عاجل/بعد التحقيق معهما: هذا ما تقرر في حق الصحفية خلود المبروك والممثل القانوني ل"IFM"..    هام/ بشرى سارة للمواطنين..    ماذا يحدث في حركة الطيران بفرنسا ؟    سفينة حربية يونانية تعترض سبيل طائرتين مسيرتين للحوثيين في البحر الأحمر..#خبر_عاجل    شهداء وجرحى في قصف صهيوني على مدينة رفح جنوب قطاع غزة..#خبر_عاجل    بطولة مدريد للماسترز: اليابانية أوساكا تحقق فوزها الأول على الملاعب الترابية منذ 2022    كاس رابطة ابطال افريقيا (اياب نصف النهائي- صان داونز -الترجي الرياضي) : الترجي على مرمى 90 دقيقة من النهائي    الترجي يطالب إدارة صن داونز بالترفيع في عدد التذاكر المخصصة لجماهيره    كأس ايطاليا: أتلانتا يتغلب على فيورينتينا ويضرب موعدا مع جوفنتوس في النهائي    اليوم: عودة الهدوء بعد تقلّبات جوّية    شهادة ملكية لدارك المسجّلة في دفتر خانة ضاعتلك...شنوا تعمل ؟    قفصة: تورط طفل قاصر في نشل هاتف جوال لتلميذ    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لهذه الأمراض بسبب لسعة بعوض.. علماء يحذرون    لا ترميه ... فوائد مدهشة ''لقشور'' البيض    خلال لقائه الحشاني/ سعيد يفجرها: "نحن مدعوون اليوم لاتخاذ قرارات مصيرية لا تحتمل التردّد"    كتيّب يروّج للمثلية الجنسية بمعرض تونس للكتاب..ما القصة..؟    "تيك توك" تتعهد بالطعن على قانون أميركي يهدد بحظرها    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس    قفصة: عمّال بشركة نقل المواد المنجمية يعلقون إضراب الجوع    الجزائر: هزة أرضية في تيزي وزو    بعد أزمة الكلاسيكو.. هل سيتم جلب "عين الصقر" إلى الدوري الاسباني؟    قرار جديد من القضاء بشأن بيكيه حول صفقة سعودية لاستضافة السوبر الإسباني    "انصار الله" يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة صهيونية    سعيد: لا أحد فوق القانون والذين يدّعون بأنهم ضحايا لغياب الحرية هم من أشدّ أعدائها    اتحاد الفلاحة ينفي ما يروج حول وصول اسعار الاضاحي الى الفي دينار    القبض على شخص يعمد الى نزع أدباشه والتجاهر بالفحش أمام أحد المبيتات الجامعية..    أخبار النادي الصفاقسي .. الكوكي متفائل و10 لاعبين يتهدّدهم الابعاد    في معرض الكتاب .. «محمود الماطري رائد تونس الحديثة».. كتاب يكشف حقائق مغيبة من تاريخ الحركة الوطنية    ماذا في لقاء رئيس الجمهورية بوزيرة الاقتصاد والتخطيط؟    ل 4 أشهر إضافية:تمديد الإيقاف التحفظي في حقّ وديع الجريء    هام/ الخطوط التونسية تغير برنامج 16 رحلة بداية من الغد    وفد من مجلس نواب الشعب يزور معرض تونس الدولي للكتاب    المرسى: القبض على مروج مخدرات بمحيط إحدى المدارس الإعدادية    دوري أبطال إفريقيا: الترجي في مواجهة لصنداونز الجنوب إفريقي ...