب ما يتلقونه من تكوين أكاديمي باعتماد تصور منهجي نقدي متعدد التخصصات. ومن جهته أفادنا الدكتور محمد بن صالح مدير معهد غرناطة للبحوث والدراسات العليا ومقرّه اسبانيا أن جوهر الماجستير هو الاشتغال على مجال التكوين الأكاديمي من خلال اختيار أنجب الطلبة والأكثر تميزا في العالم العربي وأوروبا استنادا لمعايير علمية معروفة والخوض في مجالات بحثية باستقلالية تامة بعيدا عن أية أيديولوجية وعن أي تحيّز سياسي ليصبح الماجستير فضاء للتلاقي بين شمال المتوسط وجنوبه. وبسؤالنا عن المواد التي تم إدراجها ضمن ماجستير الدين والسياسة والمواطنة أفادنا أستاذ علم الاجتماع الديني بجامعة بادوفا الدكتور محمد خالد الغزالي بأنها تنقسم إلى 10 محاور وهي: سوسيولوجيا وانتروبولوجيا الدين والسياسة، تاريخ وفلسفة الأديان، الفلسفة السياسية وتاريخ الفكر السياسي، الدين والقانون والسياسة في المجتمعات المعاصرة، التطرف الديني والعنف في العالم المعاصر، الدين والاقتصاد ووسائل الإعلام الجديدة، الدين والهجرة، الدولة والمواطنة والمجتمع المدني، الثقافة والمجتمع وحقب العولمة، التنوع الثقافي والتعددية الدينية والوساطة بين الثقافات. خريجو هذه الدفعة الأولى هم من جنسيات مختلفة عربية وأوروبية، وقد كان من بين الطلبة المتخرجين من هذا الماجستير طالبة تونسية وحيدة احتلت المرتبة الأولى مناصفة مع زميليها المغربي والسعودي. عبرت عن سعادتها بهذه التجربة التي سمحت لها بالاحتكاك بطلبة من خلفيات متنوعة إضافة إلى تمكنها من الحصول على تكوين من قبل أساتذة مختصين من طراز عالي. اشتغلت الطالبة التونسية على موضوع التعدد اللغوي لدى أبناء الجاليات في ألمانيا. وللتذكير فإن جامعة بادوفا تأسست في 1222 وهي من بين أعرق الجامعات في العالم وهي من بين أفضل جامعات ايطاليا إذ تحتل المرتبة الأولى بينها. وقد تخرج منها ودرّس فيها بعض رواد النهضة الأشهر من بينهم غاليليو وكوبرنيكوس.