طالب الفنان أسامة فرحات بان تهتم الدولة بالإعلام التونسي الخاص منه والعمومي وبان يتم اتباع سياسة إعلامية ترفع معنويات المجتمع التونسي وتعمل على توعيته وتهدأ من روعه زمن توتره.. لان التناول الإعلامي الحالي قد ينتج بطول الوقت مجتمعا مأزوما لا خير فيه لا لنفسه ولا لعائلته ولا لمجتمعه.. وقال :" المفروض ان يكون لنا إعلام أزمات وحروب وكوارث استثنائية تتولى امر الراي العام وتقوّم ما يتم نشره وتداوله عن غير دراية ولا معرفة ولا اختصاص فيؤثر سلبا على الأطفال والشباب وعلى معنويات المجتمع ..بعض البرامج تنقل بدون تحفظ ما ينشره ناس عاديون على الفاسبوك وتناقشه بلا معرفة ولا اختصاص لذا اصبح من الضروري ان يتم التدخل الواعي لقطع الطريق امام من يميّعون قضايا المجتمع التونسي ويتلاعبون بالراي العام ويساهمون في تجهيل المواطن وتسطيح وعيه وابعاده عن الأمور المهمة والقيم النبيلة وتحسيسه بعدم الحاجة اليها في مجتمع لا يبحث ولا يجري الا وراء التفاهة والبلاهة." وراي الفنان أسامة فرحات انه من الضروري ارجاع وزارة الاعلام وجمع المختصين من اجل استشارة جادة تنقذ المجتمع التونسي إعلاميا وثقافيا مما تردى فيه اليوم .. ويمكن أيضا تخصيص منحة استثنائية للقنوات التلفزية والإذاعات وللجرائد والمجلات والإعلام الرقمي التي تقدم البرامج الثقافية الهادفة والجيدة والخالية من التهريج في الأمور المصيرية لتونس بصور واصوات اشباه مثقفين يطلقون على انفسهم صفة إعلاميين و بعضهم اصبحوا يتحدثون ويفتون في كل شيء وحتى في الأمور الطبية والعلمية كما يحدث في أيامنا هذه ونحن نخوض حربا على فيروس الكورونة ونتصارع على المعلومة الصحيحة التي يخجل الأطباء واهل الاختصاص من تداولها دون تثبت لانهم لا يعرفون شيئا يذكر عن الفيروس في حين يتداولها بعض "الكرونيكورات " ببساطة مثيرة للاستغراب أحيانا . وقال أسامة فرحات انه :" لا باس في ان تكون للدولة سياسة إعلامية واضحة يتم على أساسها وعلى أساس مصلحة تونس ومواطنيها تناول المسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية .." الناس في ديارهم يهزوا وينفضوا وحدهم " ولا خروج من هذا الوضع المزري الا بإرجاع وزارة الاعلام ولا خوف منها على حرية التعبير بعد الديمقراطية التي حظينا بها منذ سنة 2011 ." وسبب اقتراح ارجاع وزارة الاعلام حسب ما فسره أسامة فرحات ل"الصباح" هو احساسه بان الأمور في تونس تدار بأمزجة واهواء البعض في حين اننا نعيش ازمة عالمية توجب تفاعل وزارة الاعلام مع النقابات والمنظمات والهيئات الدستورية المعنية بالأمر مثل الهايكا هؤلاء لا بد ان يجتمعوا وان يعدوا استراتيجية عمل وإنقاذ ويرسموا خطط التعامل مع عقل المواطن وفي هذا لابد ان يتعاملوا مع الإعلاميين المحترفين من اجل النهوض بقطاع الاعلام " المهدرش" والبعيد جدا عن الوعي بالديمقراطية وبمقتضياتها وقال :" طبعا هنا انا لا اقصد ان يكون الاعلام موجها وانما ان يكون منطقيا ومنظما ووزارة الاعلام في النهاية لا تختلف في شيء عن وزارتي الثقافة و السياحة ..و أضاف أسامة فرحات انه يأمل ان تتولى وزارة الاعلام ان تم ارجاعها الجانب الثقافي المغيب في كل وسائل الاعلام تقريبا وفي تونس بصفة عامة ووضّح: " نحن لا نريد اعلاما موجها ولكن من الضروري ان يكون لنا اعلام الحرب او الازمات وتكافئ الفرص ..