التفاصيل    هذه كلفة إنجاز الربط الكهربائي مع إيطاليا    عاجل/ الاحتفاظ بأحد الاطراف الرئيسية الضالعة في احداث الشغب بالمنيهلة والتضامن    QNB تونس يحسّن مؤشرات آداءه خلال سنة 2023    الليلة: طقس بارد مع تواصل الرياح القوية    رئيس الحكومة يدعو لمتابعة نتائج مشاركة تونس في اجتماعات الربيع 2024    عاجل/ جيش الاحتلال يتأهّب لمهاجمة رفح قريبا    فيديو صعود مواطنين للمترو عبر بلّور الباب المكسور: شركة نقل تونس توضّح    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    ممثل تركي ينتقم : يشتري مدرسته و يهدمها لأنه تعرض للضرب داخل فصولها    هوليوود للفيلم العربي : ظافر العابدين يتحصل على جائزتيْن عن فيلمه '' إلى ابني''    اسناد امتياز استغلال المحروقات "سيدي الكيلاني" لفائدة المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية    المنستير: افتتاح الدورة السادسة لمهرجان تونس التراث بالمبيت الجامعي الإمام المازري    نحو المزيد تفعيل المنظومة الذكية للتصرف الآلي في ميناء رادس    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    تحذير صارم من واشنطن إلى 'تيك توك': طلاق مع بكين أو الحظر!    الناشرون يدعون إلى التمديد في فترة معرض الكتاب ويطالبون بتكثيف الحملات الدعائية لاستقطاب الزوار    السيطرة على إصابات مرض الجرب المسجلة في صفوف تلامذة المدرسة الإعدادية الفجوح والمدرسة الابتدائية ام البشنة بمعتمدية فرنانة    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    أولا وأخيرا .. الله الله الله الله    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رأي / وجهة نظر.. خواطر وعبر حول " كورونا " بين الطب والتراث والأديان ..
نشر في الصباح نيوز يوم 30 - 03 - 2020


بقلم الأستاذ حمزة بن سلامة
في هذا الظرف العصيب الذي تمر به البشرية جمعاء جراء تفشي وباء الكورونا، ارتأيت أن أعبر عما يخالج نفسي من أفكار وخواطر وهواجس عسى أن يكون التعبير عنها من خلال هذا النص من شأنه التخفيف من وطأة الصدمة التي لا مجال للشك أنها انتابتني وانتابت كل إنسان فوق هذه البسيطة حين يرى ما يشهده العالم وخاصة المتقدم منه (فما بالك حين سيحل الوباء بالدول النامية) من شلل وانهيار وتهاوي نتيجة أزمة صحية تسببت إلى حد تاريخ كتابة هذه الأسطر في إصابة مئات الآلاف من الأشخاص بالوباء الآنف الذكر وأدت إلى وفاة الآلاف منهم مع إجبار قرابة المليار نسمة لملازمة بيوتهم للقيام بالحجر الصحي وذلك توقيا من هذا الداء) .
هذه الجائحة ستؤدي حتما إلى جملة من الأزمات لا مثيل لها منها الصحية والمالية الاقتصادية إلخ... ومن المؤكد أنه بعد انحسار الوباء المذكور سيصبح الحديث في شتى الأوساط عن ما قبل الكورونا فيروس و ما بعد الكورونا فيروس.
من المعلوم أن أول شعور ينتاب أي إنسان عادي في مثل هذه الوضعيات هو الخوف والذعر والهلع وكل الأحاسيس المشابهة وهي أحاسيس ومشاعر جد طبيعية ولكن في حال عدم تجاوزها والسيطرة عليها ولو نسبيا ستتحول إلى أوهام ووساوس تؤدي بدورها إلى أمراض وعاهات وعلل نفسية ستزيد الطين بلة وتجعل من الإنسان الذي يصاب بها في حالة من الإرباك التام الذي سيمنعه من مواجهة هذا الوضع الاستثنائي الذي يمر به العالم أجمع.
