اكتظاظ غير مسبوق بالفضاءات التجارية الكبرى.. تدافع.. تسابق لاقتناء الشربة وبعض التوابل ذات الخصوصية.. تفريغ كلي لجناح الألبان من محتوياته.. طابور انتظار طويل أمام المخابز قد تستغرق معه ساعة للحصول على خبز بعينه، تتضاعف أسعاره وتكون له مواصفات ذات خصوصية.. حالة من هستيريا الاستهلاك الرمضاني.. لهفة تنتشر سريعا في نفس التوقيت بين مختلف التونسيين وتشكل سلوكا خاصا ينطلق مع بداية شهر الصيام وينتهي بانتهائه.. تثير في الغالب عديدة الانتقادات.. تتجند هياكل الدولة لمواجهتها وفي المقابل تعمل منظمة الدفاع عن المستهلك سنويا على حملات توعية وترشيد من اجل التخفيف منها.. سلوك رمضاني، أفاد طارق بن جازية مدير المعهد الوطني للاستهلاك، بأنه يتنزل في إطار نمط استهلاك معين للتونسي، لا يقبل التنازل عليه مهما كان الوضع الاقتصادي العام ومهما تدحرج دخله المادي وعلا تداينه، يمثل البعد الاجتماعي للاستهلاك لديه بعادات غذائية غير قابلة للنقاش ولا تحددها الأسعار ولا المقدرة الشرائية. وأضاف بن جازية ان سلوك اللهفة خلال رمضان تتم قراءته من زاوية البعد النفسي للاستهلاك، فالتونسي يصنف نفسه كمحروم طيلة يوم الصيام والاستهلاك، هو آلية يعتمدها للشعور بالحياة في إطار تصعيده النفسي. وبين مدير المعهد الوطني للاستهلاك ان الدراسات تؤكد ارتفاع حجم الاستهلاك لدى التونسي خلال شهر رمضان بنسبة 34 % وهو موجه بدرجة أولى للأطباق المطبوخة وبدرجة ثانية لمادة الخبز وخاصة منه الخبز الخاص الذي يرتفع فيه الاستهلاك بنسبة 52%. ويشمل الترفيع في الاستهلاك الرمضاني عددا من المواد الغذائية على غرار الموالح التي يرتفع استهلاكها بنسبة 166% وبنسبة 372% لمادة الكبّار. ويستهلك التونسي خلال شهر رمضان حسب المعهد الوطني للاستهلاك 80 % من حجم استهلاكه السنوي لمادة "الملسوقة" وتتضاعف معدلات استهلاكه لمادة اللبن نحو السبع مرات اين يرتفع استهلاكه بنسبة 677% في حين يكون ارتفاع استهلاك التونسي للحوم والدواجن بنسبة 45% وللتن بنسبة 111% والنشوة بنسبة 207%. ويزيد استهلاكه بمرة ونصف للمشروبات الغازية (155%) وبنسبة 23 % للمياه المعدنية وب58% للبيض ومثلها للجبن في حين تكون نسبة الارتفاع بالنسبة للياغرط في حدود ال16% وبالنسبة للحليب الطازج (الصبة) بنسبة 119% وللريقوتة بنسبة 200%. ويشير بن جازية الى ان هذا الارتفاع في الاستهلاك خلال شهر رمضان يكون له سنويا تطور في معدلات ونسب التبذير حيث تفيد الأرقام بأن 1/3 ( ثلث) ما يتم إعداده من أطباق وحوالي ال 900 ألف خبزة يتم إلقاؤها يوميا. ويذكر ان منظمة الدفاع عن المستهلك قد دعت الى ترشيد الاستهلاك والتخلي عن سلوك اللهفة لما له من تداعيات على على جيب المواطن وعلى الاقتصاد خاصة بما يخلفه من تبذير. ريم سوودي