اعلام الثقافة والعلم الذي يقوده الاعلاميون المحترفون واصحاب التجارب والكفاءات العالية." الدولة تحسن التعامل مع الازمة رغم ضبابية المعلومة وفي تشخيصه لواقع تونس اليوم زمن الخوف من تفشي فيروس الكورونا افادنا أسامة فرحات بانه الى حد اليوم يلاحظ ان الدولة تقوم بواجبها وتحسن التعامل مع الازمة كما يلاحظ ضبابية في المعلومة التي تخص هذا الوباء المتفشي في العالم نظرا للتداخل بين ما ينشره الاعلام المختص والموثوق به وإعلام الناس على صفحات التواصل الاجتماعي وقال :" ...ولكن في كل الحالات ورغم كل شيء انا سعيد بمجهود الدولة في مكافحة وباء الكورونا وارى انه تم التعامل معنا بمصداقية وان الدولة لا تخفي عنا شيئا من الضروري ان نعرفه وأضاف :" وهنا لا بد ان ننوه ونثني على الدور الذي قام به وزير الصحة الدكتور عبد اللطيف المكي والطاقم الطبي العظيم من اجل احتواء هذه الأزمة غير المسبوقة الى جانب رئيس الجمهورية الأستاذ قيس سعيد ورئيس الحكومة والمجتمع المدني الفاعل." وخلال الحديث عن الوضع الثقافي في تونس اصر أسامة على التوجه لوزيرة الشؤون الثقافية الأستاذة شيراز العتيري بملاحظة جاء فيها انه يوجد في الساحة فنانون محترفون يرابطون في منازلهم بعد تأجيل او الغاء التظاهرات الثقافية بدون رواتب يقبضونها في نهاية الشهر او موارد رزق يعيلون منها عائلاتهم وحث الوزيرة على دعوة المبدعين والفنانين لجلسات عمل استشارية وتفكير في الملفات الحارقة وفي أسباب تعطل تحويل القطاعات الثقافية الى صناعة تعيل الثقافة والمثقفين . وقال :" منع التظاهرات الثقافية عادي بالنسبة الينا لأنه قرار دولة يخص ازمة طارئة واستثنائية ولكن كان لا بد ان ترافقه حلول لما تسبب فيه من إشكالات للفنانين المحترفين والفاعلين الذين لا رواتب لهم والذين يجب ان يعيشوا من فنهم . وممكن التفكير مثلا في تعويض التظاهرات الثقافية بإنتاجات وابداعات تمولها وزارة الشؤون الثقافية وتبث في القنوات التلفزيونية الخاصة والعمومية مثلا. نريد شعبا متحضرا وناضجا على الدوام لا في الازمات فقط وقد وصف أسامة فرحات الشعب التونسي في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ تونس ب "المغلوب على امره" رغم انه يثبت وقت الازمات انه شعب متحضر وواع وخاصة النساء والمجتمع المدني وهذا رغم ما تعرضه عليه التلفزيونات من تفاهات كثيرا ما تؤثر على الراي العام وتعطينا انطباعا بان هذا الشعب ليس ذاك الذي قام بثورة ابهرت العالم وقال:" ونحن نريد ان يكون الشعب التونسي ناضجا وواعيا في كل الأوقات والحالات لا في الأزمات فقط ونبرز نقاط قوته ونضجه." أسامة فرحات فنان مثقف له مواقف وآراء صريحة لا يخفيها عن احد ومعروف عنه انه لا ينتقد ولا يرفض الا بعد ان يشخص ويقدم البديل والمقترح ، لذا سالته "الصباح" عن اول قرار يتخذه لو اتيحت له الفرصة فاكد انه الى جانب ما اقترحه سابقا من إنتاج أعمال تبث في مختلف وسائل الإعلام – التفكير مثلا في منحة استثنائية من صناديق الدعم المختلفة نظير عمل جديد للفنانين والموسيقيين المحترفين في مختلف الجهات والذين لهم أسماؤهم المحترمة في الساحة الفنية ومشهود لهم بالعمل والتفاني والإضافة .لأنه عندما تغلق أبواب الشغل ينتفي الفرق بين المواطن العادي والفنان ويجوع الكل . اما رسالته لجمهوره فهي ان يساعد التونسيون بعضهم البعض وان يشتروا حاجياتهم الضرورية فقط فالأمن الغذائي مستتب والحمد لله ويأمل ان يعمل الاعلام على بث الرسائل الإيجابية والمعلومة الصحيحة من المختصين والخبراء التونسيين الذين اثبتوا قدرتهم وكفاءتهم على مواجهة أصعب الأزمات ورأى اننا نحتاج اليوم الى حكومة ازمة تتواصل فيها الدولة وتستفيد من كفاءة السابقين الشرفاء بدون سفسطة سياسية في كل المجالات وان تستفيد وزارة الشؤون الثقافية من كفاءاتها بعيدة عن الولاءات والشلية. حوار: علياء بن نحيلة