الخوف لا يمكن التغلب عليه إلا بالتحلي بالشجاعة وقد أحسن الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران(François Mitterrand) القول حين أكد أن: "الشجاعة تتمثل في السيطرة على الخوف لا في عدم الخوف" (le courage consiste à dominer sa peur, non pas à ne pas avoir peur ( ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المضمار هو كيف يتم التحلي بالشجاعة في مواجهة عدو غير تقليدي بما أنه غير مرئي وخفي أربك العالم بكيفية لا نظير لها ؟
الإجابة عن هذا السؤال من وجهة نظري تكمن في الرجوع إلى ما يتضمنه الدين الإسلامي الحنيف خاصة القرآن الكريم والسنة النبوية السمحاء وأيضا أراء المفكرين المسلمين بخصوص جملة المسائل التي تم التعرض إليها أعلاه والتي بالتطرق إليها يمكن إعطاء مقاربة أخرى غير المقاربة العلمية والطبية التي لا مناص من التقيد بها في مثل هذه الوضعية الاستثنائية (التي تكيف قانونا من قبيل القوة القاهرة وهو الأمر الذي لا يمكن لا توقعه ولا دفعه) ولكن هذه المقاربة من شأنها مساعدة البعض حتى وإن كان من غير المهتمين بالشأن الديني وبالمسائل العقائدية على تجاوز هذه المحنة أو على الأقل فهم المقاربة الدينية لهذه المسائل.
يتجه بادئ ذي بدء التذكير أن البعض في الدول المتقدمة أرجأ ظهور وباء الكورونا إلى ما تشهده الكرة الأرضية من تلوث لا مثيل له نتيجة النشاط الاقتصادي والصناعي المبالغ فيه في العالم والذي لا يحترم البيئة بما أن الغاية الوحيدة منه الربح الفاحش لا غير وقد أدى إلى الإخلال بالتوازن الطبيعي والايكولوجي وهو أمر يسهل ظهور الأوبئة الفتاكة ، وهذا ما أكده أخيرا الناشط الفرنسي في مجال البيئة نيكولا هيلو(Nicolas Hulot) الذي شغل منصب وزير البيئة في فرنسا واستقال نتيجة قناعته بعدم جدوى توليه الوزارة بحكم سيطرة اللوبيات الصناعية الملوثة على الاقتصاد الفرنسي والعالمي ، يقول هيلو حرفيا لأحدى القنوات التلفزية بتاريخ 22 مارس 2020 بخصوص وباء الكورونا : " نحن بصدد تلقي إنذارا أخيرا من الطبيعة" ( ( Nous recevons une sorte d'ultimatum de la nature .
أليس ما يتعرض إليه أحد أهم الخبراء العالميين في مجال البيئة تأكيدا للآية الكريمة التي يقول فيها سبحانه وتعالى: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس لنذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون" صدق الله العظيم (سورة الروم آية 41) وأيضا للآية الكريمة التي يقول فيها المولى عزّ وجل: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين" صدق الله العظيم (سورة الأعراف آية 56) مع العلم أن العلامة التونسي ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع والذي يعد من أعظم العقول التي عرفتها الإنسانية قد بيّن هذه المسألة بصفة مستفيضة في مقدمته حين أكد حرفيا في الفصل المتعلق بوفور العمران آخر الدولة وما يقع فيها من كثرة الموتان والمجاعات على ما يلي: "وأما كثرة الموتان فلها أسباب من كثرة المجاعات أو كثرة الفتن لاختلال الدول فيكثر الهجر والقتل أو وقوع الوباء وسببه في الغالب فساد الهواء بكثرة العمران لكثرة ما يخالطه من العفن والرطوبات الفاسدة وإذا فسد الهواء وهو غذاء الروح الحيواني وملابسه دائما فيسري الفساد إلى مزاجه فإن كان الفساد قويا وقع المرض في الرئة وهذه هي الطواعين وأمراضها مخصوصة بالرئة وإن كان الفساد دون القوي والكثير فيكثر العفن ويتضاعف فتكثر الحميات في الأمزجة وتمرض الأبدان وتهلك وسبب كثرة العفن والرطوبات الفاسدة في هذا كله كثرة العمران ووفوره آخر الدولة.....".
وفي نفس هذا الإطار فإن البعض أيضا في الدول المتقدمة يعزى سبب ظهور وباء الكورونا لحيوان يدعى البانجولين(Le pangolin) (وهو حيوان ذو شكل بشع لا يشتهي المرء حتى النظر إليه فما بالك أكله) وهو الذي تسبب في نقل الفيروس المذكور للإنسان وتجدر الإشارة في هذا الإطار أن الحيوان الآنف الذكر الذي بات مهددا بالانقراض يستعمل بكثافة في الطبخ الصيني وخاصة في الجهة التي ظهر فيها الوباء مع العلم أن السبب الأساسي لأكل لحم هذا الحيوان هو لمزاعم واعتقادات أن لذلك فوائد جنسية(vertus aphrodisiaques ( ، وقد أكد الدكتور جيروم سالومون(Jérôme Salomon) المدير العام للصحة في وزارة الصحة الفرنسية في إحدى الندوات الصحفية أن الباحثين والعلماء الصينيين لم يستبعدوا البتة أن يكون سبب انتقال فيروس الكورونا للإنسان سببه الحيوان المذكور وهذا بطبيعة الحال يجرنا للحديث عن الأهمية القصوى التي يعطيها الدين الإسلامي للمأكل الذي يجب أن يكون طيبا بمعنى أن يراعي أولا وقبل كل شيء قواعد النظافة وحفظ الصحة علاوة على وجوب أن يكون مصدره من كسب حلال ولقد أخبرنا المولى عز وجل في القرآن الكريم بما يلي: " يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا و لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين" صدق الله العظيم (سورة البقرة الآية 168) كما تضمنت الآية 173 من نفس السورة ما يلي: " إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم" صدق الله العظيم وكذلك أخبرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم على ما يلي: " و لا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق" صدق الله العظيم (سورة الأنعام الآية 121)، وفي نفس هذا المضمار فقد حث الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى على الوضوء (الذي هو عبادة في حد ذاته وهو من الشروط الضرورية لإقامة الصلاة التي هي من الأركان الأساسية للإسلام) قبل الأكل فقد ورد في الحديث النبوي الشريف ما يلي: " الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر قبله وبعده ينفي اللمم" وفي رواية أخرى "بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده" وقد فسر الإمام أبو حامد الغزالي هذا الحديث في كتاب إحياء علوم الدين (انظر كتاب الأكل وهو الكتاب الأول من ربع العادات) على النحو التالي:" ولأن اليد لا تخلو من لوث في تعاطي الأعمال فغسلها أقرب إلى النظافة والنزاهة ولأن الأكل لقصد الاستعانة على الدين عبادة فهو جدير بأن يقدم عليه ما يجري منه مجرى الطهارة من الصلاة "، وبالتالي فإنه من نافلة القول أن الإسلام قد أولى مسألة طيب المأكل ونظافته الأهمية اللازمة لثبوت تسبب المأكل الذي لا يحترم قواعد النظافة والصحة لمصائب كالتي نعيشها اليوم وقد باتت فرضية انتقال الفيروس من الحيوان المذكور للإنسان (والذي كما ذكرنا أعلاه أن الإقبال عليه لأغراض لا علاقة لها البتة بالتغذية السليمة) غير مستبعدة كما أكد أهل الذكر المشار إليهم أعلاه.
أما الآن وقد بات الوباء واقعا مفروضا على الجميع يتبين أن الحل الجذري الوحيد المتبع للتوقي منه من قبل جل الدول المتقدمة والتي لا مجال للشك أنها تمتلك أعتى الأنظمة الصحية وأحسن مراكز البحوث العلمية في المجال الطبي هو الحجز الذاتي أو الحجر الصحي(la mise en quarantaine) .
أكثر العلماء يؤكدون أنه لن يتم إعداد تلقيح لفيروس الكورونا قبل سنة ونصف وقد أكد الطبيب الفرنسي المختص في علم الأوبئة جون دافيد زيتون(Jean David Zeitoun, épidémiologiste ( في صحيفة لوموند الفرنسية الصادرة في تاريخ 23 مارس 2020 ما يلي: "إن الحجر الصحي العام هو أضمن طريقة للقضاء على الوباء"
Le confinement généralisé est la façon la plus sûre pour endiguer la pandémie))
وتجدر الإشارة أنه حتى الدول العظمى من بينها بريطانيا والتي لم تنتهج في البداية سياسة الحجر الصحي لمقاومة الوباء وارتأت انتهاج سياسة أخرى سميت بالمناعة الجماعية(Immunité collective) راجعت حساباتها كليا لثبوت فشل تلك السياسة وأدركت أن الحل الوحيد لمقاومة الوباء حاليا هو إتباع سياسة الحجر الصحي.
إن هذه السياسة أو الكيفية في مقاومة الأوبئة قد أخبر بوجوب إتباعها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين حدث الصحابة عن كيفية التعاطي مع وباء الطاعون فقال لهم في الحديث الشريف ما يلي: "إذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرار منه"، وهذا الحديث تم الاستشهاد به من قبل أحد أهم الصحف الأمريكية وهي جريدة نيوزويك في عددها الصادر بتاريخ 17 مارس 2020 والذي ذكر فيها كاتب المقال الصحفي قريق كونسيدين(Graig Considine) ما يلي: "إن خبراء مثل عالم المناعة الدكتور أنطوني فوشي والصحفي الطبي الدكتور سانجاي قوبتا يقولان أن التحلي يالنظافة واعتماد الحجز الذاتي والابتعاد عن الآخرين هي أكثر الطرق الناجعة لمقاومة الكوفيد 19 وهل تعلمون من أوصى بكل هذا أثناء الوباء؟ إنه محمد نبي الإسلام وذلك منذ 1300 سنة وبالرغم من أنه لا يمكن اعتباره خبير في الأمراض القاتلة إلا أن محمد كانت له نصائح جيدة للتوقي ومحاربة تطور وباء مثل الكوفيد 19..."
Experts like immunologist Dr. Anthony Fauci and medical reporter Dr.Sanjar gupta are saying that qood hygiene and quaranting or the practice of isolating from others in the hope of preventing the spread of contagious diseases are the most effective tools to contain COVID 19 , Do you know who else suggested good hygiene and quarantining during a pandemic ? Muhammad the prophet of Islam over 1300 years ago. While he is by no means a traditional expert in matters of deadly diseases Muhammad nonetheless had sound advice to prevent and combat a development like COVID-19 Muhammad said : « if you hear of an outbreak of plague in a land do not enter it but if the the plague outbreaks out in a place while you are in it do not leave that place ». (
مع العلم وفي نفس هذا الإطار أن منظمة الصحة العالمية قد بيّنت أنه من بين الطرق الواجب إتباعها للتوقي من وباء الكورونا هو غسل اليدين باستمرار ومن المعلوم في هذا المضمار أن الإسلام يفرض الوضوء قبل إقامة شريعة الصلاة التي هي واجبة على الأقل خمسة مرات في اليوم وفي أوقات مختلفة وبالتالي سيجد المسلم نفسه بصدد غسل يديه على الأقل عشرات المرات في اليوم هذا علاوة على أنه من بين السنن المؤكدة غسل اليدين قبل الأكل وبعده كما تم بيانه أعلاه، هذا مع التأكيد أن الحرص على ترسيخ قواعد النظافة وحفظ الصحة العامة في الإسلام وما يمكن أن ينجر عند الإخلال بها من كوارث صحية وبيئية كالذي نعيشه اليوم وصل إلى حد قول الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما يلي: "عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها فرأيت من محاسن أعمالها الذي يماط عن الطريق ورأيت من مساوئ أعمالها النخامة في المسجد تترك ثم لا تدفن" أو الحديث النبوي الشريف الذي قرن فيه الرسول الكريم بين الإيمان والنظافة حين أكد أن النظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان مع وجوب التأكيد أن بلدنا تونس قد فرضت السلطات فيه الحجر الصحي وألزمت المواطنين بإتباعه ويجب لهؤلاء معرفة أن في خرقه خرق لواجب شرعي وهو طاعة ولي الأمر ويتجه هنا التذكير بقوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" صدق الله العظيم (سورة النساء الآية 59) وأيضا بالحديث النبوي الشريف الآتي بيانه: "سيليكم بعدي ولاة فيليكم البر ببره ويليكم الفاجر بفجوره فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق".
والحالة ما ذكر وبعد أن تم بيان الأسباب التي من الممكن أن تكون وراء تفشي الوباء المذكور من جهة وبيان كيفية التوقي منه من جهة أخرى وطالما تبين بصفة لا لبس فيها أن ما تضمنه الدين الإسلامي الحنيف بخصوص ما تم التعرض له من شأنه أن يكون مفيدا وأيضا مواكبا للعصر بشكل ملفت للنظر فإن الإجابة عن تساؤلنا بخصوص كيفية التحلي بالشجاعة في مواجهة عدو غير تقليدي بما أنه غير مرئي وخفي أربك العالم بكيفية لا نظير لها المتمثل في وباء الكورونا سيكون باعتماد نفس المقاربة والمنهجية المعتمدة أعلاه:
من الثابت أن الوباء في ديننا الإسلامي يعد من قبيل الابتلاءات والابتلاء هو نوع من الامتحانات ولهذا قال سبحانه وتعالى: "إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين/ وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين/أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين" صدق الله العظيم (سورة آل عمران الآيات 140، 141، 142) وقال أيضا: " ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين/ الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون/ أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " صدق الله العظيم (سورة البقرة الآيات 155، 156، 157)، وبالتأمل مليا في ما تضمنته الآيات المذكورة يتبين أن المولى عزّ وجل يشير إلى الصبر ويحث بالتالي على ضرورة التحلي به ولهذا أكد الرسول صلى الله عليه وسلم أن الصبر نصف الإيمان كما بيّن أن انتظار الفرج بالصبر عبادة مع العلم أن بعض الصحابة رضوان الله عليهم ما كانوا يعدون إيمان الرجل إيمانا إذا لم يصبر على الأذى ولهذا سأل الرسول الكريم جماعة من الأنصار على علامة إيمانهم، فقالوا: نشكر على الرخاء ونصبر على البلاء ونرضى بالقضاء، فقال: مؤمنون ورب الكعبة، وحتى الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه لما سئل عن تعريف الجهاد أخبرهم أن الجهاد هو صبر ساعة وبالتالي فإن الصبر هو منبع القوة المعنوية.
وفي نفس هذا الإطار ولربط ما ذكر حول أهمية الصبر مع مسألة الوباء فإن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها لما سألت الرسول صلى الله عليه وسلم على وباء الطاعون أجابها كما يلي: "إنه كان عذابا يبعثه الله على ما يشاء وجعله رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد" ومن المهم تدعيم هذا الحديث النبوي الشريف بحديث آخر يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ما يلي: "عجبا لأمر المؤمن كله له خيرا وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له" وهذا الحديث الآخر يستخلص منه وجوب التحلي بالإيجابية دائما حتى في أحلك الفترات وقد توصل علم النفس الحديث إلى نتائج مفادها كون الصدمات النفسية(les chocs émotionnels ) لو يتم التعامل معها بالشكل الأنسب بالصبر عليها ومحاولة السيطرة على النفس بالتحلي بالطمأنينة والرصانة والثبات واستخلاص العبر منها يمكن أن تكون بوابة خير للمصاب بها ومن المعلوم أنه من بين السنن الكونية وجوب الاحتراق للإشراق، وهنا لا بد بالتذكير بمقولة أحد أشهر الأطباء التي عرفتهم الإنسانية ابن سينا حين أكد أن الوهم نصف الداء والاطمئنان نصف الدواء الصبر أول خطوات الشفاء وبالتالي أعتقد جازما أن كل ما وقع بسطه من احتواء ثقافتنا الإسلامية لكل ما يلزم من تمكيننا من مواجهة المصاعب مهما كانت شدتها وهذا لا يمكن إلا أن يبث فينا الشجاعة الواجب التحلي بها في مثل هذه المواقف التي تمر بها بلادنا العزيزة والعلم بأسره.
وختاما، فإنه من نافلة القول أن ميزان العدل في العالم قد اختل تماما وأن هناك ظلم رهيب مسلط بشتى أنواعه منه الاقتصادي ومنه الاجتماعي ومنه العسكري ومنه الأخلاقي إلخ يجعل من الإنسانية قاطبة تعيش في أحلك فتراتها بالرغم من التطور العلمي والتكنولوجي الهائل والرفاهية والبذخ الذي ينعم به البعض إلا أن هناك نسبة كبيرة من البشرية تعيش في قهر لا مثيل له وقد تفطن العلامة ابن خلدون لهذه المسألة في مقدمته حين أشار حرفيا لما يلي: "و لا تحسبن الظلم إنما هو أخذ المال أو الملك من يد مالكه من غير عوض و لا سبب كما هو المشهور بل الظلم أعم من ذلك وكل من أخذ ملك أحد أو غصبه في عمله أو طالبه بغير حق أو فرض عليه حقا لم يفرضه الشرع فقد ظلمه فجباة الأموال بغير حقها ظلمة والمعتدون عليها ظلمة والمعتدون عليها ظلمة والمنتهبون لها ظلمة والمانعون حقوق الناس ظلمة وغصاب الأملاك على العموم ظلمة ووبال كل ذلك عائد على الدولة بخراب العمران الذي هو مادتها لإذهابه الآمال من أهله واعلم أن هذه هي الحكمة المقصودة في تحريم الظلم وهو ما ينشأ عنه فساد العمران وخرابه وذلك مؤذن بانقطاع النوع البشري وهي الحكمة العامة المراعية للشرع في جميع مقاصده الضرورية الخمسة من حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال لما كان الظلم كما رأيت مؤذنا بانقطاع النوع لما أدى إليه من تخريب العمران كانت حكمة الحظر فيه موجودة فكان تحريمه مهما"وبالتالي فإن ما يشهده العالم جراء تفشي وباء الكورونا يؤكد نظرية العلامة ابن خلدون الآنفة الذكر.
ولا يمكن أن يكون تفشي الوفاء المذكور باعتماد منطق الصيرورة التاريخية أمرا اعتباطيا مع وجوب التذكير في هذا الصدد أن العالم المتقدم بأعتى جيوشه وبقنابله النووية وبالتكنولوجيا التي لا نظير لها أضحى عاجزا على مقاومة وباء مصدره فيروس لا يرى بالعين المجردة، وأضحى طوق النجاة الوحيد لقاومته هو انتهاج سياسة صحية حث عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ 14 قرنا وفي هذا كان الأديب الفرنسي المشهور ألفوس لامارتين(Alphonse Lamartine)على حق حين أكد أن محمدا هو أعظم إنسان عرفته البشرية.
إن فيروس الكورونا هو درس لكافة البشر حتى يعرف الإنسان أنه مهما ظن أنه قد عظم شأنه فإنه لا بد أن يتواضع ويدرك حدوده أمام عظمة خالقه ويسعى جاهدا لفعل الخير في دنياه وتجنب الظلم في شتى أشكاله والذي بيّن العلامة ابن خلدون كما ذكرنا أعلاه عاقبته، بسم الله الرحمان الرحيم: " يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب/ ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز" صدق الله العظيم (سورة الحج الآية 83 والآية 84).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.